تقريرُ لجنةِ خبراءَ أمميةٍ حولَ اليمن
الخبر:
جاء في تقرير أممي لم يصدر بعد نشرته الجزيرة نقلا عن مصادر أمريكية منها صحيفة الواشنطن بوست أنّ: “الحرب السعودية الإيرانية بالوكالة فكّكت اليمن إلى أجزاء يصعب إعادة جمعها من جديد”، وأنّ: “هجمات التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن تسببت في مقتل آلاف المدنيين”.
ويذكر التقرير أنّ: “دول التحالف تستعمل في غاراتها الجوية على اليمن ذخائر حصلت عليها من الولايات المتحدة، وأن تلك الغارات أودت بحياة الأغلبية من بين أكثر من خمسة آلاف مدني قتلوا في الحرب الدائرة هناك”.
ويستبعد التقرير أن يكون التحالف العربي قد اتخذ احتياطاته في غاراته، لافتا إلى أن وجود مستشارين إيرانيين في البلاد أمر يحتاج لمزيد من التحقيق.
ويُظهر التقرير الصادر عن لجنة خبراء والمكون من 79 صفحة: “أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لم تعد لديه سيطرة ولا تحكم فعلي على القوات العسكرية والأمنية في جنوب اليمن”.
التعليق:
يتضمن هذا التقرير الأممي أربع نقاط رئيسية عن حرب اليمن وهي:
1– أنّ الحرب التي تشنّها السعودية على اليمن أدّت إلى تفكيك اليمن إلى أجزاء يصعب معها تجميعها من جديد، وهو ما يعني أنّ أمريكا التي تقف وراء السعودية تريد ذلك التفكيك لتسيطر على اليمن.
2– أنّ الغارات السعودية التي فتكت بأهل اليمن تستهدف بالدرجة الأولى اليمنيين كشعب ولا تستهدف الحوثيين بشكلٍ خاص بدليل ذكر التقرير: “يستبعد أن يكون التحالف العربي قد اتخذ احتياطاته في غاراته”.
3– لا يجزم التقرير بوجود مستشارين إيرانيين في اليمن ويقول بأنّ هذا الأمر: “يحتاج لمزيد من التحقيق”، وفي ذلك تبرئة لإيران بتدخلها المباشر في اليمن، في حين يكتفي التقرير بالقول بأنّ هناك أدلة على أنّ إيران تُرسل أسلحة للحوثيين، وهذا ما لا ينفيه أحد.
4– يذكر التقرير أنّ: “الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لم تعد لديه سيطرة ولا تحكم فعلي على القوات العسكرية والأمنية في جنوب اليمن”، وهو ما يعني رغبة أمريكا في إضعاف دور ما يُسمّى بالشرعية التي يُمثّلها هادي لأنّها تُعتبر شرعية للنفوذ البريطاني في اليمن وليست شرعية لها.
من الواضح أنّ هذا التقرير الأممي يرسم معالم السياسة الأمريكية في اليمن ويُحدّد أهدافها، فأمريكا تُريد فرض السيطرة على اليمن وإضعاف سلطة هادي التابع للإنجليز فيه، وتعمل من أجل تحقيق ذلك على تثبيت موقع الحوثيين في اليمن، ولا يهمها لتحقيق أهدافها تلك قتل اليمنيين وسفك دمائهم وتجويعهم وتشريدهم، فهذه هي سياسة أمريكا وطريقة عملها، وهي تبرز من خلال فهم هذا التقرير، وخلاصتها فرض النفوذ وطرد الخصوم ولو على أشلاء وجماجم الشعوب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الخطواني