في يوم العمّال: الاحتجاجات في الفلبيّن
شهادة متجدّدة على فشل النّظام الرّأسماليّ وعجزه
الخبر:
شارك آلاف العمّال والنّشطاء في مسيرة بالفلبّين بمناسبة عيد العمّال يوم الثّلاثاء احتجاجا على ما وصفوه بعدم التزام الرّئيس رودريجو دوتيرتي بالوفاء بوعده الانتخابيّ بالقضاء على عقود التّوظيف قصيرة الأجل. (روتيرز، 2018/05/01)
التّعليق:
في الحملات الانتخابيّة تكثر الوعود بتحقيق الآمال والأحلام، وبانتهاء هذه الانتخابات تنقضي معها تلك الوعود التي إن بقي منها شيء فهو الحبر الذي خطّت به على أوراق مرميّة في الرّفوف… والغريب أنّ الشّعوب سرعان ما تنسى، فكم من وعود لم تُنفَّذ وكم من عهود لم تُعقَد؟!
ما حدث اليوم في الفلبّين تناقلته العديد من المواقع الإخباريّة وتحدّثت عنه بإطناب، حيث عرض موقع “آر تي” الإخباري الرّوسي – مثلا – وعبر منصّته على موقع التّواصل “فيسبوك” بثّا مباشرا للأحداث من مانيلا؛ حيث قام المحتجّون بإحراق صور دوتيرتي بعد رفعهم شعار “ملك الكذب” على بعد مئات الأمتار من قصره.
تتلمذ “ملك الكذب” هذا على أساسيّات وركائز النّظام الرّأسمالي الذي يحكم العالم والذي سقطت أقنعته فأظهرت أكاذيبه وألاعيبه التي كثرت فكشفت خواره…
في مثل هذا اليوم من كلّ سنة يحتفل العالم بما أُطلِق عليه “عيد العمّال” وبهذه المناسبة نعود لنذكّر أنّ مثل هذه الاحتفالات وهذه الأعياد ليست سوى أدلّة وبراهين على فشل النّظام العالميّ السّائد الذي عجز عن حلّ مشاكل البشريّة ووقف مشدوها يتخبّط بين هذه المشكلة وتلك لا تسعفه مراكز أبحاثه إلّا ببعض الحلول التّرقيعية التي لكثرتها مزّقت ثوب هذا النّظام البالي فأبرزت عوراته وكشفت عجزه وفساده.
شجرة أصلها مهتزّ ولن تصمد وستُقتَلَع من جذورها مهما كانت درجة صمودها. ومآلها لا محالة الذّبول والاندثار والموت. تلك هي شجرة النّظام الرّأسماليّ الذي امتدّت جذوره في بقاع العالم يحسب أنّه بذلك سيبقى ويدوم. شجرته شجرة خبيثة فرعها في القاع تتغذّى بمفاهيم فاسدة متعفّنة لم تجلب سوى الفقر والجوع والحروب للنّاس وترفع شعارات جذّابة رنّانة لتقنع بصلاح نظامها. ولكن!! سرعان ما تتهاوى أحجار هذا النّظام الحجر تلو الآخر ليتحطّم البناء كلّه بإذن الله…
لقد بدأ النّظام الرّأسماليّ بالانحدار، فقد ضرب الجفاف جذور شجرته الخبيثة… وظهرت الشّجرة الطيّبة ذات الأصل الثّابت والفرع الذي في السّماء لتطلّ بظلالها الوارفة على العالم… ظهر نظام الإسلام بعد أن غيّبه الحاقدون ليتجلّى الحلّ الوحيد والمنقذ الأفضل للبشريّة ممّا تحياه من ضنك عيش وتحلّ الرّحمة بالبشرية.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زينة الصّامت