Take a fresh look at your lifestyle.

أي مصالح تدافع عنها أيها الوزير الجهيناوي؟!

 

أي مصالح تدافع عنها أيها الوزير الجهيناوي؟!

 

 

 

الخبر:

 

شدد وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي في رده على مختلف مداخلات النواب والتي فاقت مدتها الساعتين والنصف، على أن “السياسة الخارجية لتونس لا تحددها الشعارات أو الأيديولوجيا بل تحددها مصالح تونس ضمن أهداف أساسية ثلاثة هي خدمة الشباب التونسي والباحثين عن فرص العمل من حاملي الشهادات العليا وتنمية المناطق الداخلية وتأمين الحصانة لتونس والدعم لقواتها الأمنية والعسكرية”. (تونس أفريقيا للأنباء)

 

التعليق:

 

الوزير عرف الدبلوماسية التونسية بشكل أراد أن يتنصل به من كل المسؤوليات ويتجنب المحاسبة باختلاف توجهاتها، ولكنه وضع نفسه ووزارته موضعا سيئا للغاية، فالدول تقوم على الأيديولوجيات ومواقف دبلوماسيتها تعبر عنها بشكل واضح وصريح، ولكن بهذا التصريح أثبت أن المستوى تدنى إلى ما هو أقل من العمالة والتبعية.

 

ففي الجلسة البرلمانية نفسها صرح الوزير أن قضية الشهيد محمد الزواري، قضية أمنية ولا تهم وزارة الخارجية ولا يمكن الخوض فيها، بعد أيام من عقد حركة حماس مؤتمرا صحفيا وجهت فيه التهم مباشرة إلى جهاز الموساد مع سرد جملة من المعطيات والأدلة تؤكد تورط شبكة متعددة الجنسيات وفدوا من مناطق متعددة من العالم وقاموا بالعملية، ولكن حكومة الجهيناوي وبعد مرور سنة كاملة على الحادثة، لم تتجاوز الإدانة وإعلان فتح التحقيق.

 

هو تصريح لا يستغرب من وزير أرسل لافتتاح مكتب تونس في تل أبيب الذي ترأسه لفترة ما بين 1996 و1998.

 

كما أننا لم نسمع أي ردة فعل دبلوماسية بعد إعلان جهات قضائية عن أحكام تخص جواسيس عملوا لصالح روسيا في تونس، دون ذكر الغايات الحقيقية التي يشتغلون عليها في تونس ومن ورائها غايات روسيا، ولم نسمع يوما بتحرك الدبلوماسية التابعة للجهيناوي ضد كل الاختراقات التي شهدتها البلاد طيلة فترة مسؤوليته، فأي مصالح تدافع عنها أيها الوزير؟!!

 

ثم يخرج علينا ليؤكد أن وزارته تعمل على تكثيف الجهود للتعاون مع دول صديقة في محاربة (الإرهاب) في الوقت الذي بات العالم كله يشهد أن الإرهاب تقف وراءه دول استعمارية تؤسس له وتمهد له الأجواء وتستغله وتستثمر فيه لمصالحها هي.

 

إن مصلحة تونس وكل البلاد الإسلامية لا تتقاطع أبدا مع مصالح الدول الاستعمارية التي تسعى إلى ثرواتها وتعمل على إبقائها في حالة الضعف والوهن. وما لم تقم للمسلمين دولة على أساس عقيدتهم فلن يكون للسياسة الخارجية عند حكامنا خط يراعي مصالحنا، بل سيظل تابعا للكبار الذين يقودون الصراعات الدولية والإقليمية.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. محمد ياسين صميدة

عضو المكتب الاعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس