إرواء الصادي من نمير النظام الاقتصادي – إسهام الشيخ فتحي سليم في شرح مقدمة كتاب النظام الاقتصادي (ح6)
إرواء الصادي من نمير النظام الاقتصادي
إسهام الشيخ فتحي سليم في شرح مقدمة كتاب النظام الاقتصادي (ح6)
إعداد وتنسيق
الأستاذ محمد أحمد النادي
الحَمْدُ للهِ الذِي شَرَعَ لِلنَّاسِ أحكَامَ الرَّشَاد, وَحَذَّرَهُم سُبُلَ الفَسَاد, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى خَيرِ هَاد, المَبعُوثِ رَحمَةً لِلعِبَاد, الَّذِي جَاهَدَ فِي اللهِ حَقَّ الجِهَادِ, وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَطهَارِ الأمجَاد, الَّذِينَ طبَّقُوا نِظَامَ الِإسلامِ فِي الحُكْمِ وَالاجتِمَاعِ وَالسِّيَاسَةِ وَالاقتِصَاد, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ يَومَ يَقُومُ الأَشْهَادُ يَومَ التَّنَاد, يَومَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العِبَادِ.
أيها المؤمنون:
السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا إِروَاءُ الصَّادِي مِنْ نَمِيرِ النِّظَامِ الاقتِصَادِي وَمَعَ الحَلْقَةِ السَّادِسَةِ نُتَابِعُ فِيهَا استِعرَاضَنَا مَا جَاءَ فِي مُقَدِّمَةِ كِتَابِ النِّظَامِ الاقتِصَادِي لِلعَالِمِ وَالمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. وَحَدِيثُنَا عَنْ إِسهَامِ الشَّيخِ فَتحِي سَلِيم – رَحِمَهُ اللهُ- فِي شَرحِ مُقَدِّمَةِ كِتَابِ النِّظَامِ الاقتِصَادِي. نَقُولُ وَبِاللهِ التَّوفِيقُ:
اشتَمَلَ كِتَابُ “النِّظَامِ الاقتِصَادِيِّ فِي الإِسلامِ” عَلَى مُقَدِّمَةٍ فِكرِيَّةٍ قَيِّمَةٍ, عَمِيقَةٍ بَلْ مُستَنِيرَةٍ, استَغرَقَتْ اثنَتينِ وَأربَعِينَ صَفْحَةً, نَقَضَ فِيهَا الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ – رَحِمَهُ اللهُ- الأُسُسَ التِي يَقُومُ عَلَيهَا النِّظَامُ الاقتِصَادِيُّ فِي كُلٍّ مِنَ المَبدَأينِ: الرَّأسمَالِيِّ وَالاشتِرَاكِيِّ, فَاقتَلَعَهُمَا مِنْ جُذُورِهِمَا, ثُمَّ مَهَّدَ لِلحَدِيثِ عَنِ النِّظَامِ الاقتِصَادِيِّ فِي الإِسلامِ.
وَقَدْ كَانَ عَالِمُنَا الجَلِيلُ الشَّيخُ فَتْحِي سَلِيمْ “أبو غازي” رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى مِمَّنْ أسْهَمُوا إِسهَامًا كَبِيرًا وَوَاضِحًا فِي شَرْحِ وَتَبسِيطِ هَذِهِ المُقَدِّمَةِ, وَمِمَّا قَالَهُ فِي هَذَا الشَّأنِ: “يَعِيشُ العَالَمُ اليَومَ أَسوَأ عَيشٍ فِي ظِلِّ أَسوَأ نِظَامٍ, وَهُوَ النِّظَامُ الرَّأسِمَالِيُّ الذِي يَقُومُ عَلَى عَقِيدَةِ فَصْلِ الدِّينِ عَنِ الحَيَاةِ، وَيَعِيشُ أبنَاؤُهُ عَلَى القَوَاعِدِ وَالأُسُسِ التِي مَهَّدَتْ لِهَذَا العَيشِ البَهِيمِيِّ الرَّخِيصِ وَهِي الحُرِّياتُ الأَربَعُ: حُرِّيةُ العَقِيدَةِ، وَحُرِّيةُ الرَّأيِ، وَحُرِّيةُ التَّملُّكِ، وَالحُرِّيةُ الشَّخصِيَّةُ .
جَعَلُوا الوَاقِعَ مَصْدَرَ تَفكِيرِهِمْ، وَالنَّفعيَّةَ مِقْيَاسًا لأَعمَالِهِمْ، وَالأَكثَرِيَّةَ لِتَقرِيرِ الصَّوَابِ عِندَهُمْ؛ جَعَلُوا السِّيَادَةَ لِلشَّعْبِ، وَالأُمَّةَ مَصدَرُ السُّلْطَاتِ؛ فَأَقَامُوا النَّاسَ عَلَى أَسَاسٍ هَشٍّ وَأَرضِيَّةٍ مُتَمَيِّعَةٍ مُتَرَجْرِجَةٍ، لا تَستَقِرُّ عَلَى حَالٍ، وَجَعَلُوا الحَلَّ الوَسَطَ فَيصَلاً، فَلا حُدُودَ لِلقِيَمِ، وَلا مِيزَانَ لِلمُثُلِ. وَهَكَذَا فَالقَوِيُّ بِقُوَّتِهِ وَتَفَوُّقِهِ، وَالضَّعِيفُ عَلَى ذِلِّهِ وَمَسكَنَتِهِ؛ تَأكُلُ الكِلابُ الوَجْبَاتِ الدَّسِمَةَ، وَيُخَصَّصُ لَهَا أَطِبَّاءُ يُعَالِجُونَهَا، وَحَمَّامَاتٌ تَتَبَرَّدُ فِيهَا، فِي حِينِ أَنَّ المَلايِينَ مِنَ الهَيَاكِلِ البَشَرِيَّةِ بَينَ الحَيَاةِ واَلمَوتِ، يَتَسَاقَطُونَ فِي الشَّوَارِعِ، وَمَلايِينَ آخَرِينَ يَقذَفُ بِهِمُ الظُّلمُ إِلَى المَهَاجِرِ تَارِكِينَ مَنَازِلَهُمْ وَدِيَارَهُمْ نَجَاةً بِحَيَاتِهِمْ، وَمَلايِينَ أَمثَالَهُمْ يُمنَعُونَ مِنْ رُكُوبِ الحَافِلاتِ وَدُخُولِ المُتَنَزَّهَاتِ وَالالتِحَاقِ بِالجَامِعَاتِ لِسَوَادِ بَشرَتِهِمْ”.
أيها المؤمنون:
هَذَا هُوَ النِّظَامُ الاقتِصَادِيُّ الرَّأسْمَالِيُّ الذِي أَوصَلَ البَشَرِيَّةَ إِلَى هَذَا الدَّرْكِ الأَسفَلِ مِنَ العَنَاءِ وَالشَّقَاءِ؟ تَعَالَوْا بِنَا نَتَبَيَّنُ الأُسُسَ التِي يَقُومُ عَلَيهَا مَبدَؤُهُمْ؟ مَا هِيَ نَظرَتُهُمْ لِلحَيَاةِ؟ مَا هُوَ فَهْمُهُمْ لِلمَشَاكِلِ؟ وَمَا هُوَ عِلاجُهُمْ لَهَا؟
تَرَكَّزَتْ عِندَ الرَّأسْمَالِيِّينَ فِكرَةُ فَصْلِ الدِّينِ عَنِ الحَيَاةِ، وَآمَنُوا وَاستَسلَمُوا لِقِيَادَتِهَا، وَوَضَعُوا العَقِيدَةَ النَّصرَانِيَّةَ فِي أَيدِي حِفْنَةٍ مِنْ رِجَالِ الدِّينِ, وَحَصَرُوا هَذِهِ العَقِيدَةَ الرُّوحِيَّةَ فِي سَرَادِيبِ الكَنَائِسِ، وَتَفَرَّغُوا لِلحَياةِ الدُّنيَا وَانسَاقُوا وَرَاءَ المُتَعِ وَالمَلَذَّاتِ, وَرَكَضُوا وَرَاءَ المَالِ وَالجِنْسِ مُبعِدِينَ عَنْ أَذهَانِهِمْ شَيئًا اسْمُهُ اليَومُ الآخِر؛ فَبَرَزَ مِنهُمْ عُلَمَاءُ كَثِيرُونَ، وَضَعُوا النَّظَرِيَّاتِ المُتَعَدِّدَةَ، وَقَامُوا بِدِرَاسَاتٍ وَإِحصَائِيَّاتٍ وَأبحَاثٍ, وَمِنْ أشْهَرِ هَؤُلاءَ: آدَمُ سمِيث, وَرِيكَاردُو, وَمَارشَال, وَمَاركس, وَمَالتُوس, وَآخَرُونَ. تَنَاوَلُوا هَذَا الإِنسَانَ مِنْ ظَاهِرِهِ المَادِيِّ فَقَطْ، فَحَصَرُوا حَاجَاتِهِ فِي تَحقِيقِ القِيمَةِ المَادِيَّةِ، وَأهمَلُوا بَاقِي جَوَانِبَ حَيَاتِهِ مِثْلَ تَحقِيقِ القِيَمِ الرُّوحِيَّةِ وَالإِنسَانِيَّةِ وَالخُلُقِيَّةِ؛ ثُمَّ تَنَاوَلُوا بِالبَحْثِ مَوضُوعَ إِشبَاعِ هَذِهِ الحَاجَاتِ مِنْ زَاوِيَةٍ مَادِّيةٍ فَقَطْ. فَوَضَعُوا أُسُسًا ثَلاثَةً، بَنَوا عَلَيهَا اقتِصَادَهُمْ، وَانصَبَّتْ عَلَيهَا دِرَاسَاتُهُمْ وَأَبحَاثُهُمْ، وَنَظَرِيَّاتُهُمْ. هَذِهِ الأُسُسُ الثَّلاثَةُ هِيَ:
- الندرة النسبية: وَهِيَ عَدَمُ كِفَايَةِ السِّلَعِ وَالخِدْمَاتِ المَحدُودَةِ لإِشبَاعِ الحَاجَاتِ المُتَجَدِّدَةِ وَالمُتَعَدِّدَةِ لِلإِنسَانِ. وَهَذِهِ هِيَ المُشكِلَةُ الاقتِصَادِيَّةُ التِي تُوَاجِهُ المُجتَمَعَ لَدَيهِمْ.
- القيمة: قِيمَةُ الشَّيءِ المُنتَجِ، وَهِيَ أَسَاسُ الأَبحَاثِ الاقتِصَادِيَّةِ وَأَكثَرُهَا دِرَاسَةً.
- الثمن: وَالدَّورُ الذِي يَقُومُ بِهِ فِي الإِنتَاجِ وَالاستِهلاكِ وَالتَّوزِيعِ، وَهُوَ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ فِي النِّظَامِ الاقتِصَادِيِّ الرَّأسِمَالِيِّ.
بَحَثُوا فِي هَذَا الإِنسَانَ نَاحِيَتَينِ اثنَتَينِ هُمَا: الحَاجَاتُ التِي تَتَطَلَّبُ الإِشبَاعَ، وَوَسَائِلُ إِشبَاعِهَا مِنْ سِلَعٍ وَخِدْمَاتٍ. فَقَالُوا: إِنَّ هَذِهِ الحَاجَاتُ لا تَكُونُ إِلاَّ مَادِّيةً, وَتَوَسَّعُوا فِيهَا، حَتَّى جَعَلُوهَا بِلا حُدُودٍ، أي قَالُوا إِنَّ الحَاجَاتِ غَيرُ مَحدُودَةٍ وَهِيَ مُتَعَدِّدَةٌ وَمُتَجَدِّدَة.
ثُمَّ قَالُوا: إِنَّ وَسَائِلَ الإِشبَاعِ وَهِيَ السِّلَعُ وَالخِدْمَاتُ مَهْمَا كَثُرَتْ فَهِيَ مَحدُودَة. فَيَبقَى الفَارِقُ بَينَ الحَاجَاتِ غَيرِ المَحدُودَةِ، وَوَسَائِلِ الإِشبَاعِ المَحدُودَةِ وَاسِعًا جِدًّا؛ فَلا تَكفِي الوَسَائِلُ المَحدُودَةُ لإِشبَاعِ الحَاجَاتِ غَيرِ المَحدُودَةِ. وَهُنَا تَبرُزُ عِندَهُمُ المُشكِلَةُ الاقتِصَادِيَّةُ.
يَقُولُونَ: إِنَّ هُنَاكَ صِرَاعًا مُتَواصِلاً بَينَ الإِنسَانِ وَالطَّبِيعَةِ المُحِيطَةِ بِهِ، مِنْ أَجْلِ إِيجَادِ حَلٍّ لِمَا يُسَمُّونَهُ (المُشكِلَةَ الاقتِصَادِيَّةَ) إِنَّ أَصْلَ وُجُودِ هَذِهِ المُشكِلَةِ هِيَ فِي مُحَاوَلَةِ الفَرْدِ أَوِ المُجتَمَعِ إِشبَاعَ حَاجَاتِهِ غَيرِ المَحدُودَةِ. وَكَونُهَا غَيرُ مَحدُودَةٍ، لأَنَّ الحَاجَاتِ فِي نَظَرِهِمْ لَيسَتْ مُقتَصِرَةً عَلَى مَا هُوَ فِطْرِيٌّ بِمَا يَلزَمُ حِفْظَ كَيَانِ الإِنسَانِ, بَلْ تَزدَادُ هَذِهِ الحَاجَاتِ نَظَرًا إِلَى مَيلِ الإِنسَانِ أو رَغبَتِهِ المُكتَسَبَةِ إِلَى التَّكَاثُرِ وَالتَّنوِيعِ فِي الاستِهلاكِ مَعَ تَطَوُّرِ المُجتَمَعِ الذِي يَعِيشُ فِي ظِلِّهِ.
وَيَقُولُونَ: إِنَّ ظَاهِرَةَ النُّدرَةِ لَيسَتِ الطَّبِيعَةُ وَحدَهَا هِيَ المَسؤُولَةُ عَنهَا، بَلْ هُنَاكَ جَانِبٌ آخَرُ، وَهُوَ يَرجَعُ إِلَى التَّقدُّمِ المُستَمِرِّ لِلبَشَرِيَّةِ فِي السَّيطَرَةِ عَلَى القُوَى التِي تَزِيدُ مِنْ نَاتِجِ الطَّبِيعَةِ، مِمَّا أَدَّى إِلَى نُمُوِّ تَزَايُدِ وَتَعَدُّدِ الحَاجَاتِ، وَهُوَ مَا يُشِيرُ وَيُؤَكِّدُ مَسؤُولِيَّةَ الطَّبِيعَةِ الآدَمِيَّةِ, عَنْ وُجُودِ وَاستِمرَارِ هَذِهِ الظَّاهِرَةِ. بمعنى أنَّ الإِنسَانَ مَسؤُولٌ أيضًا عَنْ وُجُودِ وَاستِمرَارِ ظَاهِرَةِ النُّدرَةِ.
قَبلَ أَنْ نُوَدِّعَكُمْ مُستَمِعِينَا الكِرَامَ, وَعَلَى طَرِيقَةِ رَسْمِ الخَطِ المُستَقِيمِ بِجَانِبِ الخَطِّ الأعوَجِ؛ لِيَظَهَرَ اعوِجَاجُهُ, نُذَكِّرُكُمْ بِأَبرَزِ الأخطَاءِ التِي وَقَعَ فِيهَا الرَّأسمَالِيُّونَ, ثُمَّ نُعطِي البَدِيلَ الصَّحِيحَ لِكُلٍّ مِنهَا فِي الإِسلامِ:
- جَعَلُوا الوَاقِعَ مَصْدَرَ تَفكِيرِهِمْ. وَكَانَ الأَجدَرُ بهِمْ أنْ يجعَلُوهُ مَوضِعَ تَفكِيرِهِم لِتَغيِيرِهِ وَالنُّهُوضِ بِهِ.
- جَعَلُوا النَّفعيَّةَ مِقْيَاسًا لأَعمَالِهِمْ. بَينَمَا المِقيَاسُ الصَّحِيحُ لِلأعمَالِ فِي الإِسلامِ هُوَ الحَلالُ وَالحرَامُ.
- جَعَلُوا الأَكثَرِيَّةَ لِتَقرِيرِ الصَّوَابِ عِندَهُمْ. لَيسَتِ الأكثَرِيَّةُ دَائِمًا عَلَى صَوَابٍ, وَقَد يَحتَاجُ تَقرِيرُ الصَّوَابِ إِلَى مُرَاجَعَةِ أهلِ الاختِصَاصِ.
- جَعَلُوا السِّيَادَةَ لِلشَّعْبِ. وَالسِّيَادَةُ فِي الإِسلامِ لِلشَّرعِ وَلَيسَتْ لِلشَّعْبِ.
- جَعَلُوا الأُمَّةَ مَصدَرُ السُّلْطَاتِ. بَينَمَا السُّلطَانُ فِي الإِسلامِ لِلأُمَّةِ, فَهِيَ التِي تُنَصِّبُ الخَلِيفَةَ, وَتُعطِيهِ سُلْطَانَهَا لِيَنُوبَ عَنهَا فِي تَطبِيقِ أحكَامِ الشَّرعِ عَلَيهَا.
- جَعَلُوا الحَلَّ الوَسَطَ فَيصَلاً. وَالحُكمُ الفَيصَلُ فِي أيَّةِ قَضِيَّةٍ هُوَ أنْ يَأخُذَ كُلُّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ.
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, وَلِلحَدِيثِ بَقِيَّة, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الَمولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.