الصندوق السيادي السعودي يخطط للاستثمار السينمائي
الصندوق السيادي السعودي يخطط للاستثمار السينمائي
الخبر:
أورد موقع شبكة الجزيرة في 2017/12/12 ما يلي:
كشف صندوق الثروة السيادي السعودي أنه يخطط للدخول في مشروع سينمائي مع شركة “أي.أم.سي إنترتينمنت” الأمريكية المشغلة لدور السينما.
وعزا الصندوق هذا التوجه إلى إطلاق وتطوير قطاعات جديدة يعتبرها واعدة في المملكة، وقال الصندوق إنه سيعمل مع الشركة الأمريكية على استكشاف طرق توزيع المحتوى السينمائي وفرص الاستثمار المشترك.
ولم يكشف أي من الطرفين عن تفاصيل المشروعات الثنائية، ورفعت السعودية حظرا ساريا منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما على دور السينما في المملكة.
و”أي.أم.سي”، التي تملك العلامة التجارية أوديون، واحدة من كبرى شركات العرض السينمائي في العالم، إذ تدير نحو ألف دار عرض ونحو 11 ألف شاشة عرض في أنحاء العالم.
وتقول الحكومة السعودية إنها تتوقع فتح ما يربو على ثلاثمئة دار سينما تضم أكثر من ألفي شاشة عرض بحلول 2030.
وأعلنت وزارة التجارة والاستثمار السعودية أمس الاثنين أنه اعتبارا من مطلع كانون الثاني/يناير المقبل ستبدأ دوائر الوزارة باستخراج سجلات تجارية لدور السينما.
التعليق:
كان ياسر الرميان، مدير صندوق الاستثمارات العامة السعودي قد كشف لتلفزيون بلومبيرغ قبل شهرين تقريبا، أن حجم أصول الصندوق السيادي السعودي يبلغ نحو 230 مليار دولار.
وفي الأثناء تتجه الأنظار إلى أرامكو التي يراد خصخصتها وتحويلها للصندوق الاستثماري، حيث تقدر قيمة الشركة السوقية بحوالي 2 تريليون دولار.
والملاحظ أن هذه الأموال والتي هي جزء من الملكية العامة للمسلمين ـ وليست ملكا لآل سعود ـ تستثمر في أغلبها في الغرب، فأينما وجدت شركة متعثرة وجدت الأموال الخليجية تصب فيها وعلى رأسها من السعودية. بل إن النزر اليسر من هذه الأموال التي يراد استثمارها في البلاد فإنها تذهب لشركات أجنبية، فعلى سبيل المثال لا الحصر وافق الصندوق على تخصيص 20 مليار دولار للاستثمار في البنية التحتية، وهنا تقفز للواجهة شركة “بلاكستون غروب لب” وهي شركة استثمارية أمريكية مقرها نيويورك، أما شركة “سوفت بنك” فستدير ما يسمى بـ”صندوق التكنولوجيا” بمبلغ 45 مليار دولار.
وهكذا يعاد تدوير أموال المسلمين لتصب في جيوب الشركات الغربية والمستثمرين فيها ـ ومنهم آل سعود طبعا ـ فيتم “تبييض” الأموال وتهدر ثروات البلاد، وليتها تصرف في التصنيع الثقيل مثلا أو في شيء نافع منتج… ولكن هيهات هيهات.
وفوق كل هذا التضييع المباشر وغير المباشر للثروات فإن هذا يصاحبه مزيد من الفساد والإفساد للمسلمين، فتتفتق أذهان القوم عن مشروع “السينما” ويؤتى بالشركات والشراكات الأجنبية كي “تحسن” جرعة الإفساد الخلقي فتكون على طراز “غربي” يضاهي الغرب نفسه.
فمع كل الإفساد الذي تمارسه فضائيات آل سعود بشتى قنواتها، ومع مضاعفة جرعات الإفساد فيها في الآونة الأخيرة و”تعزيزها بالسَّعْوَدَة” إلا أن ذلك لا يكفيهم، فهم يريدون الإسراع في مسخ جيل الشباب في البلاد مسخا كاملا ومحاصرته بكل ما كان مفقودا في مملكة سلمان وابنه فلا تنقضي بضعة أعوام إلا وقد تحقق لهم مرادهم.
هذا مكرهم ولكن مكر الله أعظم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسام الدين مصطفى