Take a fresh look at your lifestyle.

وهل يسمن اللّقب أو يغني من جوع أو يخفف من آلام؟!

 

وهل يسمن اللّقب أو يغني من جوع أو يخفف من آلام؟!

 

 

 

الخبر:

 

أعلنت ما تسمى وزارة شؤون المرأة الفلسطيني أن الأسيرة “إسراء الجعابيص”، المعتقلة الفلسطينية الجريحة داخل سجون يهود منذ أكثر من عامين، حصلت على لقب امرأة فلسطين لعام 2017. وذلك خلال حفل نظمته أمس الخميس في غزة، بحضور الوزيرة هيفاء الأغا، وأعضاء لجنة التحكيم وعدد من المهتمين والمهتمات.

 

التعليق:

 

تعاني 64 أسيرة فلسطينية منهن 7 قاصرات، ظروفا مأساوية في سجون الاحتلال اليهودي، وأساليب تعذيب متنوعة يمارسها المحتل بحقهن، ومن بين هؤلاء الأسيرات إسراء الجعابيص التي اعتقلت في تشرين الأول/أكتوبر عام 2015، بعد انفجار أسطوانة غاز داخل سيارتها، شرق مدينة القدس، الأمر الذي تسبب في إصابتها بجروح وحروق بالغة، وحكم عليها بالسجن لمدة 11 عامًا، بتهمة محاولة قتل شرطي يهودي. وهي منذ ذلك الحين تعيش ظروفا صحية صعبة، حيث أدى الحادث إلى حروق في أكثر من 60% من جسدها، وبتر أصابع يديها، وهي تحتاج لرحلة علاج طويلة، للتخلص من أوجاعها التي باتت لا تفارقها، إلا وهي نائمة بمساعدة المهدئات في السجن الذي لا تتلقى فيه أيه رعاية صحية…

 

فخلال هذه المدة، ماذا قدمت لها ولغيرها السلطة الفلسطينية الذليلة الفاسدة؟! ماذا فعلت سلطة التنسيق الأمني المقدس الذي وضعوه لحماية يهود؟! ماذا يفيدها هذا “اللقب” امرأة فلسطين لعام 2017؟! ماذا يعني لأسرتها وابنها الصغير الذي كان عمره 7 أعوام حين اعتقالها ولم يستطع رؤيتها إلا عدة مرات ومن وراء الزجاج، ويمنعه الاحتلال الآن من زيارتها بحجة أنه لا يحمل الهوية المقدسية؟! ماذا يقدم لها هذا اللقب والاحتلال يصر على عدم تقديم العلاج لها، ويرفض إدخال طبيب خاص على نفقة العائلة لعلاجها؟! وكيف سيجعلها تنام الليل أو تخفف من آلامها وأوجاعها وشوقها لأهلها وبيتها وأولادها؟! أو يخفف من قلق هؤلاء الأهل وحزنهم عليها؟!.. ومائة ماذا وكيف!!

 

ولماذا لم يقم الإعلام ولم تقم هذه “السلطة” بنفس الضجة الإعلامية المحلية والعالمية التي عملوها عند اعتقال عهد التميمي أو “الفتاة الشقراء” كما أطلقت عليها العديد من وسائل الإعلام المختلفة؟! أم أن الموازين مقلوبة حتى في هذا الأمر؟! أم يظنون أن هذا اللقب تعويض لها ولأهلها على ذلك بعد الاحتجاجات العديدة التي قام بها أهلها وغيرهم على تهميش وإهمال قضية جعابيص؟!

 

متى سيعرف الجميع سواء من هنّ وهم داخل سجون الاحتلال أو خارجه في السجن الأكبر أن وجود هذه السلطة ووزاراتها لم يكن لرعايتهم وحمايتهم، بل لاستغلالهم واستغلال قضية فلسطين لمصلحة أفراد يتحكمون بالأمور ممن ينفذون خطط الاحتلال وأوامره؟!

 

فيا أهل فلسطين! يكفي خوفا وجبنا وذلا ومهانة وسكوتا على إلإهمال والاستغلال والفساد… لا نظنكم جميعا من التابعين للظلم أو المنتفعين… بل فيكم ومنكم الخير يا أهل المقدس وأكناف بيت المقدس… فهذه إسراء وغيرها من الأسيرات يستنهضن هممكم وكرامتكم وقبلها عقيدتكم لتدافعوا عنهن بالطريق الصحيح وهو العمل الجاد على إيجاد من سينتقم لهن جميعا ويحرر المسرى وفلسطين… ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مسلمة الشامي (أم صهيب)

2018_04_29_TLK_2_OK.pdf