Take a fresh look at your lifestyle.

عجائب المنطق!!

 

عجائب المنطق!!

 

 

 

الخبر:

 

نشر موقع هسبريس مقالة لمصطفى الشنضيض، بعنوان: كلام في الخلافة، ولكن الموقع اخترع للمقال عنواناً فوق العنوان، سماه: باحث “ينسف” أوهام الحكم الإسلامي… آية التمكين وحديث الخلافة.

 

التعليق:

 

يكاد يقضي القارئُ عجباً من المنطق الذي يسيطر على المقال، فكاتب من جهة يقرّ بأنه واقعيّ، وهو يعلم علم اليقين أن محمداً r جاء لتغيير الواقع الجاهلي الفاسد، إلى واقع يرضي الله سبحانه وتعالى، وإن لم يكن يعلم فهذه طامة كبرى، يتنطح للكتابة عن دين الإسلام ولا يعلم أن الإسلام جاء لتغيير الواقع الفاسد وليس لإقراره.

 

ومن عجائب منطق المقال استصغاره لـ”دعوى” إقامة الخلافة، فهي ليست عنده دعوى كبيرةً، وإلا لاستحقت أدلةً كبيرة – على حدّ قوله -، وكأن عشرات الآيات القطعية الثبوت القطعية الدلالة في وجوب الحكم بما أنزل الله، والأحاديث الكثيرة المبينة لشكل الحكم بأنه الخلافة، والأحاديث الكثيرة الموجبة على المسلمين جميعاً بيعة خليفة واحد، كأنها كلها لا تصلح عنده لأن تكون أدلة على “دعوى” وجوب الحكم بما أنزل الله في دولة سمى رسولُ الله r حاكمها “خليفة”، ووجوب أن يكون المسلمون في دولة واحدة يحكمهم رجل واحد اسمه “الخليفة”!

 

وعجيبة أخرى من عجائب المقال وَضْعُهُ عنوانَ: “عدم اجتماع الأمة على إمام واحد منذ القدم”، ثم يقول بعده: “منذ القرون الأولى للإسلام، لم تعرف البلاد الإسلامية حاكما واحدا يحكم المسلمين”، فهل حقاً كان هناك حاكم آخر يحكم المسلمين في الجزيرة العربية مع الرسول r؟ وهل كان هناك حاكم آخر يحكم المسلمين مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه؟ وهل كان حاكم آخر يحكم المسلمين مع عمر رضي الله عنه وهو يحكمُ من الصين إلى المغرب؟ أم هل يريد كاتب المقال إيهام القراء وتضليلهم بالأمثلة التي ذكرها أن كل تاريخ المسلمين كان كما وصف؟

 

وعجيبة رابعة مناقشته لبعض الأدلة، وتركُ باقي الأدلة، فهل هكذا يكون منطق البحث ومنطق الإثبات والاستدلال؟ لعل كاتب المقال يرد بمثل ما قال في آخر مقاله: “إن هذا المقال لا يسمح بمزيد بسط وتحليل”، ونقول له: فهل المقال يسمح بالافتراء والتضليل والقياس الشمولي في غير موضعه؟

 

وعجيبة خامسة انفصال النتيجة عن مقدمتها، فكاتب المقال يستنتج من حديث: “تقوم الساعة والروم أكثر الناس” يستنتج منه: “وهذا يعني أنه سيظل الاختلاف الثقافي والتنوع العقدي والتعدد العرقي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. الحديث يتكلم عن وقت قيام الساعة، ولكن كاتب المقال بمنطقه العجيب استنتج أن الاختلاف الثقافي والتنوع العقدي والتعدد العرقي سيظل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها…

 

وعجيبة العجائب، وأختم بها تعليقي هذا، خاتمتُه التي خصصها لواجب الوقت، وما يجب عمله فيه – على حد قوله – وإغراقُه في الواقعية، وحصر الإسلام في الجانب الأخلاقي والتزكوي عند الأفراد، وصرف الناس عن العمل لتحكيم شرع الله بقبول الواقع ومجاراته، ومساوقة الأمم الأخرى في “ما يحسنون وما لا يحسنون”، وإقرار دويلات المسلمين بأقطارها وحدودها ورؤساء بلدانها… فهل هذا هو الإسلام الذي أنزله الله سبحانه وتعالى؟ وهل هذا هو الإسلام الذي دعا إليه وأقامه رسولُ الله r؟ وهل هذا هو الإسلام الذي سار عليه المسلمون ثلاثةَ عشَرَ قرناً من الزمن؟ ألم يكونوا يسوقون الأمم الأخرى للهداية ودين الحق؟ وأنت تريد من المسلمين أن يقرّوا الرويبضات يمزقون المسلمين ويحكمونهم بأنظمة الكفر ويمكّنون دول الكفر من رقاب المسلمين ونهب ثرواتهم، وتريد من المسلمين أن يساوقوا الأمم في “ما يحسنون وما لا يحسنون”… إنها لإحدى الكُبَر!!

 

وللقراء الكرام كتيب “الخلافة” ليطلعوا على الخلافة على حقيقتها وليس كما وردت في مقال الكاتب المذكور.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

خليفة محمد – الأردن

2018_02_15_TLK_1_OK.pdf