Take a fresh look at your lifestyle.

ترامب يفقد الأصدقاء (مترجم)

 

ترامب يفقد الأصدقاء

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

ذكرت صحيفة “غارديان” بأن “دونالد ترامب يلغي زيارة لندن وسط مخاوف احتجاجية”، في حين ذكرت الـ”سي إن إن” في اليوم نفسه، 12 كانون الثاني/يناير 2018، أن “سفير أمريكا يستقيل، قائلاً إنه لم يعد قادراً على العمل مع ترامب”.

 

التعليق:

 

بعد أيام قليلة من شكوى الرئيس الأمريكي ترامب من المهاجرين القادمين إلى أمريكا من “دول قذرة” في أمريكا اللاتينية، تم الإعلان عن استقالة جون فيلي من كونه سفير أمريكا لدى بنما، وهو ليس الدبلوماسي الوحيد الذي عبر عن خيبة أمله من ترامب. وقال بول تايدور، المبعوث الأمريكي لهايتي، إنه قد “فوجئ وخاب أمله”، بينما أعرب رؤساء ووزراء الخارجية من جميع أنحاء العالم عن شعورهم بالإهانة من موقف ترامب العنصري تجاه دولهم.

 

بعد أن ألغيت زيارة ترامب إلى لندن، كانت الردود تحمل لهجات مختلفة. فقد كان المقال في الـ”سي إن إن” يحمل العنوان التالي: “رئيس بلدية لندن صادق خان يقول بأن ترامب “قد فهم الرسالة” حول زيارة بريطانيا”، في حين كان عنوان واشنطن بوست “فرح في لندن عقب إلغاء زيارة ترامب – لكن هنالك أيضاً قلقا حول العلاقات الأمريكية البريطانية”.

 

حيث إن إلغاء زيارة ترامب لبريطانيا سيرضي 1.863.708 شخصاً قاموا بالتوقيع على عريضة يطلبون فيها إلغاء هذه الزيارة لأن “دونالد ترامب قد وثّق جيداً كراهية النساء له وكلامه المبتذل والذي يمنعه من أن تستقبله جلالة الملكة”، الأمر الذي دفع إلى إجراء مناقشة برلمانية في العام الماضي في مجلس العموم.

 

والشيء الملحوظ في إدارة ترامب ليس الإهانات لأعداء أمريكا، ولكن التخلي والهجران المتهور والطائش الذي يسيء فيه الرئيس لقادة وشخصيات الدول الصديقة. وقد تسبب ترامب العام الماضي بشجار مع رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، ويأتي هذا بعد أن قام ترامب بإعادة نشر مقاطع فيديوهات عنصرية والتي يمكن أن تحرض على العنف بعد “الهجمات الإرهابية” في بريطانيا، وسرب في وقت سابق المعلومات السرية التي تتشاركها أجهزة الأمن في بريطانيا وأمريكا والتي تسببت في الهجوم.. كما وانتقد ترامب رئيس بلدية لندن صادق خان في أعقاب “هجوم إرهابي” في لندن، وخرج رؤساء بلديات أمريكيون آخرون لدعم عمدة بريطانيا. وقد دافع رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو عن صادق خان “لا أفهم لماذا يحاول دونالد ترامب تقويض رجل يحاول حماية شعب لندن، فهذا الأمر لا معنى له”.كما قام ترامب بالاستهانة والانتقاص من القادة الأوروبيين الآخرين ومن حلف الناتو ومن المؤسسات الدولية التي أمضت أمريكا عقوداً من أجل الدفاع عن قيمها.

 

كما قام ترامب حتى بتقويض والاستهزاء ببلده مباشرةً. فقد سعى إلى تشويه سمعة الصحافة الأمريكية على أنها المقدم الأكبر “للأخبار المزيفة” التي لا يمكن الوثوق بها، وسخر من أجهزة الأمن الخاصة به، وأشار بأن لديه ثقة أكبر مع الرئيس الروسي بوتين أكثر من مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية. تعليقاته الأخيرة حول دول “قذرة” سوف تزيد التنفير من أمريكا في الوقت الذي يصبح فيه العالم متعدد الأقطاب على نحو متزايد، والذي يمكن أن يساعد فقط في جعل أمريكا أكثر قرباً من اليوم الذي ستبحث فيه عن حلفاء لدعم قضيتها ولن تجد أحداً.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الدكتور عبد الله روبين

 

 

2018_01_17_TLK_2_OK.pdf