Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – الخلافة الإسلامية الحبل الذي تنتظم به جميع الأقطار

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

الخلافة الإسلامية الحبل الذي تنتظم به جميع الأقطار

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا». صحيح مسلم برقم 5148.

    عندما يمتد العالم الإسلامي امتداد الليل والنهار، وعندما يصل حكم الإسلام مشارق الأرض ومغاربها، فلا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا ويدخله الإسلام، وعندما يسيح المسلمون في الأرض يتنقلون من مكان لآخر دون حدود أو قطّاع طرق أو جواز سفر، وعندما تمتدّ العزة لتعانق السحاب، وعندما يقضى على الكفر وتنتهي صولاته وجولاته، فلا تَسمعُ له ركزا، عند ذلك نعيش معاني هذا الحديث الشريف حرفا حرفا، ونقرأ كلامه صلى الله عليه وسلم: «وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا» بنفسية جديدة.

 

أيها المسلمون:

 

   إن هذا الواقع القريب جدا بإذن الله ليضع العاملين في حقل التغيير أمام مسألة هامة، ألا وهي أن لا يجعلوا أكبر همّهم الوطن الذي يعيشون فيه، فليس الأردن وحده قضية، وليست مصر وحدها قضية، ولا السودان وحدها قضية، ولا فلسطين وحدها قضية بل كل هذه البلدان وغيرها مجتمعة في قضية واحدة هي الدولة الإسلامية، الخلافة الراشدة؛ فهي الحبل الذي تنتظم به كل هذه الأقطار، إذ لا يجوز تعدد الدول على هذا النحو الذي تعيشه الأمة اليوم، فأي حزب أو جماعة تعمل لإعادة الإسلام في الأرض، لا بد أن تضع نصب عينيها وعلى برنامج عملها، أن يكون العمل لإقامة دولة واحدة، يمتد حكمها ليصل كل بقعة على الأرض، هذا ما رآه نبينا صلى الله عليه وسلم وهذا ما بشر به، فهو لم يعمل لإقامة دولة مكيّة أو يثربيّة، بل عمل لإقامة دولة إسلامية.

 

    اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم