بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام
(ح97) مشروع دستور دولة الخلافة
الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنْعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ.
أيها المؤمنون:
السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا “بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام” وَمَعَ الحَلْقَةِ السَّابِعَةِ وَالتِّسعِينَ, وَعُنوَانُهَا: “مَشرُوعُ دُستُورِ دَولَةِ الخِلافَةِ”. نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَةِ الحَادِيَةِ وَالتِّسعِينَ مِنْ كِتَابِ “نظامُ الإسلام” لِلعَالِمِ وَالمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ. يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ:
“هَذَا مَشرُوعُ دُستُورٍ لِدَولَةِ الخِلافَةِ, نَضَعُهُ بَينَ أيدِي المُسلِمِينَ – وَهُمْ يَعمَلُونَ لإِقَامَةِ دَولَةِ الخِلافَةِ, وَإِعَادَةِ الحُكْمِ بِمَا أنزَلَ اللهُ – لِيَتَصَوَّرُوا وَاقِعَ الدَّولَةِ الإِسلامِيَّةِ, وَشَكلِهَا, وَأنظِمَتِهَا, وَمَا سَتَقُومُ بِتَطبِيقِهِ مِنْ أنظِمَةِ الإِسلامِ وَأحكَامِهِ. وَهَذَا الدُّستُورُ هُوَ دُستُورٌ إِسلامِيٌّ, مُنبَثِقٌ مِنَ العَقِيدَةِ الإِسلامِيَّةِ, وَمَأخُوذٌ مِنَ الأحكَامِ الشَّرعِيَّةِ, بِنَاءً عَلَى قُوَّةِ الدَّلِيلِ. وَقَدِ اعتُمِدَ فِي أخْذِهِ عَلَى كِتَابِ اللهِ, وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم, وَمَا أرشَدَا إِلَيهِ مِنْ إِجمَاعِ الصَّحَابَةِ وَالقِيَاسِ. وَهُوَ دُستُورٌ إِسلامِيٌّ لَيسَ غَير, وَلَيسَ فِيهِ شَيءٌ غَيرُ إِسلامِيٍّ, وَهُوَ دُستُورٌ لَيسَ مُختَصًّا بِقُطرٍ مُعَيَّنٍ, أو بَلَدٍ مُعَيَّنٍ, بَلْ هُوَ لِدَولَةِ الخِلافَةِ فِي العَالَمِ الإِسلامِيِّ, بَل فِي العَالَمِ أجْمَعَ, بِاعتِبَارِ أنَّ دَولَةَ الخِلافَةِ سَتَحْمِلُ الإِسلامَ رِسَالَةَ نُورٍ وَهِدَايَةٍ إِلَى العَالَمِ أجْمَعَ, وَتَعمَلُ عَلَى رِعَايَةِ شُؤُونِهِ, وَضَمِّهِ إِلَى كَنَفِهَا, وَتَطبِيقِ أحكَامِ الإِسلامِ عَلَيهِ. وَإِنَّ “حِزْبَ التَّحرِيرِ” يُقَدِّمُ هَذَا المَشرُوعَ إِلَى المُسلِمِينَ, وَيَسأَلُ اللهَ أنْ يُكرِمَهُمْ, وَأنْ يُعَجِّلَ بِتَحقِيقِ غَايَةِ مَسعَى المُؤمِنِينَ فِي إِقَامَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ, وَإِعَادَةِ الحُكمِ بِمَا أنزَلَ اللهُ؛ لِيُوضَعَ هَذَا المَشرُوعُ دُستُورًا لِدَولَةِ الخِلافَةِ. وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ”.
وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: بَعدَ أنْ ذَكَرَ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ وُجُوبَ تَبَنِّي دُستُورٍ لِلدَّولَةِ, وَأَكِّدَ ضَرُورَةَ وُجُودِ مُقَدِّمَةٍ لَهُ, أخَذَ يَعرِضُ عَلَى المُسلِمِينَ مَشرُوعًا لِدُستُورِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنهَاجِ النُّبوَّةِ. ويُمكِنُ إِجْمَالُ الأفكَارِ الوَارِدَةِ فِي هَذِهِ الفَقْرَةِ بِالنُّقَاطِ الآتِيَةِ:
- مَشرُوعُ دُستُورٍ لِدَولَةِ الخِلافَةِ, يَضَعُهُ حِزْبُ التَّحرِيرِ بَينَ أيدِي المُسلِمِينَ لِيَتَصَوَّرُوا وَاقِعَ الدَّولَةِ الإِسلامِيَّةِ, وَشَكلِهَا, وَأنظِمَتِهَا, وَمَا سَتَقُومُ بِتَطبِيقِهِ مِنْ أنظِمَةِ الإِسلامِ وَأحكَامِهِ.
- الدُّستُورُ الَّذِي وَضَعَهُ حِزْبُ التَّحرِيرِ دُستُورٌ إِسلامِيٌّ, مُنبَثِقٌ مِنَ العَقِيدَةِ الإِسلامِيَّةِ, وَمَأخُوذٌ مِنَ الأحكَامِ الشَّرعِيَّةِ, بِنَاءً عَلَى قُوَّةِ الدَّلِيلِ.
- الدُّستُورُ الَّذِي وَضَعَهُ حِزْبُ التَّحرِيرِ اعتُمِدَ فِي أخْذِهِ عَلَى كِتَابِ اللهِ, وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم, وَمَا أرشَدَا إِلَيهِ مِنْ إِجمَاعِ الصَّحَابَةِ وَالقِيَاسِ.
- الدُّستُورُ الَّذِي وَضَعَهُ حِزْبُ التَّحرِيرِ هُوَ دُستُورٌ إِسلامِيٌّ لَيسَ غَير, وَلَيسَ فِيهِ شَيءٌ غَيرُ إِسلامِيٍّ.
- الدُّستُورُ الَّذِي وَضَعَهُ حِزْبُ التَّحرِيرِ هُوَ دُستُورٌ لَيسَ مُختَصًّا بِقُطرٍ مُعَيَّنٍ, أو بَلَدٍ مُعَيَّنٍ, بَلْ هُوَ لِدَولَةِ الخِلافَةِ فِي العَالَمِ الإِسلامِيِّ, بَل فِي العَالَمِ أجْمَعَ.
- دَولَةُ الخِلافَةِ سَتَحْمِلُ الإِسلامَ رِسَالَةَ نُورٍ وَهِدَايَةٍ إِلَى العَالَمِ أجْمَعَ, وَتَعمَلُ عَلَى رِعَايَةِ شُؤُونِهِ, وَضَمِّهِ إِلَى كَنَفِهَا, وَتَطبِيقِ أحكَامِ الإِسلامِ عَلَيهِ.
- حِزْبَ التَّحرِيرِ يُقَدِّمُ هَذَا المَشرُوعَ إِلَى المُسلِمِينَ, وَيَسأَلُ اللهَ أنْ يُكرِمَهُمْ, وَأنْ يُعَجِّلَ بِتَحقِيقِ غَايَةِ مَسعَى المُؤمِنِينَ فِي إِقَامَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ, وَإِعَادَةِ الحُكمِ بِمَا أنزَلَ اللهُ؛ لِيُوضَعَ هَذَا المَشرُوعُ دُستُورًا لِدَولَةِ الخِلافَةِ. وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ.
وَقَبلَ أنْ نُوَدِّعَكُمْ إِخوَانَنَا الكِرَامَ وَأخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتِ, يَجدُرُ بِنَا أنْ نُقَدِّمَ لَكُمْ نُبذَةً عَنْ مَشرُوعِ دُستُورِ دَولَةِ الخِلافَةِ. هَذَا المَشرُوعُ استَنبَطَهُ الشَّيخُ هُوَ وَإِخوَانُهُ فِي قِيَادَةِ حِزْبِ التَّحرِيرِ, العُلَمَاءُ الأَجِلاءُ الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ, المُجتَهِدُونَ الَّذِينَ يَعلَمُونَ أُصُولَ الاجتِهَادِ, وَمِنْ ذَوِي الخِبرَةِ الدَّقِيقَةِ, فِي صِيَاغَةِ النَّصُوصِ القَانُونِيَّةِ, وَذَوِي الاطِّلاعِ الوَاسِعِ عَلَى التَّارِيخِ الإِسلامِيِّ, وَمَا ارتُكِبَتْ فِيهِ مِنْ أخَطَاءَ تَتعلق بِالحُكْمِ وَالإِدَارَةِ, جَرَّتِ الوَيلاتِ عَلى المُسلِمِينَ, فَعَمِلُوا عَلَى تَجَنُّبِهَا وَتَلافِيهَا فِي هَذَا المَشرُوعِ العَظِيمِ. فَجَاءَتْ مَوَادُّ هَذَا الدُّستُورِ – بِحَمدِ اللهِ وَتَوفِيقِهِ وَرِعَايَتِهِ – جَاءَتْ وَاضِحَةً وُضُوحَ الشَّمسِ فِي رَابِعَةِ النَّهَارِ, مُحَدَّدَةَ المَعَالِمِ, لا لَبسَ فِيهَا وَلا غُمُوضَ, نَقِيَّةً مِِنْ كُلِّ دَخِِيلٍعَلَى الثَّقَافَةِ الإِسلامِيَّةِ, عَذبَةً صَافِيَةً صَفَاءَ المَاءِ الزُّلالِ, لَيسَ فِيهَا شَوَائِبُ مِنْ غَيرِ الإِسلامِ تُعَكِّرُ صَفْوَهَا, بَلْ كُلُّهَا مُستَنبَطَةٌ مِنَ القُرآنِ الكَرِيمِ, وَالسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ المُطَهَّرَةِ, وَمَا أرشَدَ إِلَيهِ القُرآنُ وَأرشَدَتْ إِلَيهِ السُّنَّةُ مِنْ إِجمَاعِ الصَّحَابَة, وَالقِيَاسِ بِاجتِهَادٍ صَحِيحٍ.
لَقَدَ جَاءَ هَذَا الدُّستُورُ بِفَضْلِ اللهِ وَمَنِّهِ وَكَرَمِهِ, وَتَوفِيقِهِ وَرِعَايَتِهِ, جَاءَ مُصَاغًا صِيَاغَةً قَانُونِيَّةً دَقِيقَةً غَايَةَ الدِّقَّةِ – لا يَخِرُّ مِنهَا المَاءُ -كَمَا يَقُولُونَ. وَتَمَّ عَرضُ صِيَاغَتِهِ – كَمَا عَلِمْتُ – عَلَى أكبَرِ المُحَامِينَ المُختَصِّينِ بِالصِّيَاغَةِ القَانُونِيَّةِ, فَأظهَرُوا قُوَّةَ انبِهَارَهُمْ, وَشِدَّةَ إِعجَابِهِم مِنْ دِقَّةِ صِيَاغَةِ ذَلِكَ الدُّستُورِ الإِسلامِيِّ, الَّتِي لا تَدَعُ مَجَالاً لإِيجَادِ ثَغرَاتٍ يَدخُلُ مِنْ خِلالِهَا أَصحَابُ الهَوَىَ, الطَّامِعُونَ بِالمَكَاسِبِ المَادِّيةِ لِلتَّحَايُلِ عَلَى نُصُوصِهِ, وَالتَّلاعُبِ بِمَدلُولاتِ مَوَادِهِ كَمَا فِي سَائِرِ الدَّسَاتِيرِ الوَضعِيَّةِ الأُخرَى.
لَمْ يَكتَفِ حِزْبُ التَّحرِيرِ بِصِيَاغَةِ دُستُورِ الدَّولَةِ الإِسلامِيَّةِ, بَلْ تَعَرَّضَ لِلدَّسَاتِيرِ الوَضعِيَّةِ فِي بِلادِ المُسلِمِينَ, وَنَقَضَهَا مِنْ جُذُورِهَا نَقضًا تَامًّا, بِحَيثُ لَمْ يُبقِ لَهَا قَائِمَةً. فَفِي مَطلَعِ السِّتينَاتِ انبَرَى الشَّيخُ أحمَدُ الدَّاعُور بِتَكلِيفٍ مِنْ أَمِيرِ الحِزْبِ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانَّيِّ لِنَقضِ القَانُونِ المَدَنِيَّ الأُردُنِيِّ, فَقَامَ بِذَلِكَ عَلَى أكمَلِ وَجْهٍ, وَبِكُلِّ جُرأَةٍ وَشَجَاعَةٍ, حَيثُ أُتِيحَ لَهُ المَجَالُ حِينَمَا كَانَ عُضوًا فِي مَجلِسِ النُّوَّابِ, وَقَد أُذِيعَ هَذَا النَّقضُ عَبرَ الإِذَاعَةِ الرِّسمِيِّةِ, وَكَانَ ذَلِكَ سَبَبًا فِي حَلِّ مَجلِسِ النُّوَّابِ فِي ذَلِكَ الزَّمَنْ. ثُمَّ تَتَالَى نَقْضُ الدَّسَاتِيرِ الوَضعِيَّةِ, فَتَمَّ نَقْضُ الدُّستُورِ الإِيرَانِيٍّ, وَنَقضُ الدُّستُورِ السُّودَانِيِّ, وَاليَمَنِيِّ وَالمِصرِيِّ, وَهَكَذَا دَوَالَيكَ.
وَعَلَى طَرِيقَتِنَا الرَّائِدَةِ فِي وَضْعِ الخَطِّ المُستَقِيمِ إِلَى جَانِبِ الخَطِّ الأعوَجِ؛ لِيَظهَرَ اعوِجَاجُهُ, وَضَعَ حِزُبُ التَّحرِيرِ دُستُورَ دَولَةِ الخِلافَةِ, إِلَى جَانِبِ الدَّسَاتِيرِ الوَضعِيَّةِ, فِي سَائِرِ البِلادِ الَّتِي حَاوَلَ أنْ يُقِيمَ فِيهَا دَولَةَ الإِسلامِ, فَفِي إِيرَانَ قَدَّمَ وَفْدُ حِزْبِ التَّحرِيرِ إِلَى الإِمَامِ الخُمَينِيِّ, دُستُورَ دَولَةِ الخِلافَةِ المُستَنبَطَ مِنْ كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِه, وَلَمَّا رَفَضَ الإِمَامُ الخُمَينِيُّ إِعلانَ قِيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ التي تَجمَعُ شَمْلَ جَمِيعِ المُسلِمِينَ, وَرَفَضَ وَضْعَ هَذَا الدُّستُورَ مَوضِعَ التَّطبِيقِ. ظَلَّ الوَفدُ مُقِيمًا هُنَاكَ حَتَّى حَصَلَ عَلَى مُسَوَّدَةِ الدُّستُورِ الإِيرَانِيِّ, فَقَامَ بِنَقضِهِ وَهُوَ هُنَاكَ, وَكَانَ عُنوَانُ هَذَا النَّقضِ: “نَصُّ نَقضِ مَشرُوعِ الدُّستُورِ الإِيرَانِيِّ المَطرُوحِ لِلمُنَاقَشَةِ فِي لَجنَةِ الخُبَرَاءِ”, وَيَتلُوهُ عُنوَانٌ ثَانٍ هُوَ: وَنَصُّ الدُّستُورِ الإِسلامِيِّ المَأخُوذُ مِنْ كِتَابِ اللهِ, وَسُنَّةِ رَسُولِهِ اللَّذَانِ قَدَّمَهُمَا حِزْبُ التَّحرِيرِ إِلَى الإِمَامِ الخُمَينِيِّ وَلَجنَةِ الخُبَرَاءِ. وَفِي السُّودَانِ نَقَضَ الحِزْبُ مَشرُوعَ الدُّستُورِ السُّودَانِيِّ, وَقَدَّمَ مَشرُوعَ دُستُورٍ إِسلامِيٍّ مَأخُوذٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ, وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم. وَفِي اليَمَنِ فَعَلَ كَمَا فَعَلَ فِي السُّودَانِ. الدُّستُورُ الإِسلامِيُّ يُمَثِّلُ الخَطَّ المُستَقِيمَ, وَالدُّستُورُ الإِيرَانِيِّ, وَغَيرُهُ مِنَ الدَّسَاتِيرِ الوَضعِيَّةِ تُمَثِّلُ الخَطَّ الأعوَجَ.
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, وَلِلحَدِيثِ بَقِيَّةٌ, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِمًا, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.