سوتشي ومسلسل (المؤتمرات) المؤامرات، والمخرج لها واحد!!
الخبر:
حصلت الجزيرة على نسخة من مسودة البيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني السوري الذي سيعقد يومي الاثنين والثلاثاء في منتجع سوتشي جنوبي روسيا، وتتضمن مبادئ عامة للحل السياسي في سوريا.
وتتضمن المسودة 12 بندا مثّلت المبادئ نفسها التي قدمها المبعوث الأممي ستفان دي ميستورا إلى الجولة الثامنة من المفاوضات السورية بجنيف في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
ونصت على الاتفاق على تشكيل لجنة دستورية بمشاركة وفد النظام السوري ووفد آخر يمثل طيفا واسعا من المعارضة من أجل التحضير لتعديل الدستور برعاية الأمم المتحدة، ووفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
ودعت المسودة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى توجيه مبعوثه الخاص إلى سوريا للمساعدة في ترتيب عمليات اللجنة الدستورية في جنيف.
ومن المبادئ الأخرى التي وردت فيها الالتزام الكامل بسيادة واستقلال سوريا، وأن الشعب السوري وحده من يقرر مستقبل البلاد، ويختار نظامه السياسي بالوسائل الديمقراطية ودون أي ضغوط…
التعليق:
تتوالى المؤتمرات (المؤامرات) على الأمة الإسلامية لئلا تنعتق من قبضة مستعمريها، وللحيلولة دون إعادة كيانها السياسي المتمثل بالخلافة على منهاج النبوة؛ النظام الذي لم يضاهه أي نظام على مر التاريخ. ولم يستقر لأي نظام لا قبله ولا بعده مدة استقراره البالغة ثلاثة عشر قرنًا، لما كان يتجلى فيه من تحقيق العدل والأمن لكل من يحمل تابعيته بغض النظر عن الدين والجنس واللون واللسان.
وما دام أن بنوده هذه مستنسخة من مؤتمر جنيف 8 التي أعلن دي ميستورا نفسه فشله في 2017/12/15، فلماذا إذن يعاد مرة أخرى وبنفس البنود؟
أتعلمون لماذا؟ حتى لا تخرج الأمور من قبضتهم، وليظهروا كذبًا أنها لا زالت بأيديهم، وستتوالى هذه المسلسلات والمسرحيات والبهلوانيات بألوان وأشكال متشابهة وغير متشابهة لأن مُخرجها واحد، وهو الكفر وعلى رأسه فرعون هذا العصر أمريكا.
فكم من مؤتمر (مؤامرة) انعقدت منذ تحركت الأمة للانعتاق من مستعمريها، ولم ولن يستقر لهم الأمر في أي منها بحوله تعالى، ولم يستطيعوا القضاء على تحركها لبلوغ نظام حياتها المنزل من خالقها عز وجل، وبإذنه تعالى سيفشلون الفشل تلو الفشل حتى يمن الله تعالى على أبناء الأمة الواعين المخلصين لربهم ودينهم وأمتهم والبشرية كلها لتحكم بنظام خالقها ليسعدهم في حياتها الدنيا والآخرة.
ومنذ متى تقدم بنود البيان الختامي لأي مؤتمر قبل انعقاد جلساته، ومن وضعها لكم ما دامت الأطراف لم تضع وتتناقش في بنوده بعد؟! وهذا ما يكشف أنها ستفرض عليهم فرضًا، ويبرز أيضًا أنهم ليسوا هم من وضع فيها حرفًا واحدًا.
فما بال الذين قبلوا ولبوا الدعوة ليبصموا على ما استنسخ وسيفرض عليهم لإعطاء شرعيته على أمتهم من أعدائهم وأعداء دينهم وأمتهم؟!!
ومن أين يؤخذ الدستور؟ ومن هو الذي له الصلاحية في وضع مواده أيها المسلمون؟ ولماذا تقبلونه من عدوكم لإعطاء صلاحية وضعه لمن يطيعونه منكم الطاعة العمياء ليضعه على رقابكم حتى يتحقق له بقاؤه عليكم؟!
فمتى تفيقون من سباتكم وجريكم وراء سراب مَن ضبعكم بثقافته وجبروته؟! فاعلموا أن النصر للأتقى وليس للأقوى، فنحن الأقوى بامتثالنا ووقوفنا على طاعة الله عز وجل مهما قل عددنا وعتادنا، واقرأوا تاريخ أمتكم لتقفوا على حقيقة من أعزهم الله سبحانه وتعالى من أجدادكم قبلكم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
مدير دائرة الإصدارات والأرشيف في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير