مع الحديث الشريف
الله الغني ونحن المساكين
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: أَحِبُّوا الْمَسَاكِينَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ» (سنن ابن ماجَهْ)
إن هذا الحديث الشريف يخبرنا عمن هم من الذين تمنى الرسول الكريم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يحشره يوم القيامة معهم، ألا وهم المساكين. فحق لنا أن نسأل لماذا يرغبنا الرسول الكريم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن نحيا حياة المساكين، وإن كنا ميتين فلنمت كالمساكين، وأن نحشر يوم القيامة معهم؟
إن حياة المسكين من الحياة التي يقع صاحبها في باب نفقات الزكاة لحاجته لغيره في الإبقاء على حياته، فمن المعلوم أن الزكاة تجبُ لهم، وهم أي المساكين الصنف الثاني من الأصناف الثمانية المستحقين الزكاة. وهذا مما لا يُجهل مثلُه عند كل المسلمين. أما ما نستطيع أن نفهمه من هذا الحديث فهو الإبقاء على حياتنا بحاجة إلى مرضاة خالقنا وأن نُبْقِيَ أنفسَنا على الدوام مستحقين رحمة الله ورضاه، وعندها تكون حياتنا بالشكل الذي ارتضاه الله لنا. فنحن المساكين المحتاجين لله تعالى، ونحن من الذين يستحقون رحمته ورضاه، ونحن الذين نفتقر إلى خالقنا في كل شيء، وهو الخالق البارئ القادر على العطاء والمغفرة. فاللهَ نسألُ أن يجعلَنا من المساكين الذين يستحقون العطاء والمغفرة من قبلِهِ سبحانه وتعالى، وأن يعجل لنا بمن يحمي بيضتنا وديننا عاجلا غير آجل، فاللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح