التحالف الإنجليزي الرباعي
الخبر:
قُدمت بالأمس لرؤساء الأحزاب لائحة بروتوكول تحالف أربعة أحزاب وهي حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد وحزب السعادة والحزب الديمقراطي. كما سيتم التوقيع في حفل سيعد لهذا الغرض على هذا البروتوكول المؤلف من صفحة واحدة وبحضور زعماء الأحزاب الأربعة.
التعليق:
إن تحالف حزب العدالة وحزب الشعب القومي وتوجه المعارضة للبحث عن “مرشح مشترك” بعدما تم الإعلان عن إجراء انتخابات مبكرة فتح الباب أمام عبد الله غل ليطرقه. وعندما تلقت الأحزاب الأربعة جوابا سلبيا من غل بهذا الخصوص تحركت بسرعة لتشكيل التحالف المذكور، وبحسب المعلومات الراشحة فقد تم الإعلان عن “اتفاق رباعي” بينها.
تُرى كيف وصلت الأمور إلى هذه النقطة؟ وكيف تبلورت التحالفات الأنجلو-أمريكية؟ تعالوا نلقي نظرة خاطفة على هذا الأمر.
كما هو معلوم فإن أردوغان وجد نفسه أمام تصريح لسند حزب العدالة وعميل أمريكا دولت بهجلي حول إجراء انتخابات مبكرة واعتبار يوم 17 نيسان هو يوم التحول إلى النظام الرئاسي. وفي اليوم التالي (04/18) ظهر أردوغان في حدود الساعة 15:30 أمام الكاميرا بعد محادثات جمعت الزعيمين لمدة نصف ساعة معلنا عن إجراء انتخابات مبكرة في حزيران؟
في الغضون هذه قام تحالف الإنجليز بخطب ود رئيس الجمهورية الحادي عشر عبد الله غل لمرحلة ما بعد قرار إجراء الانتخابات المبكرة، ويبدو أن غل لم يستجب للأمر حيث قامت أمريكا بدعم أردوغان من خلال عميليها داود أوغلو وأرنج، ثم قامت بإرسال ممثل CIA في تركيا إبراهيم قالن إلى غل للتأكد من عدم مشاركة الثاني في الانتخابات من جهة وإظهار العصا له من جهة أخرى. على إثر هذا اللقاء أعلن غل عن عدم ترشحه للانتخابات بسبب عدم حصول التوافق للمرشح المشترك.
أما عن اتخاذ أمريكا موقفا لصالح أردوغان فهو لأسباب عدة:
الأول: سيجعل النظام الرئاسي أمام المساءلة، إذ إن غل كان قد صرح في يوم الاستفتاء أنه يميل إلى النظام البرلماني. علاوة على ذلك فإنه سيكون مرشح التحالف الإنجليزي.
الثاني: سيحدث شروخا في صفوف حزب العدالة، إذ إن التسريبات تحدثت عن عدد أعضاء البرلمان الذين سينضمون إلى غل إذا ما ترشح للانتخابات. لهذا السبب فإن تصدع حزب العدالة يعني ذهاب كل الجهود الأمريكية طوال الـ16 سنة الماضية أدراج الرياح، حيث أرسلت عميلها قالن إلى غل لتهديده.
الثالث: أدركت أن غل له اتصالات مستمرة بالإنجليز مما قد يؤدي إلى نفوذهم إليه بسبب طبيعته المؤهلة إلى ذلك. لهذا السبب قامت بتأييد أردوغان لتعذر نفوذ الأوروبيين إليه.
لقد أراد الإنجليز بعدما فشلت خطة المرشح المشترك وذلك بدخول أمريكا على الخط، إذ كان يرمي الإنجليز من هذه الخطة جمع أحزابهم العميلة تحت سقف واحد للحصول على الأقل على الأغلبية في البرلمان إذا ما خسروا النظام الرئاسي. وبهذا تكون الأمور قد اتضحت وتكوّن أيضا التحالف الإنجليزي ضد التحالف الأمريكي. حيث سيعمل التحالف الإنجليزي المكون من حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد وحزب السعادة والحزب الديمقراطي على الحصول على الأغلبية البرلمانية في مجلس الشعب التركي الكبير والمتمثلة بـ301 مقعدا.
أما المسلمون فإن التحالفات العلمانية لم تأت بالفائدة على المسلمين سواء من التحالف الجمهوري المتمثل بحزب العدالة وحزب الشعب القومي وحزب الوحدة الكبير الذين يمثلون أمريكا أو التحالف الرباعي الإنجليزي الذي يضم حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد وحزب السعادة والحزب الديمقراطي. بل على العكس من ذلك فإنها تحالفات نشأت لخدمة أسيادها من الأمريكان والإنجليز وللحفاظ على مصالحهم. وعلى افتراض تغير التحالفات فإن العدو الأول للتحالف الرباعي هم المسلمون أيضا بمجرد حصوله على الأغلبية البرلمانية. إن كون اسم التحالف بـ”الجمهوري” أو “الرباعي” لن يغير من هذه الحقيقة. لأنه إذا كان المسلمون هم أعداء أسيادهم من الأمريكان والإنجليز فإن ذلك يكون بالنسبة لعملائهم من باب أولى.
إن النظام العلماني الذي قام على أنقاض الخلافة بعد إلغائها في عام 1924م كان يرى المسلمين دائما عدوا له، أما تلاوة رأس النظام ورئيس الجمهورية أردوغان للقرآن في المحافل ورفعه شعارات إسلامية فلن يغير من حقيقة أن عدو النظام هم المسلمون. بل على العكس من ذلك إذ إنها تظهر أردوغان على أنه مشعوذ ودجال.
فبدل أن يصوت المسلمون “للتحالف الجمهوري” أو “التحالف الرباعي” عليهم أن يقاطعوا انتخابات 24 حزيران. إذ إن النتيجة لن تكون لصالح المسلمين أيا كان الفائز في الانتخابات. إنه من الحماقة بمكان أن يتأمل المسلمون الذين يؤمنون بالأحكام الربانية خيرا بهذين التحالفين اللذين يحكمان بموجب قوانين الإنسان الوضعية (الشيطانية).
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إرجان تكين باش