Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – القناعة والاطمئنان في ظل دولة الإسلام

 

مع الحديث الشريف

القناعة والاطمئنان في ظل دولة الإسلام

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ» (سنن ابن ماجه).

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف واحد من الأحاديث الكثيرة التي ترشدنا إلى القناعة والقبول بقسمة الله وعطائه.  فيخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن نظل حامدين شاكرين صابرين على كل قضاء، وحتى يكون عندنا امتنان كثير يرشدنا الحديث إلى النظر إلى من هم أقل منا تنعمًا ورزقًا وفضلًا… حتى ندرك أننا بألف خير ونتذكر نعم الله الكثيرة جدًا علينا، المعطي هو الله، والمانع هو الله، ولا اعتراض على حكم الله وحكمته.

 

الأمر الآخر هو ألا ننظر إلى من هم أكثر منا تنعمًا ورزقًا وفضلًا… وألا نستنكر قسمة الله لهم، أو نمد أعيننا ونحسدهم، فالفضل بيد الله يؤتيه من يشاء لحكمة قدرها هو الخبير، وكل شيء عنده بمقدار.

 

علينا أن نلزم القناعة والرضا بقسمة الله وعطائه، وهي من الأمور التي يثاب عليها المرء، وأن نحمد الله ونشكره، وهذا أجره أكبر، ومن موجبات الإيمان والتصديق والتقدير والمعرفة.

 

في يومنا هذا نرى التفاوت الشديد بين الناس بشكل لا يطاق، بسبب النظام الرأسمالي الفاسد الجائر، الذي أخل بكل شيء، وهو نظام لا علاقة له بعقيدتنا نحن المسلمين، لهذا تأثر بعض المسلمين وتأثرت قناعتهم واختلت مقاييسهم، فأصبح التصنيف الطبقي والتفرقة الطبقية سائدًا، فأصبحت نظرة الناس من زاوية النظام الرأسمالي المادي وليس من زاوية العقيدة الإسلامية السليمة، فإن عاد نظام الإسلام للوجود والتطبيق عادت للناس مقاييسهم الصحيحة، فلا تعود آفة الطبقية موجودة، وتسود القناعة والرضا والاطمئنان.

 

اللهَ نسألُ أن يعجل لنا بدولة الإسلام التي تعيد لحياة المسلم مجراها الطبيعي، ويعود قنوعًا مطمئنًا في ظل حكم الإسلام، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح