مع الحديث الشريف
حياة في مرضاة الله خير من موت على معصية
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي» (صحيح مسلم).
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه ﷺ، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث يخبرنا عن حال مؤسفة قد يصل إليها المسلم، وهي ألا يعود يقبل على الحياة، فيرغب بالموت بل ويتمناه، وهذا كثيرا ما يصيب الناس هذه الأيام، في زمن يصدق فيها الكاذب ويكذب فيه الصادق، ويؤتمن فيه الخائن ويخوّن الأمين، حتى صار الناس في حالة من اليأس لا تسر، إلا من رحم ربي من عباده الأوفياء العاملين لرفعة هذا الدين في الحياة ليعود السرور والاطمئنان فيها.
في هذا الحديث يخبرنا الله تعالى أن المسلم إذا وصل إلى هذه الدرجة من الضعف والضيق يدعو الله دعاء يثبت به فؤاده ويرفع به معنوياته ويذكره بخيرة اختيار الله الذي يقبض الروح ويرسلها متى شاء؛ فلا يعجلن المرء لقاء ربه، فهذه الدنيا تمحص تقواهم وحبهم لله، والله يعلم الخير ومكمنه، فلا تستعجل ما لم يئِنْ أوانه ولا تيأس وكن واثقًا بالله الذي يسير الأمور على الشكل الذي يحبه ويرضاه.
إن العاقبة هي للمتقين، فلا ييأسن أحد من رَوْحِ الله ورحمته، ما دام على الحق سائراً، وبه متمسكاً، فلن يكسره الابتلاء وغلبة أهل الباطل القصيرة، فاليوم يومهم وغدا لنا، وللدنيا أهلها وللجنة أهلها.
اللهَ نسألُ أن يثبتنا على دينه الذي ارتضاه لنا، وأن يجعل محيانا فيما يحبه ويرضاه، وأن ينزع الكرب عن عباده، ويعجل لنا بالنصر، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح