مع الحديث الشريف
فاصدقوا الله في العمل لإقامة الخلافة يصدقكم الله.
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن سَهْلَ بنَ أبي أُمَامَةَ بنِ سَهْلِ بنِ حُنَيْفٍ يُحَدِّثُ عن أبيهِ عن جَدِّهِ عن النبيِّ عليه وآله الصلاة والسلام قال: «مَنْ سَأَلَ الله الشَّهَادَةَ مِنْ قَلْبِهِ صَادِقاً بَلَّغَهُ الله مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وإنْ مَاتَ على فِرَاشِهِ». رواه مسلم.
أيها المستمعون الكرام:
إن للشهادة منزلة رفيعة عالية من منازل أهل الجنة، وإن لها أحكام في الدنيا، فهناك شهيد الدنيا وهناك شهيد الآخرة وهناك شهيد الدنيا والآخرة، وقد وردت هذه الأحكام بشكل مفصّل في كتب الفقه، ولن نتحدث في هذا المقام عن الشهيد وأحكامه، إذ أن الحديث الشريف هنا يلفت النظر إلى قضية هامة، ألا وهي الصدق مع الله، فحتى تحصل على أجر الشهيد وتبلغ مرتبته في الجنة لا بد أن تكون صادق القلب مع الله، فالصدق ليس كلمة تقال على اللسان، ولو رددها اللسان ألف مرة، وليست دموع تسيل على الخدين، وليست حروف تحركها المشاعر والأحاسيس، بل الصدق أن تتلبس بالعمل والقول معا، فالصادق هو من صدقت أفعالُه أقوالَه.
أيها المسلمون:
إن الصدق مع الله تعالى يكون بإخلاص النية في الأعمال التي يقوم بها، فيجعلها لله وحده ولا يطلب فيها غير رضاه، إلا أن ما نراه اليوم في واقع الأمة من تصريحات وتصرفات على مستوى الأفراد أو الجماعات التي تدعي العمل للإسلام، ليس من الصدق، فأين الصدق عند من يرفع لواء العمل للإسلام وتراه يجالس الحكام ويماليهم؟ وأين الصدق عند هؤلاء وأمثالهم من العلماء وهم يستنجدون الكفار فيما يُعرف بمجلس الأمن كي يرفع عنهم الضيم؟ بل وأين الصدق وأين الإسلام عند هؤلاء وأشياعهم فيمن يستنجدون بأمريكا لتحلَّ لهم قضاياهم؟ نعم، إنها لكبيرة أن يدعي البعض أنه صادق مع الله وهو يعلم في قرارة نفسه أنه ليس كذلك، لذلك لا غرابة أن تبقى الأمة على ما هي عليه من فساد، ولا غرابة أن لا يستجيب الله الدعاء طالما قبلنا بهؤلاء، فالله سبحانه أعطى من تمنى الشهادة صادقا من قلبه منزلة الشهداء وهي منزلة عظيمة ينالها المسلم، والله سبحانه وعد من يعمل صادقا لإعادة حكم الله في الأرض بالتمكين، فاصدقوا الله في العمل لإقامة الخلافة يصدقكم الله بوعده.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم