Take a fresh look at your lifestyle.

التململ العلني بدأ يظهر بين أبناء بلاد الحرمين

 

التململ العلني بدأ يظهر بين أبناء بلاد الحرمين

 

 

الخبر:

 

أصدرت وزارة التعليم تعميما مهما بشأن الدخول في مساجلات فكرية ومذهبية داخل مؤسساتها، محذرة من أنها ستتخذ جميع الإجراءات النظامية بحق المتجاوزين. (صحيفة عاجل 2018/4/20م).

 

التعليق:

 

جاء هذا التعميم على إثر فيديو تم تداوله بشكل كبير في البلاد لطالبات مدرسة متوسطة يحملن شعار (شعيرة لن تندثر.. حجابي تاج راسي)، وقد جن جنون الحكومة السعودية على إثره فأمرت بتشكيل لجنة تحقيق فورية، وأصدرت التعميمات التي تمنع النقاش في الأمور الفكرية أو الفقهية، وبدأت الصحافة السوداء بإلصاق التهم الجاهزة بهن وبمعلماتهن، مع أن ما تداولنه ليس أمرا خلافيا على الإطلاق بين المسلمين، وإنما هو خلافي فقط من وجهة نظر محمد بن سلمان الذي صرح مؤخرا أن الحشمة فقط هي المطلوبة، فحق بالتالي للحكومة أن تجن، لأن رسالة الفيديو الضمنية وصلتها بشكل مباشر..

 

قبل هذه الحادثة بحوالي شهر، تم العثور على منشورات مناهضة لهيئة الترفيه في جامعة الملك سعود، تحتوي هذه المنشورات بحسب الصور التي تم تداولها على شعار هيئة الترفيه مشطوبا عليه بعلامة الخطأ، مكتوب تحته: “قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً﴾ إذا كثر المفسدون وقل الصالحون أهلكهم الله جميعا إلا إذا أمروا بالمعروف وأنكروا وكرهوا ما يفعل المفسدون”، تحت هاشتاغ (#نريد_إلغاء_هيئة_الترفيه) (صحيفة عكاظ 2018/3/13). وقبل ذلك بفترة غير بعيدة انتشر فيديو لفتاة سعودية تهاجم التطبيع مع كيان يهود، ما أدى لاعتقالها، فظهر على إثر اعتقالها العديد من المؤيدين لها والمطالبين بإطلاق سراحها، فأطلقت بعد شهر من اعتقالها..

 

هذه بعض الأحداث التي تكشفها مواقع التواصل الإلكتروني وتضطر الحكومة لكشفها أحيانا، وهي بالتأكيد ليست كل شيء، ولكن التعتيم والتضييق والاعتقالات مع التهم الجاهزة تحاول دائما التغطية على مثل هذه الأحداث، ولعلنا نذكر قصة الشيخ الكبير الذي تم اعتقاله من على المنبر في ينبع قبل بضعة أشهر بحجة أنه مختل عقليا ولم يتسن حتى الآن فهم حقيقة قصته، وقبل ذلك كله قصة الطيار الذي رفض قصف المسلمين في اليمن، وبعد ذلك كله الأخبار التي خرجت قبل يومين عن إطلاق نار حول القصر الملكي ادعت الحكومة أنه كان لمواجهة طائرة لاسلكية أطلقها هاوٍ بشكل عشوائي رغم أنها لم تكن الأولى أيضا..

 

إن هذه الأحداث وإن قلّت أو زعمت الحكومة قلّتها، فإنها بلا شك مؤشر على عدم رضا أبناء هذه البلاد عن المصائب التي ترتكبها حكومتهم في حقهم وحق الإسلام والمسلمين، ولعل متابعة رسائل أبناء البلاد في وسائل التواصل وتعليقاتهم على الأخبار تظهر ذلك بشكل أكبر وأوضح..

 

إن عدم الرضا أمر طبيعي ومتوقع من أبناء بلاد الحرمين الذين تسري هذه العقيدة في عروقهم وينبض حب هذا الدين في قلوبهم، وإن على كل ذي عقل في هذه البلاد أن يتدارك سفينتها قبل أن تغرقها الحكومة بخروقها التي تخرقها فيها كل يوم، وإن هذه السفينة لن يستقر لها قرار ولن تسير بأمان إلا بأحكام الإسلام، وإن أحكام الإسلام لن تقيمها حق إقامتها إلا دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة.. ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ * إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ماجد الصالح

2018_04_25_TLK_2_OK.pdf