يلعب على الحبلين بأوامر سيدته! صالح يدعو لفتح “صفحة جديدة” مع السعودية
يلعب على الحبلين بأوامر سيدته!
صالح يدعو لفتح “صفحة جديدة” مع السعودية
الخبر:
دعا الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح التحالف الذي تقوده السعودية إلى وقف الحرب والتفاوض مع مجلس النواب اليمني، كما دعا الشعب اليمني إلى “الانتفاض” ضد الحوثيين، في وقت تشهد العاصمة صنعاء اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
ووصف صالح الحوثيين بـ”المليشيات التي عبثت بمؤسسات الدولة” وقطعت رواتب الموظفين.
ودعا دول التحالف بقيادة السعودية إلى أن “يوقفوا عدوانهم وأن يرفعوا الحصار” عن اليمن، متعهداً فتح “صفحة جديدة” معهم.
وأطل زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في رسالة تلفزيونية وصف فيها أنصار صالح بالمليشيات محذراً إياهم من مواصلة القتال تحت طائلة فرض الأمن بالقوة في العاصمة اليمنية.
تشهد صنعاء السبت اشتباكات مسلحة هي الأعنف بين قوات موالية لجماعة أنصار الله الحوثيين وقوات تابعة للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بحسب ما أفاد به مراسل قناة الحرة في العاصمة اليمنية.
وتدور منذ وقت متأخر من مساء الجمعة مواجهات مسلحة هي الأعنف وتستخدم فيها مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في مناطق عدة في العاصمة وفي محيطها.
ونقل مراسل الحرة عن مصادر محلية أنه أطلقت ثلاث قذائف هاون على منزل العميد طارق محمد عبد الله صالح، نجل شقيق علي عبد الله صالح.
وسيطرت قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس اليمني السابق بالتعاون مع القبائل الموالية لحزب المؤتمر الشعبي العام على معسكرات كبيرة كانت تحت سيطرة الحوثيين، في جنوب وشرق صنعاء.
كما استولى جنود من الحرس الجمهوري والقبائل على ثلاث دبابات لقوات موالية للحوثيين في منطقة أرتل جنوب العاصمة، وأسروا من كانوا عليها من عناصر، حسبما نقل مراسل الحرة عن مصادر محلية.
ونقلت قناة اليمن اليوم التابعة لصالح أن قواته والقبائل الموالية لحزبه “طهّرت” جميع المديريات والمناطق المحيطة بالعاصمة، حسب تعبير القناة، واستولت على أهم مؤسسات ومرافق الدولة.
وتعج صنعاء بمئات من المسلحين التابعين للفريقين بعد اشتباكات خلال اليومين الماضيين، أوقعت عشرات القتلى والجرحى من الفريقين.
وكانت وساطة قبلية قد نجحت فجر الجمعة في وقف الاشتباكات بين قوات الفريقين المتحالفين.
واندلعت اشتباكات بين الطرفين يومي الأربعاء والخميس. وبدأت المواجهات المسلحة في وسط صنعاء، حول مسجد الصالح، الأكبر في اليمن، عندما سعى الحوثيون إلى السيطرة على المسجد عشية إحياء ذكرى المولد النبوي، فتواجهوا مع حراس المسجد المؤيدين لصالح.
وهذا التوتر ليس الأول بين الجانبين المتحالفين ضد الحكومة اليمنية التي يعترف بها المجتمع الدولي، وسبق أن خاضا مواجهات في نهاية آب/أغسطس بعد هجوم في صنعاء نسب إلى الحوثيين وأدى إلى مقتل أحد المقربين من صالح. (الحرة، 2 كانون الأول 2017)
التعليق:
إن الصراع في اليمن مستعر بين فريقين: أمريكا والأتباع والعملاء، وبين بريطانيا والأتباع والعملاء، وكل من الطرفين يستعمل وسائله وأساليبه… أما أمريكا فتسير بمنطق قوة الحوثيين والحراك الجنوبي وإيران، بالإضافة إلى أسلوب التفاوض لتحقيق المكاسب عن طريق مبعوث الأمم المتحدة… وأما بريطانيا فتسير بمنطق الدهاء السياسي، ومن ضمن أساليبها الزج بعلي صالح ورجالاته مع الحوثيين؛ فإذا رجحت كفة الحوثيين كان لبريطانيا في الحكم نصيب، عن طريق علي صالح ورجاله، ويخذلهم إذا فشلوا بل حتى إذا أصابهم شيء من الفشل!
وها هو صالح، لاعب الحبال المحترف، يميل بحباله بعيداً عن “أصدقائه” الحوثيين ويقلب لهم ظهر المجن!
باختصار هذه هي حقيقة الصراع في اليمن، وهذه هي أطرافه الدولية وارتباطاته الإقليمية والمحلية. وللوقوف على مزيد تفاصيل أحيل إلى إصدارات حزب التحرير في هذا الشأن.
وفي هذا السياق أقول، إن مفتاح هذا الوعي السياسي على حقيقة الصراع في اليمن – وغيره – يتأسس على حقيقة فاقعة ومؤلمة، وهي أن بلاد المسلمين أضحت بُعيد هدم الخلافة مزرعة استعمارية لدول الغرب الكافر. معرفة هذا المفتاح والمحافظة عليه تفتح للمتابع بابَ فهم الأعمال السياسية في المنطقة، دونما انخداع باستقلالات مزيفة هنا وعنتريات هناك.
فيا أهل اليمن الحبيب، إن إنقاذ البلد من محنته لا يكون بنصرة أتباع بريطانيا أو نصرة أتباع أمريكا، ولا بالتظاهر بنصرة هذا أو ذاك، بل يكون الإنقاذ بأن يتحرك أهل البلد مزمجرين مخلصين لله سبحانه، صادقين مع رسول الله r لإزالة أهل الشر من الطرفين، وإنقاذ البلاد والعباد من خياناتهم، وإعادة اليمن إلى أصله بلد الإيمان والحكمة يرفع راية العقاب، راية رسول الله r، ويحتكم إلى شرع الله في خلافة راشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام / الكويت