الطفلة زينب ستكون مسماراً في نعش الأنظمة الجبرية
ربَّما لم يبق أحدٌ من هذه الأمة لم تهزه جريمة قتل الطفلة زينب الأنصاري في مدينة كاسور في باكستان، بعد اغتصابها لأكثر من مرة ثم خنقها ورميها في حاوية للقمامة قرب منزلها. هذه الجريمة التي يندى لها الجبين وتتقطع لها نياط القلب ألماً وكمداً على حال أمتنا، فلم يسلم حتى الأطفال من التنكيل والمآسي التي تلاحق هذه الأمة ليل نهار سواء على يد أعدائها أو مرضى النفوس من بني جلدتها، الذين استزلهم الشيطان وتشربوا بمفاهيم الغرب وقيمه وحضارته فسوَّلت لهم أنفسهم مثل هذه الأفعال المشينة.
لكنَّ الذي يزيد ألمنا نحن المسلمين على ما أصاب زينب وعائلتها، هو ما جرى بعد الواقعة الشنيعة. فأولاً لم تتوان كاميرات الإعلاميين ووسائل الإعلام عن عرض صور الفتاة على شاشاتها دون أدنى مراعاة لمشاعر والديها أو كرامتها كفتاة مسلمة يجب أن يُصان عرضها حتى بعد موتها. لكنَّهم دون أي حياء يعرضون صور الفتاة، فقد تبخرت غيرتهم على أعراض المسلمات، وساروا خلف القيم الغربية وراحوا يتسابقون لنقل صور زينب كأنهم في سبَق صحفي!
وثانياً فإنَّ المؤلم أنَّ زينب هي الضحية السادسة لجريمة مشابهة، حيث تم قتل 5 فتيات العام الماضي بالطريقة نفسها، كما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي. كما ذكرت احتمال أن يكون القاتل هو نفسه. ما يضع ألف علامة استنكار عن دور الحكومة في باكستان في رعاية شؤون الأمة وحماية أطفالها. كما أن القاتل لا يزال طليقاً حرَّاً بعد اكتشاف الجثة لأكثر من ثلاثة أيام. وفوق هذا فإن الحكومة المحليَّة لا تتعاون بالشكل المطلوب لكشف المجرم ومعاقبته، كما صرَّح والد زينب وعمّها عبر وسائل الإعلام. فهل هذه أنظمة تؤتمن على أمة محمد؟! لقد رأينا كيف قامت حكومة باكستان ببيع أختنا عافية صديقي لأمريكا وتسليمها هي وأطفالها لها. وها هي توظف رجال الشرطة لقمع المظاهرات وقتل المحتجين بدلاً من أن تقوم بكل ما يلزم لإيقاف هذه الجرائم البشعة.
لقد انتفض أهل باكستان ضد الحكومة وتقصيرها في كشف القاتل وحماية أطفال الباكستان الأبرياء. وكان رجل الدين النائب طاهر القادري الذي شارك في جنازة الفتاة قد طالب بحل الحكومة المحلية قائلاً إنه ليس لها الحق في البقاء في السلطة بعد مقتل زينب الأنصاري، وفي خطاب ألقاه أمام الآلاف من المشيعين، اتهم رئيس وزراء البنجاب، شهباز شريف، بالفشل في “حماية أرواح وشرف الفتيات الأبرياء في المقاطعة”، وأصدر إنذارا إلى السيد شريف والسيد سناء الله للتنازل عن منصبه بحلول 17 كانون الثاني/يناير لتجنب الاحتجاجات في الشوارع. [المغرب اليوم] وللعلم فإن القادري هو من حزب منافس للحزب الحاكم!
فهل الدعوة لحل الحكومة المحلية هي الحل لإنهاء المشكلة جذرياً؟ ألم يكن النظام الباكستاني قد سلَّم آلاف الأبرياء من المسلمين لأمريكا؟ هل الحل هو مظاهرات يتم فيها الدعوة لحل حكومة محلية في مدينة أو ولاية، عبر أناس لهم مصلحة في حل الحكومة لتقلد المناصب مكانها، ثم السكوت على جرائم هذا النظام التي لا تتوقف؟ هل فشلُ النظام الباكستاني في إمساك المجرم هو جريمته الوحيدة؟ أليس الصمت عن عدم تطبيق شرع الله هو جريمة أيضاً؟
إن دم زينب وعرضها يجب أن يكون مدعاة لكل حرٍّ أن يعمل لإزالة هذه الأنظمة الجبرية، وأن يوجِد نظام الخلافة على منهاج النبوة التي تحمي فتياتنا وتصون أعراضنا. يجب أن يكون دم زينب مسماراً تدقُّه الأمة في نعش الأنظمة الجبرية، وإلَّا فسيكون هناك زينب ثانية وثالثة ورابعة…، في باكستان أو غيرها.
﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال: 25]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم بيان جمال
2018_01_13_Art_The_girl_Zeinab_will_be_a_nail_in_the_coffin_of_tyrannical_regimes_AR_OK.pdf