أَمْرِيكا الغَادِرَةُ تُوهِمُ الرَّأيَ العَامَّ أنَّ إيْرَانَ وَرَاءَ تَدمِيرِ العِرَاق…!
الخَبَرُ:
حَذَّرَ الرَّئيسُ السَّابقُ للاستخبَاراتِ المَركزية الأمريكيَّة “مايكل هايدن” والرَّئيسُ السَّابقُ لمَجلسِ الأمنِ القومِيِّ الأمريكيِّ في حديثٍ لـ “سي أن أن” مِن:
– أنَّ العِراقَ يتَّجِهُ نحوَ التَّشَيُّعِ السِّياسيِّ الكاملِ، وأن تأثيرَ طهرانَ على بَغدادَ يتزايدُ باستمرار.
– وأنَّ النفوذ الإيرانيَّ في المنطقة يَتفاقمُ يوماً بعد يومٍ ويزدادُ قوة، وأنَّها أنْجزَتْ هلالَها الذي أعلنَتْ عنه سابقاً الذي يمتدُ من إيرانَ حتى لبنانَ مُرُوراً بالعراق وسوريَّا.
– وأنَّهُ على المَدَى الطويلِ فإنَّ الحَشدَ الشَّعبيَّ سيُصبحُ عِبئاً ثقيلاً على الحكومةِ العراقية التي يترأسها (العِباديُّ) لأنَّ الحشدَ خاضعٌ لأوَامِرَ ضُبَّاطٍ إيرانيِّين. (الشرقية – 17/12/2017).
التعليق:
إنَّ مَشاعِرَ الخوفِ والقلقِ التي يُبدِيها مَسؤولُ الشَّرِّ “هايدن” لا تَخرُجُ عن نِطاقِ التَّصرِيحَاتِ الإعلامِيَّةِ، ولا يُرَادُ بها قَطعَاً مَعَانِيْها، بل تَهدِفُ إلى تَنفيسِ مَشاعِر الغضَب التي يُكِنُّها شَعبُ العراقِ خاصَّةً، والمُسلِمونَ عامَّةً تُجاهَ السِّياسَاتِ الأمريكيَّةِ في المنطقةِ والعالم، التي ما جلبَتْ غَيْرَ الخَرابِ والدَّمَارِ حَيثما حَلَّ مُرَوِّجُوها مِن دُعاةِ الفِتْنَةِ ومُوقِدي نيرانِ الحُروب… فليسَ هَيِّناً ما أصابَ أهلَ العراقِ وسوريّا وليبيا واليَمنَ وغيرَها من مَآسٍ ونَكبَات. وإنَّ هذا المسؤولَ الأمريكيَّ يُحاولُ التَّهَرُّبَ من مَغَبَّةِ ما صَنَعَتْ أيديهِم، وإلقاءَ اللائمةِ على إيرانَ ومليشياتها، وكأنَّهُم لم يَفتَحوا لها مصَاريعَ العراق لِتُعِيثَ بهِ فساداً، وتأخُذَ على عاتقها تنفيذَ المؤامراتِ والمشاريعَ القذِرة نيابةً عنهم..! هذا مِن جِهةٍ.
ومن جهةٍ أخرى، تُحاولُ الإدارةُ الأمريكيَّةُ التَّنَصُّل من جرائِمِها بافتِعالِ العَزمِ على تَحييدِ النُّفوذِ الإيرانيِّ، أو توجيهِ ضرَباتٍ تأديبيَّةٍ لحُكامِ إيران ورَدعِهِم عن التَّدخُّلِ في شُؤونِ البلاد العربيَّة وإزعاجِ شعُوبِها، ولفَسْحِ المَجال أمامَ السُّعودِيَّةِ وإظهارِها في مَوقِعِ المُدافعِ عن مصالح العرب، كما نُشاهِدُ اليومَ مِن خطواتٍ سياسيَّةٍ واقتصاديَّةٍ لتَطبيع العلاقاتِ مع العراقِ التي تَدَهورت جَرَّاء حَربِ الخليجِ الثانيَة، لا يَسَعُنا إلا أنْ نَفهمَ الأمورَ على هذا النَّحوِ، ولا ينبغي أن تنطليَ علينا ألاعيبُ زعيمَةِ الإرهابِ العالميِّ أمريكا، فليست إيرانُ بأقوى منها، ولا يُتَصَوَّرُ تَدَخُّلاتُها في دول المنطقة رغماً عن أولياءِ نِعمَتِها… بل عادت إيرانُ – كما كانتْ سابقاً – شُرطِيَّ الخليجِ ولكنْ بصِبغَةٍ أمريكِيَّةٍ هذهِ المرَّة..! وما ثبَّتَ أقدامَ أمريكا إلا حكامُ المُسلمينَ الخَوَنة، فيا خِزيَهُم وخسارتهم… ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الواثق – العراق