بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
من أدركَ هذا الزمان فليخترِ العجزَ على الفجور
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن أبي هريرةَ قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُخَيَّرُ الرَّجُلُ فِيهِ بَيْنَ الْعَجْزِ وَالْفُجُورِ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَلْيَخْتَرِ الْعَجْزَ عَلَى الْفُجُورِ». رواه أحمد.
قال الإمام السيوطي: “أي يخير فيه بين أن يعجَز ويُبعد ويُقهر، وبين أن يخرج عن طاعة الله، فليختر- وجوباً- العجزَ على الفجور، لأن سلامةَ الدين واجبةُ التقديم”، ويضيف السيوطي “والمخير في ذلك الزمان بين العجز والفجور هم الأمراء وولاة الأمور”. نعم، هذا هو الإسلام، لا يترك الناس يعيشون حياتهم بشكل عفوي، بل يرعى أمورهم في جميع شؤون الحياة، فالله سبحانه أعلم بخلقه وما يحتاجون، ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾.
أيها المسلمون:
إن من نافلة القول أننا لا نتحدث عن حكام هذا الزمان وعن انطباق الحديث عليهم، فهم لم يختاروا الفجور على العجز فحسب؛ بل اختاروا الفجور والكفر والعمالة والخسة والنذالة منذ أمد بعيد، ولكن المخصوص بالذمّ هنا من لبس ثوب الإسلام وثوب القتال والجهاد من أبناء الحركات الإسلاميّة، وأبلى بلاء رائعا في بداية الطريق بمقارعة يهود والنيل منهم، في فلسطين على وجه الخصوص، ليأتي في نهاية الطريق لا ليعلن عجزه عن تحرير فلسطين؛ بل ليعلن أن لكيان يهود أحقية بثمانين بالمائة من أراضي فلسطين، بحسب ما ورد في اتفاقية أوسلو المشئومة، ولم يكتفِ قائلهم بذلك، بل وصل الفجور منتهاه عندما مدّ يده لحكام إيران وقائد فيلق القدس فيها، كما مدّها لمجلس الأمن والهيئات الدولية من قبل، وصرف نظره عمّا حدث في العراق وأفغانستان وعمّا حدث ويحدث في الشام من إجرام على أيدي هؤلاء الحكام المجرمين، نعم، لقد تفاخر هؤلاء بفجورهم، ولكن رغم ذلك نقول: اختاروا ما شئتم، فالأمة لن تبقى ساكتة أبد الدهر، بل سيأتي اليوم الذي تدك فيه عروش كل الطغاة، فرياح التغيير قد هبت، تحمل بين يديها بشرى الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم