Take a fresh look at your lifestyle.

هل السعودة هي الحل لمشكلة البَطالة؟ (7 من 7) المحور السابع: ما هو المطلوب من المسلمين في بلاد الحرمين في ظل هذه الإجراءات

 

هل السعودة هي الحل لمشكلة البَطالة؟

 

(7 من 7)

 

المحور السابع: ما هو المطلوب من المسلمين في بلاد الحرمين في ظل هذه الإجراءات:

 

 

أولا: اليقين بأن الرزق بيد الله، وعدم السماح للحكومة أن تزعزع إيمانهم بهذه العقيدة، فالرزق لن يزيده أو ينقصه وجود (الأجانب) أو عدم وجودهم، ولن تزيده أو تنقصه إجراءات السعودة…

 

ثانيا: الالتزام التام بأحكام الأخوة الإسلامية، وعدم السماح للحكومة بتغذية الفرقة وإشعال الفتن، فالمسلم (السعودي) هو أخٌ للمسلم (الأجنبي)، مهما حاولت الحكومة أن تغيّر ذلك، فلا يبغض المسلم (السعودي) إخوانه (الأجانب) بسبب تحريض الحكومة، ولا يبغض المسلم (الأجنبي) إخوانه (السعوديين) بسبب إجراءات الحكومة، بل كونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله ورسوله…

 

ثالثا: الحكمة والحنكة والوعي في الخطاب فلا ينجرّ أحد وراء خطاب الفتنة والتفرقة الذي تنتهجه الحكومة، ولا ينساق أحد وراء الجاهلية المضادة التي ينتهجها البعض كردات فعل على إجراءات الحكومة، بل دعوها كلّها فكلّها منتنة…

 

رابعا: العمل الجاد المخلص لإنقاذ المسلمين في بلاد الحرمين من هذه الفتنة، ومن حكومة الفتنة، ومن نظام الفتنة، والسعي الحثيث لإيجاد النظام المخلص الذي يحكم المسلمين كأمة واحدة بغض النظر عن تصنيف المستعمر لمكان ولادتهم، بأحكام الإسلام النقية الصافية التي لا تفرق بين مسلم ومسلم، ولا تلقي مسؤولية فشلها في رعاية شؤون رعيتها على فئة من الرعية، بل تسوسهم جميعا بأحكام الإسلام الكاملة الشاملة التي تضمن انعدام البطالة والتفرقة، بل تضمن انعدام كافة المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نواجهها اليوم، وتضمن العيش الكريم لكل رعاياها، وقبل كل ذلك تضمن لهم رضا الله سبحانه وتعالى بالعيش في ظل أحكام الدين الذي ارتضاه الله سبحانه لهم، وذلك لا يكون إلا في دولة خلافةٍ راشدة على منهاج النبوة…

 

الخلاصة:

 

أولا: إن مشكلة البطالة في السعودية هي بلا شك مشكلة حقيقية ولكنها نتيجة طبيعية لتطبيق النظام الرأسمالي وتبعية الدولة للغرب، فحقيقة المشكلة تتعلق بالنظام الاقتصادي الرأسمالي وبكيفية توزيع الثروة على الأفراد وسياسات السوق الرأسمالي والعولمة التي جعلت القوي يأكل الضعيف، وسوء رعاية الدول لأفرادها، وليست بسبب (الأجانب)، ولن تحلها السعودة، ومع ذلك ورغم أن المشكلة حقيقية إلا أن هناك تهويلا وتضخيما حكوميا وإعلاميا للمشكلة من أجل إشغال الناس بأنفسهم وإبعادهم عن التفكير في حقيقة المشكلة وأسبابها…

 

ثانيا: إن حجة السعودة لا يقصد بها حل مشكلة البطالة بقدر ما يقصد بها تحقيق مصالح فئات معينة على حساب أخرى وإيجاد نمط اقتصادي ومجتمعي عام جديد في البلاد تأباه شريعتنا الغرّاء وفطرتنا السليمة، وإن (أهل البلد) كغيرهم خاسرون من هذه الإجراءات، وعندما يكون هناك خاسر فلا بد أن هناك مستفيدا، ولا شك أنه محمد بن سلمان وعصابته ومن خلفَهم..

 

ثالثا: إن فكرة السعودة فكرة مخالفة للعقيدة الإسلامية التي تنسب الرزق لله وحده، وللشريعة الإسلامية التي تساوي بين المسلمين، حتى إنها مخالفة لسنة الله في الكون من تسخير تفاوت الناس لعمارة الأرض…

 

رابعا: إن دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة هي وحدها القادرة على حل مشكلة البطالة بإقامتها أحكام الشرع الاقتصادية من حيث تنوع أنواع العمل وأشكال تنمية المال، واستغلال الموارد الطبيعية والأراضي الشاسعة، ودعم الزراعة والصناعة وضمان تأمين حاجات الناس الأساسية وتمكين الناس من الاستفادة من أموال الملكية العامة وأموال بيت مال المسلمين، وبتطبيق أحكام الشرع السياسية من تحرر من التبعية وحمل للدعوة، بالإضافة لتغيير ثقافة المجتمع لتصبح إسلامية خالصة وطرد ثقافة النفعية الرأسمالية الأنانية التي جعلت البشر يأكلون بعضهم بعضاً، ومن ثم بتوكل قيادتها وأهلها على الله سبحانه وتفويضهم أمرها إليه وحده…

 

خامسا: يجب على أبناء بلاد الحرمين أن لا يسمحوا للحكومة أن تشككهم في عقيدتهم أو شريعتهم أو تثير الفتن بينهم، بل يجب أن يمنعوها عن هذا المنكر العظيم، وأن يعملوا جاهدين لإيجاد تلك الدولة الراشدة المخلصة التي أمرهم الله بإيجادها، وعندها ستحل مشكلة البطالة وغيرها من مشاكل الأنظمة الرأسمالية التي أعيت البشرية، وعندها فقط يهنأ المسلمون ويرضى الله ورسوله عنهم…

 

والحمد لله رب العالمين

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد بن إبراهيم – بلاد الحرمين الشريفين

 

 

2018_04_07_Art_Is_Saudization_the_solution_to_the_problem_of_unemployment_7_AR_OK.pdf