قَادَةُ البِلَادِ هُمْ أُسُّ خَرَابِهَا وَضَنَكِ أهْلِهَا لِاتِّبَاعِهِمْ نَهْجَ الكَافِرِيْنَ
الخبر:
كشفَتْ وثائقُ مُسرَّبَة مِن وَزارَة المالية والمُفوَّضيَّة العُليا لحُقوق الإنسَان في العراق، يومَ الثلاثاء (17من نيسَان الجَاري) عن اختِفاء نَحوِ تريليون و170 مليار دينار مُخصَّصة لشراء الأدوية ومادَّة التخدير، في وقت تفتقرُ المُستشفيات الحكومية لتلك المُستلزمات بشكل خطير مَا أدَّى إلى تأجيل عددٍ لا حَصرَ له من العمليَّات الجِراحيَّة المُقررِ إجرَاؤها للمواطنين. وأكدَتْ المُفوَّضِيَّةُ المَذكورة – لدَى اتصَالها بمَكتب وزيرة الصِّحة عَدِيلة حَمود – أنَّهَا أعْلِمَتْ بأنَّ نقصَ الأدوية ومَادة التخدير يَعُودُ لعَدم صَرف وزارة المالِيَّة المتبقِّيَ من ميزانيَّة الصِّحَّة لإتمام شِراء تلك الأدوية..! فخاطبَتْ رئيسَ الوزراء العباديّ لحل الأزمة، فكان رَدُّ الماليَّة أنَّها صَرفَتْ جميعَ مُخصَّصاتِ وزارة الصِّحَّة بمُوجب الكشوف التي تلقتها من الشركة العامة للمُستلزمات الطبيَّة/ التابعة لوزارة الصِّحَّة نفسها..! ( شبكة أخبار العراق).
التعليق:
إنَّ خبراً كهذا يُنبِئُ عن نفسهِ، بما يُغني عن أيِّ تعليق، ولو تَتَبَّعنا تفاصِيلَ الفَضِيحةِ، لوجدناها تقِفُ عندَ حُدود ضَيَاع المبلغ الهائل الذي يفوق مليار دولار..! دُونَ بَحْثٍ عمَّا آلَتْ إليه، ذلك أنَّ الوزيرة تُوصَفُ بأنَّها قيادِيَّةُ في حِزبِ الدَّعوةِ الإسلاميَّة المُمسِكِ بأغلب مفاصل الحُكم، ومنها الوزاراتُ السِّيادِيَّة – إنْ كان هناك سيادة – وليسَ هذا الخبرُ بِدْعاً مِما يَحصلُ في عراق ما بعد الاحتلال الأمريكيِّ الغاشِم. فلقد عمَّ الفسادُ وطمَّ بكل معانيهِ، فلا تكاد تخلو وزارة أو مُؤَسَّسَةٌ من أمثال تلكَ الفضائح، رغمَ شِعَارَات مُحاربة الفساد واجتثاث المُفسدينَ التي لا ينفكُّ العباديُّ يُعلِنُ عنها في كلِّ مُناسبة.
لكنَّ ما يُخِلُّ بمِصداقِيَّةِ ذلك، مُنَاشَداتٌ يُطلِقُهَا كثيرٌ من السَّاسَةِ والنُّوَّاب مُطالبينَ بكَشفِ الحقَائقِ وتقديم الجُنَاةِ للعَدالةِ وبشَكلٍ عَلنِيٍّ.. مثالُ ذلك ما طالبَتْ بهِ النائبة نهلة الهَبابيُّ – القياديَّة في تَحالف “الفتح” برِئَاسَةِ هادي العامريّ – رَئيسَ الوزراء العباديَّ لِلبَدء بمُحاربَة الفسَاد انطلاقاً من قائمته الانتخابية، مُشيرة إلى وجود مُرشَّحينَ فاسِدينَ يتصدَّرون ائتلافَ النصر الذي يتزعَّمُه العباديّ..! وليسَ هذا فحَسب، فقد تَوَقَّعَ النائبُ عقيل عبد حسين – عن كتلة الأحرار بزعامة الصَّدر – تضَاعُفَ أعدادِ الفاسِدينَ في الدَّورَةِ البرلمانية المُقبلة بسَبب استمرارِ ما أسمَاها “العُبوديَّةُ الطوعِيَّة” التي تتّبعها الكتلُ السِّياسِيَّة الكبيرة.
إنَّ ما عرَضناهُ من نَماذِجِ الفسَاد، لهُوَ غَيضٌ من فَيض، فلا يلوحُ بَصِيصُ أملٍ في تَحَسُّنِ الأوضاع بعدَ الانتخاباتِ القادمةِ في 2018/5/12 لأنَّ الكُتل السِّياسِيَّةَ والأحزاب المُشَاركَةَ فيها، هي عَينُها التي انخرطتْ في العمليَّةِ السِّياسِيَّةِ الشَّوهَاء التي وضَعَ الكافرُ المُحتلُّ أسَاسَها.. غيرَ أنَّ هناكَ فرقاً يُلاحَظُ من خلال الدِّعَايَةِ الانتخابية هذهِ المَرَّة، ألا وهوَ وَسْمُ يافِطات بعض المُرشَّحِين بعباراتٍ مثل: (تحالفٌ مَدَنِيٌّ) أو (قائمَةٌ مَدَنِيَّة) هُروباً من العَار الذي لصَقَ بهم – فيما مَضى – جرَّاءَ انتسابهِم للأحزابِ التي دَعَوها إسلاميَّة زوراً وبُهتانا، لما آلَتْ إليهِ أحوالُ العراقِ من فَقرٍ وبَطالةٍ وكساد اقتصادٍ، وتصنِيفِهِ في قوائم البلدان الفاشلة على جميع الأصعِدَة، ولقد صدق فيهم قول رَبِّنا سُبحانَهُ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الواثق – العراق