Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – ما كان لمنافق أن يكون سيدًا

 

مع الحديث الشريف

 

ما كان لمنافق أن يكون سيدًا

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدٌ، فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ» (سنن أبي داود)

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف يأمرنا بأمر في غاية الأهمية فيما يتعلق بوصف الأمور والناس بأوصافهم. في هذا الحديث الشريف يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن لا نصف المنافقين بالأسياد، وهم كثر في هذه الأيام، والذي يجعل في القلب غصة أن من المسلمين بعد علمهم بنفاقهم ينزهونهم ويصفونهم بالأسياد، وهم عن الأسياد بعيدون كل البعد. وهم يعلمون عدم استحقاقهم للقب ونفاقهم ومع ذلك يطلبون الناس مخاطبتهم بأسياد، لسان حالهم نحن منافقون وينطبق علينا هذا الوصف الذي يكرهه الله، مع ذلك سنجبر خلقه على تسويدنا ورفع شأننا بينهم حتى نستحق نقمة الله علينا.

 

ومعنى الشطر الأخير من الحديث أن المنافقين إن أصبحوا أسيادًا على الناس فقد سخط رب العالمين، ونحن نغضب مما يغضب الله ونرضى برضاه، وهذا من موجبات الحب في الله.

 

وأخيرا يجب أن نراعي كلامنا وأوصافنا، أن تكون كما يلائم وبما يجب، فلا كلام إلا بما يرضي الله، ولا وصف مغايرًا لوصف الله. اللهَ نسألُ أن يهدينا الاستقامة كما أمرنا، والتزام ما أمرنا، وحب ما يحبه وبغض ما يبغضه، وأن يرضى عنا ويصلح حالنا، وأن يتقبلنا في الآخرة ويجعلنا من المقربين إلى سيد الخلق كلهم، محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح