مع الحديث الشريف
شمس الخلافة لن تُنال إلا على جسر من التعب
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «خَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ» رواه الطبراني.
إنه لأمر عظيم أن يحبك الله سبحانه، وإنها لمنزلة عظيمة لا تعدلها منزلة، وإنها لدرجة عالية رفيعة لا ينالها إلا من وفقه الله لذلك، فمن ذا الذي لا يسعد ولا يهنأ وهو في محبة الله ورضاه؟ فمن أحبه الله فُتحت له أبواب السعادة والراحة والطمأنينة، وفتحت له أبواب الرحمة وأبواب الخير والعطاء، بل وفتحت له أبواب الجنة، وماذا بعد ذلك؟
أيها المسلمون:
إن هذه المحبة لا تنال بالراحة والكسل والقعود، بل لا تُنال إلا على جسر من التعب، فأنْ تفرّجَ عن أخيك كربة كأن تقضي عنه دينا، أو تمشي له في مسألة؛ فهذا يقربك من الله، ويجعلك فيمن أحبهم الله، وأن تعمل لتفرج الكرُبات والهموم عن أمة عريقة في طول البلاد وعرضها، يجعلك في أتون محبة الله، فكم تحتاجك الأمة اليوم كي تخرجها من واقعها الأليم؟ وكم تحتاج أنت اليوم إلى محبة الله ورحمته؟ كم تحتاج الأمة اليوم إلى من يأخذ بيدها فيخرجها من بحر الرأسمالية المتلاطم الأمواج إلى بر الإسلام وعدله؟ كم تحتاج الأمة إلى شمس الخلافة تسطَعُ على الناس بعد زمهرير العلمانية الطويل؟ كم تحتاج الأمة إليك لتضع يدك بيد من يعمل لإقامة الخلافة وحكم الإسلام؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم