فصائل المقاومة السورية في القلمون تسلم أسلحتها الثقيلة للنظام السوري
الخبر:
سلمت فصائل القلمون الشرقي سلاحها الثقيل إلى قوات النظام السوري بعد اتفاق يقضي بخروجها من المنطقة إلى الشمال السوري.
التعليق:
نقلت الكثير من المواقع الإخبارية نبأ تسليم الفصائل في القلمون سلاحها الثقيل المكدس في المخازن إلى جلاوزة النظام السوري، وإمعاناً في احتقار هذه الفصائل التي قامت بتسليم أسلحتها وإثارة نقمة الأهالي عليها وفضحها، قام نظام المجرم بشار عبر شبكاتٍ وصفحاتٍ تابعةٍ له بنشر صورٍ في جبال البتراء بالقلمون تظهر سيطرة النظام على السلاح الثقيل الذي ضم عدداً من صواريخ غراد وراجماتٍ يصل مداها بين سبعة إلى عشرة كيلومترات، إضافةً إلى آلياتٍ عسكريةٍ ودباباتٍ من نوع “تي 52” و”تي 62″، كما أظهرت الصور منصة إطلاق “ستريلا” للصواريخ الباليستية متوسطة المدى، إضافة إلى صورايخ “إسلام 5″ و”إسلام 3” محلية الصنع التي كانت بيد جيش الإسلام في المنطقة وقذائف هاون من عيار 82 ميلمتر وقذائف جهنم ومضاد الدروع “بي 10”.
إن عدد الدبابات والصواريخ والآليات التي سُلمت للنظام المجرم في دمشق على طبقٍ من ذهبٍ لتدل دلالةً واضحةً على أن أكبر عائقٍ في وجه ثورة الشام والذي حال بينها وبين تحقيق أهدافها ليس النظام السوري المجرم الآيل للسقوط أصلاً، ولا حلفاؤه الذين وقفوا معه بشكلٍ واضحٍ أو مستترٍ، من الروس والإيرانيين وأشياعهم والنظام التركي ومن ورائهم أمريكا، فعداء هؤلاء لثورة الشام وأهلها واضحٌ جلي، ولكن مكمن الخطر كان وما زال في الفصائل المقاتلة التي تدّعي محاربة النظام مع أنها تنسق معه ومع حلفائه جهاراً نهاراً، هذه الفصائل المسخ التي قبلت المال القذر من دولٍ لا تقل إجراماً عن بشار، فأسلمتها رقابها ووجهة بندقيتها، ولم تعد معاناة أهل الشام منذ ما يزيد عن سبع سنين لها قيمة عند هذه الفصائل المجرمة، ولم نعد نرى سلاحهم إلا عندما تحارب هذه الفصائل بعضها بعضاً، ولم تعد تحرك ساكناً إزاء جرائم النظام، ولم تعد مواجهة النظام والعمل على إسقاطه أولويةً من أولوياتها، مع أنها مجتمعةً تمتلك من السلاح ما تمتلكه الجيوش النظامية، لا بل إن عشر معشار هذا السلاح بعد التوكل على الله سبحانه لقادرٌ على إسقاط النظام، ولكنهم رضوا بالصغار والدنية، وفضّلوا المال القذر على النصر أو الشهادة، فقاموا صاغرين بتسليم السلاح معللين ذلك بإنهاء معاناة الناس، وكأن المجرم بشار يرقب في أهل الشام إلاّ أو ذمة، أو سينظر لأهل الشام بعد السيطرة على هذا السلاح بعين الشفقة، ويحكم أيها الخونة الجهلة، أية معاناةٍ ستوقفون بتسليم سلاحكم لعدوكم؟! أوَلا تعلمون أن هذا السلاح الذي سلمتموه وأنتم أذلةٌ صاغرون سيستخدمه النظام ضدكم وضد الأبرياء من أهل الشام، ولن يرحم أيّاً منكم وسيحرق الأرض من تحت أقدامكم؟! فبئس ما صنعتم وبئس ما تصنعون.
أهلنا في الشام، إن ما قام به تجار الحروب هؤلاء الذين يتاجرون بدمائكم لهو عارٌ ما بعده عار، ولكن لا تحزنوا، فإن هذه الشرذمة التي آثرت حطاماً حقيراً زائلاً من دولاراتٍ وغيرها لا يستحقون نصر الله سبحانه، فالله سبحانه لا ينزل نصره إلا على الذين يستحقونه، الذين آثروا الآخرة على الدنيا ﴿وَلَيَنصُرَّنَّ اللهُ مَن يَنصُرُه﴾، ومعلومٌ أن الله يميز بين الخبيث والطيب، وهذه الفصائل التي تتاجر بدمائكم ليست إلا من ذاك الخبيث العفن، فعسى الله أن يستبدل بهم قوماً آخرين يحبون الله ورسوله ويجاهدون في سبيله ولا يخافون في الله لومة لائم، فيسقطون نظام بشار وأسياده من ورائه، وتقوم الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وعندئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام