Take a fresh look at your lifestyle.

الاحتجاجات الإيرانية: نموذج الدولة القومية سبب انعدام الأمن في الدول الصغيرة

 

الاحتجاجات الإيرانية: نموذج الدولة القومية سبب انعدام الأمن في الدول الصغيرة

 

 

الخبر:

 

قبل بضعة أيام استنكرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي معاملة إيران للمتظاهرين، وأكّدت على أن “حقوق الإنسان ليست هبة من الحكومات، بل هي للناس وغير قابلة للنزع منهم”، وقالت: “النظام الإيراني الآن تحت المجهر، والعالم يراقب ما يفعله”.

 

التعليق:

 

بناء على تعليمات ترامب كان قرار هالي بالتدخل في الشئون الإيرانية الداخلية مثيرًا للتساؤل بشكل واسع النطاق من قبل أعضاء آخرين في الأمم المتحدة؛ حيث تساءل السفير الفرنسي ديلاتر عما إذا كانت الاحتجاجات تشكل “تهديدًا للسلم والأمن الدوليين”، وفي الوقت نفسه وصف وزير خارجية روسيا المبادرةَ الأمريكية بأنها “ضارة ومدمرة”. بينما كيان يهود الذي ينتهك بشكل روتيني حقوق الإنسان لأهل فلسطين، ويسبب تهديدًا حقيقيًا للاستقرار الإقليمي، فإنه مفلت دون عقاب، وتستخدم أمريكا حق النقض (الفيتو) لإلغاء أي اقتراح للأمم المتحدة يدين كيان يهود. كما أن لدى أمريكا سجلاً فظيعاً في استخدام “حقوق الإنسان” كذريعة لإدانة سلوك دول مثل باكستان والسودان والسعودية وفنزويلا… وغزو بلدان مثل أفغانستان والعراق “انتصارًا” لتلك الحقوق!

 

على الصعيد المحلي، لا تولي أمريكا أهمية لأي انتهاك لحقوق الإنسان، ومعاملة الحكومة الأمريكية الشنيعة للسود في أعقاب إعصار كاترينا وفي الآونة الأخيرة ضد احتجاجهم عبر أمريكا أقبح بكثير من انتهاكات حقوق الإنسان التي تحصل في بعض دول العالم الثالث. وبالمناسبة، فقد عمدت أمريكا مؤخرا إلى إبطال الجهود الروسية في الأمم المتحدة لمناقشة الجرائم ضد السود في المدن الأمريكية.

 

إن تدخل أمريكا المريب في المسائل الداخلية للدول الصغيرة يتناقض مع المبدأ الأصلي لنموذج الدولة القومية الذي نصت عليه اتفاقية “ويستفاليا”، التي تضمنت حظر التدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى، لكن التاريخ مليء بانتهاكات الدول الغربية الرائدة لعقيدة “حقوق الإنسان” الأكثر قداسة عند الغرب!

 

إن أمريكا وغيرها من القوى العظمى قد تعاظم انتهاكها للقانون الدولي الذي ترتكز عليه مبادئ نظام الدولة في “ويستفاليا”، ولم يعد نموذج “ويستفاليا” ضامنًا السلام للدول الصغيرة، فأمريكا متى أرادت تستخدم حق النقض لإخفاء انحطاطها الداخلي أو للتدخل عسكريًا في الخارج، لذلك وجب على العالم التحرك قبل أن توقد أمريكا نار حرب كبيرة أخرى.

 

إن البديل الوحيد لنموذج “وستفاليا”، حيث يمكن للدول الصغيرة أن تأمن على نفسها من عدوان القوى العظمى اليوم، هو النظام الإسلامي لتنظيم العلاقات بين الدول، والدولة الإسلامية، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله، التي ستفرض نظامها الدولي الخاص وتوفر السلام والأمن والحماية للدول الصغيرة ضد أي اعتداء عليها من قبل القوى العظمى.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد المجيد بهاتي

 

 

2018_01_12_TLK_2_OK.pdf