زوجة مفتي داغستان تترشح لرئاسة روسيا
(مترجم)
الخبر:
في الأول من كانون الثاني/يناير، أعلنت قناة إر بي كا ما يلي: زوجة مفتي داغستان عيناء جامزاتفا قدمت أوراقها لكي تطرح نفسها كمرشح لمنصب رئيس روسيا في لجنة الانتخابات المركزية، الانتخابات الرئاسية في روسيا ستعقد في 18 آذار/مارس عام 2018، المعركة الانتخابية بدأت رسميا في 18 من كانون الأول/ديسمبر 2017، الرئيس الحالي فلاديمير بوتين أيضا قدم أوراقه للجنة الانتخابات المركزية.
التعليق:
لكي تقبل مشاركتها في الانتخابات الرئاسية الروسية يجب على جامزاتفا أن تجمع 300 ألف توقيع مؤيدين لترشحها، إلا أنه الآن بات واضحا بأنه لا فرصة لها، عدم التقصد في النجاح في الانتخابات والترشح لها تقبع خلفها أسباب أخرى. الكرملين يسعى لعرض مرشحيه للناخبين بأكبر كم من وجهات النظر المختلفة، لكي يحفظ السيطرة الكاملة على المجتمع، وتصريح جامزاتفا عن مشاركتها في الانتخابات ليس بإرادتها. عدا عن ذلك فإن مشاركة العديد من المرشحين لمنصب الرئيس ليس للتنافس مع بوتين بل ليواجهوا بعضهم بعضا والتظاهر بوجود معركة تنافسية في الانتخابات القائمة. فليس من قبيل الصدفة أن يسمي السياسيون هذه الانتخابات بـ(انتخابات الرئيس بوتين) ومنافسه مثل زوجة مفتي داغستان يثبت ذلك.
إلا أن هنالك ما يلفت النظر وهو أن ترشح جامزاتفا يرافقه دعم (إسلامي كاذب) أو دعاة مقربون للإسلام، والذين يبررون مشاركتها في الانتخابات كمرشح للرئاسة. أي أن ترشحها للانتخابات أصبح سببا لمهاجمتها لأنه يخالف الشريعة الإسلامية التي تحرم على المرأة تولي الحكم. كما في الحديث الشريف عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله r أيام الجمل بعدما كدت ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم. قال: لما بلغ رسول الله rأن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» رواه البخاري والنسائي.
ورسالة رسول الله r عن نفي الفلاح عن الذين يولون أمرهم امرأة تعني منع تعيينها حاكما وهذه الصيغة هي صيغة فرض والتي تفيد فشل من يعلق عمل القيادة على المرأة وهذه قرينة على التحريم.
وغير ذلك ترشح زوجة المفتي لمنصب الرئيس أصبحت تستغل كحجة لمشاركة المسلمين في الانتخابات، مع أن حرمة المشاركة في هذه الانتخابات ليست بسبب دين المرشح بل لأنها انتخابات تشريعية مناقضة للإسلام. ليس من الممكن أن نتخيل أن عيناء جامزاتفا كمرشح للانتخابات على منصب رئاسة روسيا ستقدم النظام الإسلامي للحكم، إلا أن مؤيدي زوجها يدعون لتأييد أستاذهم، والمساعدة في تنظيم الانتخابات والتصويت لها.
للإسف فإن ترشح زوجة أحد مفتي روسيا للمنافسة على منصب الرئيس وعدم وجود الوعي لدى الآخرين، والنهي عن المشاركة في مثل هذه الانتخابات من منطلق الشريعة، تؤكد عدم حرصهم على المسؤولية أمام الله عز وجل.
روى البخاري عن عبد الله بن عمر أن رسول الله rقال: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»
كل هذا يدل على أن المسلمين يحتاجون إلى راعٍ مخلص، ينأى بهم عن الفشل ويرشدهم إلى الخير بالإسلام وإلى رضا الله عز وجل، اللهم يا قوي عجل لنا بذلك اليوم الذي تبتعد الأمة فيه عن الضياع والجهل، وأعد لنا الحكم بالإسلام بإقامة الخلافة على منهاج النبوة لترجع من جديد تحت رعاية حاكم صادق وعالم مخلص، آمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليمان إبراهيموف