تصريح مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة نيكي هايلي: “لم يكن هدفنا يوما رحيل بشار الأسد وإنما منع وقوع حرب في سوريا” في الميزان
تصريح مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة نيكي هايلي:
“لم يكن هدفنا يوما رحيل بشار الأسد وإنما منع وقوع حرب في سوريا”
في الميزان
الخبر:
قالت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، أمس، إن بلادها لن تسحب قواتها من سوريا إلا بعد أن تحقق أهدافها.
جاء ذلك خلال حديثها لقناة “فوكس نيوز”، موضحة أن الولايات المتحدة الأمريكية “لن تنسحب قبل تحقيق 3 أهداف”.
وبينت أن الأهداف الثلاثة هي “ضمان عدم استخدام الأسلحة الكيماوية بأي شكل يمكن أن يعرض مصالح الولايات المتحدة للخطر”، و”هزيمة تنظيم الدولة نهائيا”، و”ضمان وجود نقطة مراقبة جيدة لمتابعة ما تقوم به إيران”.
وأضافت: “هدفنا أن تعود القوات الأمريكية للوطن لكننا لن نسحبها إلا بعد أن نتيقن من أننا أنجزنا هذه الأمور”.
وقالت هايلي: “لم يكن هدفنا يوما رحيل بشار الأسد وإنما منع وقوع حرب في سوريا”.
التعليق:
لا مفاجأة في تصريحات المسؤولين الأمريكان، لكنها تصريحات تفيد في إيقاظ المغفّلين من غفلتهم، وصفعة على وجوه الذين حاولوا تضليل الناس عموماً وأهل الشام خصوصاً بقولهم إنّ أمريكا “وسيط” نزيه في القضية السورية.
وهي كذلك ركلةٌ لكلّ من صنعتهم أمريكا من مجلسٍ وائتلافٍ وهيئات ومنصّات، الذين زعموا حرصهم على البلاد ورفضهم للنظام زوراً وكذباً!!
أمّا فيما يتعلق بتصريحات المسؤولة الأمريكية:
• أمريكا صنعت جماعات تزعم أنها تحمل الإسلام وتعمل له، في حين إن الواقع أثبت أنّها تعمل على تشويه الإسلام، وجذب الكثير من الناس الذين ظنّوا بهم خيراً ليزجّوهم في أتون حربٍ كاذبة ضدّ النظام ليحرقوهم.
• أمّا بالنسبة للأهداف الثلاثة:
– فإن ظاهر كلامها واضح بأن مسألة السلاح الكيميائي هي أنّ أمريكا تعمل على منع استخدامه (ضدّ مصالحها) بمعنى: أنّ استخدامه الآن وسابقاً من قبل النظام ضدّ أهل الشام مسموحٌ، لأن هذا الاستخدام لا يؤثر على مصالح أمريكا، بل على العكس تماماً فهو سلاحٌ بيد النظام الذي تعمل أمريكا على المحافظة عليه.
– أمّا الهدف الثاني وهو القضاء على تنظيم الدولة نهائياً: فمعلوم أنّ هذا التنظيم – على أقلّ تقدير وتوصيف – يخدم مصالحها ولا يعارضها، ويسيء للشام كما يسيء للإسلام، ويعلم كلّ واعٍ بأنه مجرد ذريعة للنيل من المسلمين.
– أمّا الهدف الثالث والذي هو “ضمان وجود نقطة مراقبة جيدة لمتابعة ما تقوم به إيران” فهو كذلك يدخل في نطاق الكذب والتضليل؛ إذ إنّ إيران جنديّ من جنود أمريكا، الآن ومن قبل، خدمتها في أفغانستان وخدمتها في العراق وهي تنفذ اليوم المطلوب منها في الشام، وتصريحات الساسة الإيرانيين واضحة في هذا السياق، فلم تعد هذه الخدعة أو الكذبة تنطلي على عاقل.
إذن، ما زعموه بأنها “أهداف” ليس إلا تصريحاً للاستهلاك الإعلامي، لا قيمة له ولا واقع.
أمّا ما له قيمة في هكذا تصريح فهو ما قالته المندوبة الأمريكية بعد أن ذكرت تلك الأهداف التضليلية وهو: أنّ أمريكا لم يكن هدفها يوماً التخلص من النظام السوري، وهذا هو المهم في كلّ ما قالته، وهذا ما يجب التأكيد دائماً عليه وإبرازه لتفنيد أكاذيب كلّ الذين صنعتهم أمريكا ومخابراتها وزعموا أن هدفهم إسقاط النظام.
إليهم جميعاً:
سيسقط النظام بإذن الله، فالظلم لا يدوم مهما كان جبّاراً ومؤلماً، كما ستسقط مشاريع الأمريكان والكافرين أجمعين، لأنهم يعادون الله ودينه وعباده ويسعون في الأرض فساداً وتقتيلاً.
نسأل الله أن يُهلك الظالمين بالظالمين وأن يهيّئ للأمة أمر رُشد يعزّ به أولياؤه ويذلّ به أعداؤه، وأن يُمكّن للمسلمين في الأرض بدولة وإمام يحفظ الدّين ويحمي العباد وينتقم للمظلومين ويحقق العدل في أرض الله وما ذلك على الله بعزيز.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رولا إبراهيم – بلاد الشام