بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح69) حامل الدعوة الإسلامية يتحدى الدنيا بأكملها اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام
(ح69) حامل الدعوة الإسلامية يتحدى الدنيا بأكملها اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم
الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ.
أيها المؤمنون:
السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا “بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام” وَمَعَ الحَلْقَةِ التَّاسِعَةِ وَالسِّتينَ, وَعُنوَانُهَا: “حَامِلُ الدَّعوَةِ الإِسلامِيَّةِ يَتَحَدَّى الدُّنيَا بِأكْمَلِهَا اقتِدَاءً بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم”. نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَتَينِ: التَّاسِعَةِ وَالخَمسِينَ وَالسِّتِينَ مِنْ كِتَابِ “نظَامِ الإِسلامِ” لِلعَالِمِ وَالمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ.
يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ: “ولا يُقَالُ لأَصْحَابِ المَبَادِئِ الأُخْرَى تَمَسَّكُوا بِمَبْدَئِكُمْ، بَلْ يُدْعَوْنَ بِلا إِكْرَاهٍ إِلى المَبْدَأِ لِيَعْتَنِقُوهُ، لأَنَّ الدَعْوَةَ تَقْتَضِي أَنْ لا يَكُونَ غَيْرُهُ، وأَنْ تَكُونَ السِيادَةُ لَهُ وَحْدَهُ: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ). فَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ إِلَى العَالَمِ بِرِسَالَتِهِ مُتَحَدِّيَاً سَافِرَاً مُؤْمِنَاً بالحَقِّ الَّذِي يَدْعُو إِلَيْهِ، يَتَحَدَّى الدُنْيَا بِأَكْمَلِهَا، ويُعْلِنُ الحَرْبَ عَلَى الأَحْمَرِ والأَسْوَدِ مِنَ الناسِ، دُونَ أَنْ يَحْسبَ أَيَّ حِسَابٍ لِعَادَاتٍ أَوْ تَقَالِيدَ، أَوْ أَدْيَانٍ أَوْ عَقَائِدَ، أَوْ حُكَّامٍ أَوْ سُوَقَةٍ، ولم يَلْتَفِتْ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ سِوَى رِسَالَةِ الإِسْلامِ، فَقَدْ بَادَأَ قُرَيْشَاً بِذِكْرِ آلِهَتِهِمْ وعَابَهَا، وتَحَدَّاهُمْ في مُعْتَقَدَاتِهِمْ وسَفَّهَهَا، وهُوَ فَرْدٌ أَعْزَلُ، لا عُدَّةَ مَعَهُ، ولا مُعِينَ لَهُ، ولا سِلاحَ عِنْدَهُ سِوَى إِيمَانِهِ العَمِيقِ بالإِسْلامِ الَّذِي يَدْعُو إِلَيْهِ. ولمْ يَأْبَهْ بِعَاداتِ العَرَبِ وتَقَالِيدِهِمْ، ولا بِأَدْيَانِهِمْ وعَقَائِدِهِمْ، ولمْ يُجَامِلْهُمْ بِهَا، وَلَمْ يُرَاعِهِمْ في شَأْنِهَا. وكذَلِكَ يَكُونُ حامِلُ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ سَافِرَاً مُتَحَدِّيَاً كُلَّ شَيْءٍ: مُتَحَدِّيَاً العاداتِ والتقاليدَ والأَفْكَارَ السَقِيمَةَ والمَفَاهِيمَ المَغْلُوطَةَ، مُتَحَدِّيَاً حَتَّى الرأْيَ العامَّ إِذَا كَانَ خاطِئَاً، ولوْ تَصَدَّى لِكِفَاحِهِ، مُتَحَدِّيَاً العَقائِدَ والأَدْيَانَ، ولوْ تَعَرَّضَ لِتَعَصُّبِ أَهْلِهَا، ونَقْمَةِ الجامِدينَ عَلَى ضَلالِهَا. وحَمْلُ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ يَقْتَضِي الحِرْصَ عَلَى تَنْفِيذِ أَحْكَامِ الإِسْلامِ تَنْفِيذاً كامِلاً، وعَدَم التَسَاهُلِ في أَيَّ شَيْءٍ مَهْمَا قَلَّ، وحَامِلُ الدَعْوَةِ لا يَقْبَلُ المُهَادَنَةَ ولا التَسَاهُلَ، ولا يَقْبَلُ التَفْرِيطَ ولا التَأْجِيلَ، وإِنَّما يَأْخُذُ الأَمْرَ كامِلاً، ويَحْسِمُهُ عاجِلاً، ولا يَقْبَلُ في الحَقِّ شَفِيعَاً، فرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَقْبَلْ مِنَ وَفْدِ ثَقِيفٍ أَنْ يَدَعَ لَهُمْ صَنَمَهُمُ اللاتَ ثلاثَ سنينَ لا يَهْدِمُهُ، وأَنْ يُعفِيَهمْ مِنَ الصَلاةِ عَلَى أَنْ يَدْخُلُوا في الإِسْلامَ، وَلَمْ يَقْبَلْ أَنْ يَدَعَ اللاتَ سنتينِ أَوْ شهراً كما طَلَبُوا، بَلْ أَبَى ذَلِكَ كُلَّ الإِبَاءِ، وكَانَ إِباؤُهُ حاسِماً لا تَرَدُّدَ فِيهِ ولا هوَادةَ، لأَنَّ الإِنْسَانَ إِمَّا أَنْ يُؤْمِنَ وإما أن لا يُؤْمِنَ، لأَنَّ النَتِيجَةَ إِمَّا الجَنَّةُ أَوْ النارُ، ولَكِنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَلامُ قَبِلَ أَنْ لا يَهْدِمُوا هُمْ صَنَمَهُمُ اللاتَ، ووَكَّلَ بِهِ أَبا سُفْيَانَ والمُغِيْرَةَ بِنَ شُعْبَةَ أَنْ يَهْدِمَاهُ. نَعَمْ لَمْ يَقْبَلْ إلاَّ العَقِيدَةَ الكامِلَةَ، والتَنْفِيذَ الَّذِي تَقْتَضِيهِ، أَمَّا الوَسِيلَةُ والشَكْلُ فَقَدْ قَبِلَهُمَا، لأَنَّهُمَا لا يَتَّصِلانِ بحَقِيقَةِ هَذِهِ العَقِيدَةِ، ولذَلِكَ لا بُدَّ للدَعوَةِ الإِسلامِيَّةِ مِن حِرْصٍ عَلَى بَقَاءِ كَمَالِ الفِكْرَةِ، ومِنْ حِرْصٍ عَلَى كَمَالِ تَنْفِيذِهَا، دُونَ أَيِّ تَسَامُحٍ في الفِكْرَةِ أَوْ الطَرِيقَةِ، ولا يَضِيرُهَا أَنْ تَسْتَعْمِلَ مِنَ الوَسَائِلِ ما تَشَاءُ”.
وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: يحدثنا الشَّيخُ تقي الدين- رحمه الله- عَنْ مُقتَضَيَاتِ حَمْلِ الدَّعوَةِ الإِسلامِيَّةِ, وَيُمكِنُ إِجْمَالُ الأفكَارِ الوَارِدَةِ فِي هَذِهِ الفَقْرَاتِ بِالنُّقَاطِ الآتِيَةِ:
1. لا يُقَالُ لأَصْحَابِ المَبَادِئِ الأُخْرَى تَمَسَّكُوا بِمَبْدَئِكُمْ، بَلْ يُدْعَوْنَ بِلا إِكْرَاهٍ إِلى المَبْدَأِ لِيَعْتَنِقُوهُ.
2. الدَعْوَةَ إِلَى الإِسلامِ تَقْتَضِي أَنْ لا يَكُونَ غَيْرُهُ، وأَنْ تَكُونَ السِيادَةُ لَهُ وَحْدَهُ. قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).
3. مَنهَجُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في حمل الدعوة:
1) جَاءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى العَالَمِ بِرِسَالَتِهِ مُتَحَدِّيًا سَافِرًا مُؤْمِنًا بالحَقِّ الَّذِي يَدْعُو إِلَيْهِ.
2) جَاءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَحَدَّى الدُنْيَا بِأَكْمَلِهَا، ويُعْلِنُ الحَرْبَ عَلَى الأَحْمَرِ والأَسْوَدِ مِنَ الناسِ، دُونَ أَنْ يَحْسبَ أَيَّ حِسَابٍ لِعَادَاتٍ أَوْ تَقَالِيدَ، أَوْ أَدْيَانٍ أَوْ عَقَائِدَ، أَوْ حُكَّامٍ أَوْ سُوَقَةٍ.
3) لم يَلْتَفِتْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَيِّ شَيْءٍ سِوَى رِسَالَةِ الإِسْلامِ فقد بَادَأَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُرَيْشَاً بِذِكْرِ آلِهَتِهِمْ وعَابَهَا.
4) تَحَدَّى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قريشًا في مُعْتَقَدَاتِهِمْ وسَفَّهَهَا، وهُوَ فَرْدٌ أَعْزَلُ، لا عُدَّةَ مَعَهُ، ولا مُعِينَ لَهُ، ولا سِلاحَ عِنْدَهُ سِوَى إِيمَانِهِ العَمِيقِ بالإِسْلامِ الَّذِي يَدْعُو إِلَيْهِ.
5) لمْ يَأْبَهْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَاداتِ العَرَبِ وتَقَالِيدِهِمْ، ولا بِأَدْيَانِهِمْ وعَقَائِدِهِمْ، ولمْ يُجَامِلْهُمْ بِهَا، وَلَمْ يُرَاعِهِمْ في شَأْنِهَا.
6) لَمْ يَقْبَلْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ وَفْدِ ثَقِيفٍ أَنْ يَدَعَ لَهُمْ صَنَمَهُمُ اللاتَ ثلاثَ سنينَ لا يَهْدِمُهُ.
7) لَمْ يَقْبَلْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ وَفْدِ ثَقِيفٍ أَنْ يُعفِيَهمْ مِنَ الصَلاةِ عَلَى أَنْ يَدْخُلُوا في الإِسْلامَ.
8) لَمْ يَقْبَلْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ وَفْدِ ثَقِيفٍ أَنْ يَدَعَ اللاتَ سنتينِ أَوْ شهرًا كما طَلَبُوا، بَلْ أَبَى ذَلِكَ كُلَّ الإِبَاءِ، وكَانَ إِباؤُهُ حاسِماً لا تَرَدُّدَ فِيهِ ولا هوَادةَ، لأَنَّ الإِنْسَانَ إِمَّا أَنْ يُؤْمِنَ وإما أن لا يُؤْمِنَ، لأَنَّ النَتِيجَةَ إِمَّا الجَنَّةُ أَوْ النارُ.
9) قَبِلَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَلامُ أَنْ لا يَهْدِمُوا هُمْ صَنَمَهُمُ اللاتَ، ووَكَّلَ بِهِ أَبا سُفْيَانَ والمُغِيْرَةَ بِنَ شُعْبَةَ أَنْ يَهْدِمَاهُ.
10) لَمْ يَقْبَلْ صلى الله عليه وسلم إلاَّ العَقِيدَةَ الكامِلَةَ، والتَنْفِيذَ الَّذِي تَقْتَضِيهِ، أَمَّا الوَسِيلَةُ والشَكْلُ فَقَدْ قَبِلَهُمَا، لأَنَّهُمَا لا يَتَّصِلانِ بحَقِيقَةِ هَذِهِ العَقِيدَةِ.
4. حامِلُ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ ينبغي أن يتصف بالصفات الآتية اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم:
1) حامِلُ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ يَكُونُ سَافِرًا مُتَحَدِّيًا كُلَّ شَيْءٍ: مُتَحَدِّيًا العاداتِ والتقاليدَ والأَفْكَارَ السَقِيمَةَ والمَفَاهِيمَ المَغْلُوطَةَ.
2) حامِلُ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ يَكُونُ مُتَحَدِّيًا حَتَّى الرأْيَ العامَّ إِذَا كَانَ خاطِئًا ولوْ تَصَدَّى لِكِفَاحِهِ.
3) حامِلُ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ يَكُونُ مُتَحَدِّيًا العَقائِدَ والأَدْيَانَ، ولوْ تَعَرَّضَ لِتَعَصُّبِ أَهْلِهَا، ونَقْمَةِ الجامِدينَ عَلَى ضَلالِهَا.
4) حامِلُ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ يَحرِصُ عَلَى تَنْفِيذِ أَحْكَامِ الإِسْلامِ تَنْفِيذًا كامِلاً.
5) حامِلُ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ لا يتَسَاهَلُ في أَيَّ شَيْءٍ مَهْمَا قَلَّ.
6) حَامِلُ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ لا يَقْبَلُ المُهَادَنَةَ ولا التَسَاهُلَ، ولا يَقْبَلُ التَفْرِيطَ ولا التَأْجِيلَ، وإِنَّما يَأْخُذُ الأَمْرَ كامِلاً، ويَحْسِمُهُ عاجِلاً،
7) حَامِلُ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ لا يَقْبَلُ في الحَقِّ شَفِيعًا.
8) لا بُدَّ لحامل الدَعوَةِ الإِسلامِيَّةِ مِن الحِرْصِ الأمرَينِ الآتِيَينِ:
أ- حَامِلُ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ يَحرِصُ عَلَى بَقَاءِ كَمَالِ الفِكْرَةِ.
ب- حَامِلُ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ يَحرِصُ عَلَى كَمَالِ تَنْفِيذِ الفِكْرَةِ دُونَ أَيِّ تَسَامُحٍ في الفِكْرَةِ أَوْ الطَرِيقَةِ.
9) حَامِلُ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ لا يَضِيرُهُ أَنْ يَسْتَعْمِلَ مِنَ الوَسَائِلِ ما يَشَاءُ.
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, وَلِلحَدِيثِ بَقِيَّةٌ, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.