العجيب والأعجب!!
الخبر:
نقل موقع الجزيرة نت يوم الأربعاء، 2017/12/27م خبرا تحت عنوان (ماكرون يطالب الملك سلمان برفع حصار اليمن) جاء فيه بشيء من التصرف:
“دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الملك السعودي سلمان لرفع الحصار كاملا عن اليمن، من أجل تمكين المساعدات الإنسانية والسلع التجارية من الدخول إلى البلاد.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون أجرى اليوم الأربعاء اتصالا هاتفيا بالملك سلمان، وأعرب له عن قلقه الشديد إزاء الكارثة الإنسانية في اليمن.
وأضافت أن ماكرون ذكّر بموقف فرنسا أنه لا يمكن حل الأزمة اليمنية إلا من خلال تسوية سياسية وعبر العودة إلى طاولة الحوار”.
التعليق:
عجيب أمر حكام الغرب يرفعون شعار الإنسانية وهم أبعد الناس عن الإنسانية، أو حتى الشفقة أو الرحمة أو ما أدلى إليهما بسبب، فأنّى لفرنسا صاحبة الباع الطويل في قتل المسلمين والتي ما زالت يداها تقطران من دمائهم في الصومال تارة وفي مالي تارة أخرى، ومن قبلُ ما غفلنا عن الجزائر ومصابها، فهل لماكرون هذا عقل أم أنه يستحمر حاكما أو شبه حاكم كالملك سلمان؟ أم أنه وبريطانيا من خلفه ينفثون الروح في عملائهم في بلاد نجد والحجاز؟ بل إنه يخاطب الملك سلمان ذا التوجه الأمريكي من باب أن يكون له ولو قول فيما تقوم به عائلة آل سعود خدمة للأمريكان وعلى وجه الخصوص ابن علقميِّها الشاب الغر محمد بن سلمان، أم هو من باب وضع العراقيل أمام السياسة الأمريكية ولو بحدها الأدنى التي تحاول فرنسا وبريطانيا جاهدتين أن لا يُكنس نفوذهما من منطقة العالم العربي نهائيا ويُقذف بعملائهما خارج الوسط السياسي الذي أصابه العفن من أمثال هؤلاء العملاء التابعين للأوروبيين والأمريكان؟
والأعجب منه أمر حكام العرب بل أقزام العرب الذين يتنافسون فيما بينهم خدمة لأسيادهم الكفار إنجليز كانوا أم أمريكان، ولو أدّى هذا التنافس إلى قتل المسلمين في اليمن أو البحرين أو العراق أو الشام أو غيرها من سائر البلدان التي ابتُليت بأمثال هؤلاء العملاء حكاما عليها، وصدق فيهم قول الشاعر: “أسدٌ عليَّ وفي الحروب نعامة *** ربداء تنفر من صفيرِ الصافرِ”، والأعجب من ذلك والأغرب أن تجد من يظن خيرا أو بعضا من خير عند حكام الغرب أدعياء الإنسانية، أو عند عملائهم أدواتهم في البطش بالإنسانية!! قال تعالى: ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴾ [النساء: 120]، فإن ماكرون فرنسا ليعد ويمنّي عملاءه وعملاء الإنجليز وما يعدهم إلا غرورا، لكن الأمة الإسلامية تثق بوعد ربها لا بتصريحات فرنسا وغيرها، وكلنا أمل بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تُعيد لليمن سعادته بل للبشرية جمعاء، قال تعالى: ﴿وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الروم: 6]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بسام المقدسي – فلسطين