Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – واقع الأمة يرسمه الكفار بريشة بنادقهم ومداد دمائنا

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

واقع الأمة يرسمه الكفار بريشة بنادقهم ومداد دمائنا

 

 

 

    نحييكم جميعا أيها الأحبةُ في كلِّ مكانٍ، في حلقةٍ جديدةٍ من برنامجِكم “مع الحديثِ الشريف” ونبدأ بخيرِ تحيةٍ، فالسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

 

   عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فُكُّوا الْعَانِيَ– يَعْنِي الْأَسِيرَ- وَأَطْعِمُوا الْجَائِعَ وَعُودُوا الْمَرِيضَ». صحيح البخاري. برقم 2881.

   لقد ذكر العلماء في شرح هذا الحديثِ أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بثلاثة أمور، كلُّها في حقِّ المسلم على المسلم، فأمر صلى الله عليه وسلم بإطعام الجائع، وبعيادة المريضِ وزيارته، وأمَر بفكِّ العَاني، والعاني هو الأسير؛ فيجب السَّعي في فكِّه وتخليصه من الأَسرِ بكلّ طريق شرعيّ متاح، فلا يجوز للحاكم أن يتجاهل أمر الأسير، بل عليه أن يعمل ما يلزم لفكِّ أسره، فعندما استغاثت المرأة العمورية بالمعتصم، لبى المعتصم استغاثتها وقام من فوره وجهز جيشا عرمرما، وجاب به الهضاب والجبال ملبيا النداء، ولم يحررها ويفك أسرها فقط؛ بل حرّق عمورية وأسر أعدادا كبيرة من الروم، ومن قبلُ فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع المرأة الأنصارية المسلمة التي غدر بها يهود في سوق قينقاع، وكشفوا بعض عورتها، فجاء الجواب سريعا منه عليه الصلاة والسلام بالزحف عليهم وإجلائهم عن المدينة، وهكذا فعل الحجاج أيضا لما بلغه صوت امرأة مسلمة أُسرت في أعماق المحيط الهندي، فأرسل جيشا عظيما بقيادة محمد بن القاسم، واقتحم البلد، فقتل ملكها وعاد بالمرأة المسلمة حرة عزيزة، والتاريخ ينطق بأحداث كثيرة مشابهة لا يتسع المقام لذكرها في هذه العجالة.

 

أيها المسلمون:

 

   إن كانت سجون أمريكا وسجون أوروبا وروسيا والصين تَغَصُّ بمئات الآلاف من أبناء المسلمين فهذا حال الأعداء معنا، ولكن ماذا نقول عن ظلم حكامنا أبناء جلدتنا وعن سجونهم؟ ماذا نقول وقد أصبح حال الأمة اليوم ينفطر له القلب حزنا وكمدا؟ فسجون الحكام تُفتح للمخلصين من أبناء هذه الأمة، تُفتح لمن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، فما يجري في سجون حكام الأمة الظلمة الفجرة، يجعلك تغمض عينيك، لتعيش مرارةً وتعتصر ألما ويصبح حزنك مضاعفا، فتذرف الدموع أسى وحسرة، فهذه الشام بعد أن أصبحت سجنا كبيرا، بعد أن أصبحت ألما يقطع نِياط القلب، ويجعل العقل حيرانَ، ترى السجناء فيها يعذبون تعذيبا جسديا ومعنويا مفضيا إلى الموت، لا لشيء إلا لأنهم قالوا: ربنا الله، ماذا نقول وقد أصبح واقع الأمة مريرا إلى هذا الحد؟ واقع يرسمه الحكام وأسيادهم في بلاد المسلمين بريشة بنادقهم ومداد دمائنا، نعم صار الحال في السجون إلى ما ترون وأفظع، كل ذلك بعد أن اطمأن الكافر إلى ضعفنا وإلى زوال قوتنا وسقوط خلافتنا، دون أن تأخذه فينا رأفة، أو خوف من عقاب. فمن لأسرى المسلمين إلا الخليفة يحررهم ويفك عانيَهم؟ 

 

    اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم