تصريح خطير لا ينبغي أن يكون مجرد تدوينة فيسبوك
الخبر:
قال المكلف بالشؤون السياسية في حزب نداء تونس برهان بسيس إن سفير دولة أجنبية – لم يذكرها – عرض التوسط بين حزب نداء تونس وحزب تونسي آخر – لم يحدده – لتوحيد العائلة التقدمية العصرية.
وأضاف في إشارة إلى حرب رئيس الحكومة يوسف الشاهد على الفساد: “شجاعة الشجعان ليست في تقصي أثر مهرب صغير في دعم حزب سياسي… فتشوا على ارتباطات الدول والسفارات… هذه هي الشجاعة الحق”. (تونيفيزون نات)
التعليق:
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها بسيس عن مدى تغلغل أطراف أجنبية في السياسة في تونس، فقد ذكر سابقا حينما كان يرتدي جبة الإعلامي قبل انضمامه لحزب نداء تونس أن المخابرات الأجنبية بمختلف انتماءاتها ودولها ترتع في البلاد دون حسيب أو رقيب، وبغض النظر عن أسبابه الشخصية ودوافعه يؤكد هذه المرة بشكل واضح وفاضح عن مدى سعي دولة بعينها وبالاستعانة بأجرائها في الداخل إلى تشكيل الأمور على مقاساتها وسياساتها التي تعبر عن حقدها على الثورات وعن الإسلام السياسي حتى وإن اكتفى بالشكل والعنوان.
نعم هو يقصد دولة الإمارات وإن تجنب ذكر اسمها، ولكن التلميح أقوى من التصريح هذه المرة، وقد تكون دوافع بسيس أنه يكشف خصوما مدعومة منها، تنسق في تونس وتعقد اجتماعات هنا وهناك تصدر منها رائحة انقلاب مهما كلف من دماء ومهما خلف من دمار وسط صراع كبير بين الأطراف الدولية لنيل امتيازات المنطقة وكسب النفوذ فيها.
إن مثل هذا التصريح لا يجب أن يكون مجرد تدوينة فيسبوك، بل كان يجدر أن تكون محل متابعة أمنية تضرب على أيادي العابثين بأمن البلاد.
يذكر أن الإمارات سعت بجد إلى ضرب الثورات، فهي التي دعمت ومولت بشكل كبير الانقلاب في مصر، وهي التي تدعم وتمول حفتر في ليبيا، أما في تونس فقد سربت وثائق تثبت دعمها خاصة المالي لحركة نداء تونس وأهدت السبسي سيارات مصفحة وما خفي أعظم، فضلا عن الدور الذي لعبته ولا زالت في التطبيع مع كيان يهود…
وإن كانت الامارات تلعب نفس الدور الذي تلعبه بقية الحكومات في العمالة وتنفيذ أجندات دول استعمارية، إلا أن حكامها أظهروا حقدا كبيرا على كل توجه إسلامي حتى وإن اقتصر على العنوان دون المضمون، وأخذت على عاتقها أن تدعم كل مشروع يسعى إلى ضرب كل نَفَس ثوري أو مطالبة بالتغيير.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد ياسين صميدة
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس