ترامب: “المسلمون يحبونني لهذه الأسباب”
الخبر:
قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال تصريح تلفزيوني، إن علاقته ممتازة مع المسلمين، متحدثا عن المساندة التي لقيها منهم خلال الانتخابات الأخيرة، وفق ما نقلته وسائل إعلام بتاريخ 29 كانون الثاني/يناير 2018.
وأضاف ترامب، في مقابلة تلفزيونية مع قناة “آي تي في” البريطانية، “نلت تأييد الكثير منهم في الانتخابات، وإلى هذا اليوم المسلمون يحبونني لأنني أوفر لهم الأمن، وأنا أيضا أكن لهم الكثير من الاحترام”.
وأشار في اللقاء ذاته، إلى تواصل خطر تنظيم الدولة (الإرهابي)، ”لقد أحسنا صنعا في العراق وسوريا، وبطشنا بهم، ولكنهم ينتشرون في كل مكان وهو وضع لا يبشر بخير”، متابعا “أفضل من يفهم هذه الحقيقة هم الناس في بريطانيا”… (وفقا لقناة نسمة – بتصرف)
التعليق:
أي كذب وتضليل جاء به الرئيس ترامب وقد أفادت دراسات عدة منها دراسة مجلة “ذي لانسيت” البريطانية الطبية بأن المدنيين في العراق بدأوا بمواجهة الموت منذ اللحظة التي بدأت فيها أول غارة جوية على البلاد في 19 آذار/مارس 2003؟!
وبمصطلح أسمته محاربة (الإرهاب) لتبرير وجودها في المنطقة غزت أمريكا الشرق الأوسط واعتمدت على الهجمات الاستباقية ضد الدول التي تدعي أنها تهدد أمنها القومي وبالتالي قامت باحتلال العراق بعد أن احتلت أفغانستان.
لقد مرّ أكثر من عقد على الاحتلال الأمريكي للعراق شهد خلالها العالم تطورات درامية وغيابا للاستقرار ودماراً شاملاً وأزمات تشهدها المنطقة.
ولكن بعد عدة سنوات تبينت الحقائق فلم يكن هذا البلد يمتلك أسلحة دمار شامل، وكانت كل تلك الادعاءات حججا وذرائع واهية استخدمها أمريكا لاحتلال العراق وأخذت تظهر تقارير تشير إلى أن “احتلال أمريكا لهذا البلد لم يكن مبررًا، وأن أمريكا تورطت في صراع دام سنوات”.. هذا الصراع كانت آثاره مدمرة؛ فالاحتلال الأمريكي فكك العراق، الذي يمر اليوم بأزمات اقتصادية وإنسانية وسياسية متفاقمة؛ فبغداد لا تزال أحد أكثر الأماكن خطورة في العالم من حيث التفجيرات وعمليات الخطف والاغتيال، أما على الجانب الاقتصادي فلم تتحسن الأوضاع المعيشية للناس بسبب السلب والنهب وانتشار الفساد…
وحتى الشعب الأمريكي لا يزال متأثرا من نتائج تلك الحرب وخصوصا أنه خدع بجبروت وقوة جيشه، فوجد من الصعوبة قبول هزيمة من مقاتلي المقاومة العراقية. ولكن الواقع كان أقوى، فالاحتلال خلف أزمة سياسية حادة في هذا البلد تم تجاهلها بشكل كبير من جانب المجتمع الدولي نظرًا لانشغاله بالصراع في سوريا واليمن وثورات الربيع العربي.
ومع كل ذلك لم تتوقف أمريكا عن تنفيذ استراتيجيتها الشرق أوسطية فنراها تدخل بشكل مستمر في سوريا ولبنان ومصر والأردن ودول شمال أفريقيا وغيرها من الدول سواء مؤيدة أم غير مؤيدة للسياسة الأمريكية.
إن مؤشرات كثيرة تشي بأن أمريكا لا تتعلم من دروسها وسوف تواصل التخبط في سياساتها المبنية على “مكافحة الإرهاب” شعارا لكنها تخلف الدمار والإرهاب والموت في كل مكان تتدخل فيه.
وعجبي كيف يدعي ترامب أن المسلمين يحبونه وهم الذين جعلهم هدفاً لإدارته منذ أول يوم لتنصيبه إلى أن بدأ بتنفيذ سياسته بإعلان القدس عاصمة لكيان يهود؟!
فبعد سنة من توليه الرئاسة يثبت أنه غير قادر على تولي الوظائف الأساسية للحكومة وفضح هيمنة أمريكا على العالم وتأمين مصالحها واعتبارها (أولاً) في كل شيء محدثا الهوة مع العالم مما يدفع لاتخاذ إجراءات مضادة تجاه أمريكا.
إلاّ أن المسلمين الذين يحكمهم ويتحكم بهم رويبضات لا يوجد لديهم دولة تمثلهم كأمة، ما يعني أنهم في موقع العاجز عن حماية أنفسهم فضلاً عن التأثير في السياسة الدولية.
إن تضليل ترامب وغطرسة أمريكا لن يوقفها إلا الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وعد الله وبشرى رسوله r، ومهما خطط ترامب وأمثاله ومكروا، فإن قول الله تعالى هو الغالب: ﴿وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ﴾.
فهل يعي المسلمون هذه الحقيقة، ويخدمونها بالامتثال والطاعة، خاصة بعدما سقطت الحضارة الاشتراكية، وباتت الحضارة الغربية مشرفة على السقوط؟
قال تعالى: ﴿فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خديجة بن حْميدة – تونس