هل السعودة هي الحل لمشكلة البَطالة؟
(1 من 7)
للرجوع لصفحة الفهرس اضغط هنا
إن الحديث عن البَطالة قديم متكرر ما دامت الأنظمة الرأسمالية، كما أن الحديثَ عن السعودة قديمٌ متكرر أيضا، إلا أن الحكومة السعودية اتخذت مؤخرا إجراءاتٍ عمليةً متسارعة جدا، ما جعل الحديث عن هذا الموضوع أمرا لازما في هذا الوقت، وسنناقش في هذه المقالة النسب التي أعلنتها الحكومة السعودية وأبرز الإجراءات التي قامت بها ومدى جديتها في حل مشكلة البطالة، بالإضافة إلى الحلول الشرعية التي يجب على الدولة الإسلامية الحقيقية اتخاذها لضمان حل هذه المشكلة، وعلى الله التكلان..
المحور الأول: حول مفهوم البطالة ونسبتها في السعودية:
بحسب الهيئة السعودية العامة للإحصاء فإن معدل البطالة للسكان السعوديين للربع الثالث من عام 2017 هو 12.8، والمعدل العام هو 5.8 (سعوديون وغير سعوديين)، وعدد المتعطلين السعوديين 745,148، والسعوديون الباحثون عن عمل 1,231,549، وقوة العمل من السعوديين 5812,324، علما بأن إجمالي عدد السكان (32,552,336)، يقدر عدد السعوديين منهم وفقاً لنتائج المسح (20,408,362) يشكل الذكور ما نسبتــه (50,94%) منهم، مع أخذ المصطلحات التالية بعين الاعتبار:
1- معدل البطالة هو نسبة عدد المتعطلين إلى إجمالي قوة العمل.
2- قوة العمل: هم جميع الأفراد (15 سنة فأكثر) المشتغلين والمتعطلين عن العمل.
3- المتعطلون: هم الأفراد (15 سنة فأكثر) الذين كانوا خلال فترة الإسناد الزمني: بدون عمل خلال الأسبوع السابق لزيارة الأسرة، أو بحثوا عن عمل بجدية خلال الأسابيع الأربعة السابقة لزيارة الأسرة ويشمل ذلك الذين لم يقوموا بالبحث عن عمل خلال الأسابيع الأربعة السابقة لزيارة الأسرة بسبب انتظار الحصول على عمل أو قادرون على العمل ومستعدون للالتحاق به في حال توفره خلال الأسبوع السابق لزيارة الأسرة.
المحور الثاني: حقيقة وحجم المشكلة:
أولا: إن معدل البطالة المعتمد دوليا في السعودية هو 5.8% (TradingEconomics)، وهي نسبة تضعها في المرتبة 75 من 181 عالميا، متفوقة (أي نسبتها أقل) على الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو وتركيا وإسبانيا والسويد وبلجيكا والبرتغال والبرازيل والأرجنتين وفنزويلا وإيران والكثير من دول أوروبا وإفريقيا وأمريكا عدا عن العرب، فليست بدعا من الدول، فالبطالة مستشرية في كل العالم دون استثناء تقريبا، فالمشكلة عالمية وليست محلية، ولو كانت بسبب العمالة الأجنبية في السعودية لكانت فيها فقط، ومع ذلك فإن الحكومة السعودية تركز على ارتفاع النسبة الخاصة بالسعوديين وهي (12.8) فلا بأس فليكن بحثنا منصبا على ذلك..
ثانيا: بعض الأرقام والنسب الإحصائية: (حسب موقع الهيئة السعودية للإحصاء)
1) نسبة البطالة العامة هي (12.8)، وكعدد (745,148)، الذكور منهم 254,108 (439,676 إناث)، والذكور الجامعيون هو 65,119، والذكور من 25 عاما فما فوق هو 119,871.
علما أنها كانت (11.7) بنهاية 2014 و12.1 بنهاية 2016. والعدد كان 651,305 بنهاية 2014 و693,784 بنهاية 2016 فالأرقام بازدياد، أي أن إجراءات الحكومة منذ عهد سلمان تؤتي نتائج عكسية..
2) نسبة بطالة الذكور السعوديين هي (5.7) والذي رفع النسبة العامة هو بطالة الإناث وهي (34.5).
3) نسبة بطالة الذكور إلى عدد السكان (بنهاية 2016) هي 3.7 وهي نسبة قليلة.
4) نسبة البطالة بين السعوديين الذكور من عمر 25 إلى 65 هي (1.89) وهي نسبة قليلة جدا.
5) النسبة المرتفعة هي من عمر 20 إلى 24 وتبلغ (26.97)، وأراها طبيعية لأنها ستشمل من لم يحالفه الحظ في الثانوية والخريجين الجامعيين الجدد وهما الأشد معاناة في البحث عن عمل في كل مكان..
6) نسبة البطالة بين الذكور السعوديين الجامعيين هي (3.42) ولو أضفنا لها حملة الثانوية والدبلوم فلا تتجاوز (4.95) وهي نسبة عادية أخذا بعين الاعتبار النقطة السابقة.
7) أما الفئة التي رفعت النسبة العامة بين الذكور فهي من عمر 15 إلى 19 (40.53) ولا أدري لماذا الإصرار على زج هذه الفئة في الإحصائية رغم أن هذا عمر طالب المدرسة، ولا أجد تفسيرا سوى التقليد الأعمى للغرب الرأسمالي الذي يستقل فيه الفرد من 15 سنة واتباعا للأسس الإحصائية التي وضعوها حسب حاجة مجتمعاتهم، والحقيقة أن الغرب الرأسمالي حيرنا بتناقضاته، فتارة يقول لنا إن من دون 18 هم أطفال قصّر لا يحق تشغيلهم لمنع عمالة الأطفال ولا يحق تزويجهم لمنع زواج القصّر، ثم يقول إن نسبة البطالة تحسب من 15!! ولا عجب فالنظام الوضعي كله تناقضات، كما أنني لا أجد تفسيرا للإصرار على الزج بالنساء في نسب البطالة، إلا اتباع سنن الغرب شبرا بشبر وذراعا بذراع…
(يتبع…)
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن إبراهيم – بلاد الحرمين الشريفين
2018_04_01_Art_Is_Saudization_the_solution_to_the_problem_of_unemployment_1_AR_OK.pdf