بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الخلافة دواء الأمة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً». صحيح البخاري برقم 5354.
عندما يصاب الإنسان بمرض يشرع بالبحث عن طبيب ماهر للعلاج ليبرأ، فإذا أصاب الدواء الداء كان الشفاء بإذن الله، ولا بدّ أن يكون الدواء مناسبًا له في كميَّته وكيفيَّته وزمان تَعاطيه ومكانه، ولا بدّ للمريض من تلقيه بقبول، ولا سيّما الدواء الرّباني والطبّ النبويّ. فالحديث يرشد إلى أن التداوي من الأسباب المادية التي على الإنسان أن يتمسك بها للشفاء، والشفاء بعد ذلك بأمر الله وإرادته وإذنه سبحانه.
أيها المسلمون:
وكما يمرض الفرد يمرض المجتمع وتمرض الأمم، فما أصاب أمتنا الإسلامية من فتن وابتلاءات ليس خافيا على أحد، فقد تمزق جسد هذه الأمة الكريمة وتقطعت أوصالها، وفتك فيها المرض فتكا، ودخلت في غيبوبة سنين طوال، ولعل بعضهم حكم بموتها وأصدر لها شهادة وفاة، ولكنها سرعان ما استعادت توازنها، وبدأت تتفقد جسدها المكلوم لتتعافى من الداء، فعرفت أسَّ دائها، فقامت ونزعت الأجهزة عنها، وخرجت على حكامها، وبدأت تتنفس تنفسا طبيعيا ربانيّا، ثورات تدعو إلى إسقاط أنظمة الجور، وإلى تحكيم نظام الإسلام، نعم اهتدت إلى الدواء، الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوّة.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم