مع الحديث الشريف
عدل الله في الدنيا والآخرة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ الْجَنَّةَ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، لَوْ أَسَاءَ لِيَزْدَادَ شُكْرًا، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، لَوْ أَحْسَنَ لِيَكُونَ عَلَيْهِ حَسْرَةً». رواه البخاري.
أيها المستمعون الكرام:
كثيرا ما يتساءل الناس عن عدل الله في الأرض، فالناس يعيشون اليوم في ظلم لم يعيشوه من قبل، فأين العدل فيما يجري في الشام مثلا؟ وأين العدل فيما يفعله الظالمون في اليمن وفي مصر وفي كل بقاع الأرض؟ لا شك أن السؤال مشروع، ولنا في هذا الحديث الشريف جواب يملأ القلب طمأنينة وراحة؛ فأن يكون لكل إنسان مقعدان، واحد في الجنة وواحد في النار، وأن يرى المسلم مقعده في النار قبل أن يدخل الجنة، وأن يرى الظالم مقعده في الجنة قبل أن يدخل النار، فهذا غايةُ العدل ومنتهاه.
أيها المسلمون:
ومن العدل أيضا أن يسود الإسلام في الأرض، فما قيمة العدل إن بقي أحكاما مدونة في الكتب؟ لذلك عمل عليه الصلاة والسلام على إيجاده وتطبيقه في أرض الواقع، وسار على ذلك الخلفاء من بعده، ففتحوا البلاد وهدوا العباد وعاشت البشرية عدلا لم تفقده إلا بعد أن سقطت دولة الإسلام، دولة الخلافة التي أرسى قواعدها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فطبقت الرسالة كما أمر الله، وبسقوط الخلافة سقط كل شيء، سقطت الأحكام والأفكار، وسقطت المُثُلُ العليا والقيم، وعادت الأرض تشقى بهمجية الجاهلية. فمن للعدل يقيمه اليوم في الأرض؟ من يعمل لعودة الخلافة من جديد؟ من يعمل ليرى مقعده في الجنة قبل دخولها؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم