مع الحديث الشريف
استجابة دعاء المتلبسين بالاستجابة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ قال عليه الصلاة والسلام: «يَقُولُ اللهُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي» (مسند أحمد)
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
يرشدنا هذا الحديث الشريف إلى مفتاح استجابة الدعاء عند الله سبحانه وطريق نيل مغفرته وقبوله سبحانه، فيعلمنا سبحانه وتعالى أن المسلم يجب أن يحسن الظن بالله، فيظل راجيا متصلا به معلقا قلبه به، وهذا يلزم المسلم بأن يبقي على نقاء عقيدته وصفائها، فيترفع عما يفسد نفسيته ويخدشها فيصبح بعدها ملوما محسورا.
إن الله سبحانه وتعالى لم يضع بيننا وبين استجابته لدعائنا أي حجاب، فإنه سبحانه يجيب دعوة الداعي إذا تلبس بالأمور التي تجعل دعاءه مستجابا عنده. فالله تعالى يستجيب للمؤمنين به المتيقنين بقدرته العاملين لأجل مرضاته وتطبيق شرعه في الأرض، فمن أراد أن يستجاب دعاؤه فما عليه إلا أن يحسن الظن بالله ويتلبس بالأعمال الصالحة التي تجعل الإجابة أقرب، كما أن علينا أن نتنبه إلى أن الله سبحانه لا يستجيب لأي داعٍ ولا لأي دعاء، فالله سبحانه حين يستجيب للداعي فإنه يكون معه فيعطيه توفيقه ورضوانه سبحانه، ولهذا لا ينال رضاه وتوفيقه من أراد أذى العباد أو من أراد التنكيل بحَملَةِ دين الله الذي ارتضاه لعباده المؤمنين، فيجب علينا أن نحرص كل الحرص على العمل النافع لعباد الله المحق لعدله والموصِل لرفعة دينه وعزة الأمة كما يحب ويرضى خالقها حتى نكون ممن يسمع الله دعاءهم فيستجيب لهم.
فاللهَ نسألُ أن نكون من المستجابِ دعاؤهم، المتلبسين بالأعمال التي ترضيه سبحانه اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبة للإذعة: د. ماهر صالح