في ذكرى استقلاله الـ(62) هل حقاً استقل السودان؟!
الخبر:
يحتفل السودان في كل عام ابتهاجاً بذكرى استقلاله عن التاج البريطاني، في العام 1956م، وكالعادة أقيمت ليلة الاثنين 2018/01/01م الحفلات، والكرنفالات، ودبجت المقالات الممجدة لصناع الاستقلال، كما أسموهم، وغيرها من مظاهر الاحتفال.
التعليق:
إن الاستقلال عن الاستعمار يعني الانعتاق السياسي والاقتصادي والعسكري، وغيره، من ربقة المستعمر، والسؤال الذي نطرحه هنا بشدة، هل حقاً انعتق السودان من ربقة الكافر المستعمر، وأصبح حراً يملك إرادته، ويملك قراره؟! الإجابة واضحة كالشمس في رابعة النهار، وهي أن السودان طوال هذه المدة الممتدة من 1956/01/01م وإلى يومنا هذا، هو أسير لأنظمة المستعمر الكافر السياسية، ومكبل بقيود العبودية للمنظمة الدولية، التي تتحكم فيها كبريات الدول الغربية الكافرة، مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها، وتملى عليه الروشتات الاقتصادية في الصناديق الدولية الربوية، مثل صندوق النقد الدولي، الذي يتدخل حتى في أدق التفاصيل المتعلقة بحياتنا الاقتصادية، فأوردونا موارد الهلاك، من الفقر والجوع، رغم أن السودان من أغنى بلاد العالم بالثروات الظاهرة، من أراض شاسعة، ومياه عذبة، وثروة حيوانية تقدر بالملايين، وصمغ عربي يعتبر السودان المصدر الأول له في العالم، إضافة للثروات الباطنية، من بترول وذهب ومعادن نفيسة، وغيرها، كل ذلك يستدعي من أهل السودان أن يفكروا في واقعهم تفكيراً جاداً مستنيراً، بدلاً من الاحتفالات الفارغة، عليهم أن يدرسوا لماذا هم متخلفون عن ركب الأمم، ولماذا هم في أفقر حالاتهم رغم ثروات بلادهم، التي لو تم استغلالها لمصلحة أهل السودان لأغناهم، وأغنى من حولهم من المسلمين؟!
إن التفكير الجاد من أجل تغيير هذا الواقع المأزوم يوصلنا إلى أننا ما زلنا مستعمَرين، بل ومستحمَرين، فالواجب علينا أن نعمل من أجل إقامة أنظمة حياتنا على أساس عقيدتنا، عقيدة الإسلام العظيم، وقطع يد الغرب الكافر الطامع في ثروات بلادنا، والعمل لتوحيد السودان مع بقية بلاد المسلمين، في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، تعود بها الأمة إلى سابق مجدها وعزها الذي صنعه لها الإسلام، وضيعته عندما ضاع الإسلام بضياع دولته دولة الخلافة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان أبو خليل
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان