Take a fresh look at your lifestyle.

إقامة الخلافة بيد الأمة

إقامة الخلافة بيد الأمة

 

(مترجم)

 

بدأ التقويم الإسلامي بهجرة رسول الله وأصحابه من مكة نحو المؤمنين بدينه في يثرب (المدينة) بعد أن تبنوا الدعوة الإسلامية وأطاعوا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فقدموا له الحماية ليستمر في نشر الإسلام للعالم. إقامة الدول الإسلامية هناك صارت حدثاً عظيماً للإسلام والمسلمين.

 

ولكن بعد 13 قرناً على وصول نور الإسلام إلى مناطق وشعوب مختلفة، لا بد من تذكر تاريخ مؤلم وهو هدم الخلافة، الذي يأتي في 28 رجب 1342ه وها هي 97 عاماً على ظلم القوانين التي اخترعها الناس والواقع على الذين حمتهم الخلافة من مسلمين وغير مسلمين، أعداء الإسلام وعلى رأسهم الملعون إبليس حرموا المسلمين من دولتهم فسحبوا إلى النار وراءهم شعوباً كاملة، ممن حملوا المشروع الشيوعي المبني على الإلحاد وآخرين حملوا الديمقراطية. هؤلاء الأعداء لا يزالون حتى اليوم يعملون على حرف المسلمين عن طريقهم الحق ويعيقونهم في ثقافتهم، يقتلون ويلاحقون كل من يعمل لإقامة الخلافة.

 

أحد أعداء الإسلام هؤلاء هي وريثة الاتحاد السوفيتي، روسيا، التي لا تخفي حقدها على المشروع الإسلامي السياسي، الخلافة، وهو ظاهر من خلال مشاركتها في إطلاق النار على أهل سوريا لعملهم على قلب نظام أسد الطاغية العلماني وإقامة الحكم الإسلامي. موسكو تخشى كثيراً من النهضة الإسلامية في آسيا الوسطى والمناطق المحتلة كالقفقاز، وغيرها حيث يزداد وعي المسلمين على ضرورة الخلافة ويصغون لدعوة حزب التحرير للعمل على إقامتها.

 

لذلك فقد صرح النائب الأول لمدير المخابرات الروسية في اجتماع دول شنغهاي سيرغي سميرنوف قائلاً: “حزب التحرير الإسلامي خطر جداً برأينا، من جهة نشاطه ودعوته”.

كل ما في يد روسيا للوقوف ضد الدعوة لإقامة الخلافة على منهاج النبوة هو الظلم والقسوة بحق المسلمين، وهي تمنع كل ما من شأنه نشر الإسلام وتضطهد أعضاء حزب التحرير تحت ذريعة التهم الكاذبة بممارسة (الإرهاب). هذه الحرب ضد الإسلام لا يمكن أن تبعد المسلمين عن ضرورة إقامة الخلافة، وهي تثبت ظلم الأنظمة غير الإسلامية وتقوي الإيمان بالله.

 

لا يمكن اعتقال فكرة ضرورة الخلافة ووضعها بين جدران المعتقلات، ولا يمكن إخفاؤها عن المسلمين، كما أنه من المستحيل منع نهوض الأمة الإسلامية في بقع معينة بغض النظر عن محاولات الكفار تقسيم المسلمين لأجزاء، فستظل جزءًا واحداً من حيث الإيمان بالله. أما المعتقلون بسبب نشاطهم في العمل لإقامة الخلافة، فإنهم سيأخذون الأمة إلى جانبهم في طريق النهضة الإسلامية.

 

دول الغرب تحارب الإسلام ولكنها تحاول إخفاء هذه العداوة لتضلل المسلمين بواسطة الديمقراطية. وفي الوقت نفسه يؤيدون الحكام الظلاميين الطواغيت في بلاد المسلمين ويكذبون بواسطة العلماء الذين يؤيدون أنظمة الحكم غير الإسلامية. ولكن  ضرورة تطبيق الإسلام، أي إقامة الخلافة أمر بدهي لدرجة أنه لا يستطيع إنكارها أي “عالم”. هذا كان واضحاً جداً حين تم تكليف بعض “العلماء” إثبات أن خلافة تنظيم الدولة لا تتطابق مع أحكام الشرع مما اضطرهم إلى القول بأن الحياة في ظل الخلافة هي حلم كل مسلم، وأما تنظيم الدولة فلا يملك حقاً شرعياً أن يعلنها.

 

سبب فشل جعل المسلمين ديمقراطيين ومشكلة “العلماء” في حماية أشكال الحكم غير الإسلامية يتلخص في أن الإسلام يختلف عن النصرانية واليهودية بوجود نظام للحياة فيه لا يمكن عزله عن القرآن والسنة ويؤكده 13 قرناً من وجود الخلافة التي لم تطبق شيئاً غير الأحكام الشرعية. وهكذا فإن رغبة أعداء الإسلام في إبعاد المسلمين عن سعيهم لإقامة دولتهم لم تجدِ نفعاً. الأمر بقي منوطاً بالأمة التي يجب عليها أن تعمل بأقصى طاقة لإقامة الخلافة باتباع طريقة النبي e وساعتها سيعين الله سبحانه المسلمين بنصره، وستعود منارة عدل الحكم بالإسلام وسترعى رعاياها بالشكل المطلوب. قال الله عز وجل: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ﴾.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سليمان إبراهيموف

2018_04_14_Art_The_establishment_of_the_Khilafah_by_the_Ummah_AR_OK.pdf