فرعون هذا العصر
فرعون هذا العصر
اليوم تعيش البشرية في الظلمات وتئن تحت الظلم والعنف والشقاء والفقر وسائر المصائب التي تذيقها إياها دول الغرب وعلى رأسها أمريكا. وهذه الأحوال المأساوية هي نتيجة حتمية لتطبيق النظام الرأسمالي. فإن الطاغوت يخرج البشرية من النور إلى الظلمات ويغرقها في المصائب. عقيدة الرأسمالية تفصل الدين عن الحياة. لذلك في النظام الرأسمالي يفعل الإنسان في الحياة ما يشاء ويعيش كيف يشاء ويتملك كيف يشاء ويشبع حاجاته كيف يشاء. أي يفعل كل الرذائل ليملك وليشبع حاجاته: يقتل ويسرق ويظلم ويغرق في مستنقع الفحش والرذائل.
اليوم تطبق دول الغرب وعلى رأسها فرعون هذا العصر أمريكا النظام الرأسمالي بالحديد والنار والظلم والعنف والدماء. وإن شر هذا النظام وخبثه يمكن مشاهدته في كل الصعد: في السياسة والاقتصاد والاجتماع والتعليم وغيرها. والقاعدة التي تستخدمها دول الغرب وعلى رأسها أمريكا لتحقيق مصالحها هي: الغاية تبرر الوسيلة. وأمريكا تقوم بتحقيق مصالحها وخبثها السياسي في العالم بمساعدة الأمم المتحدة التي تُعَدُّ من براثن أمريكا السياسية. ومثال ذلك سياسة أمريكا في الشرق الأوسط وسوريا والعراق واليمن وأفغانستان وفي سائر البلاد. هذه السياسة أوقعت الشعوب في بحر المصائب الكبرى. وفي الاقتصاد أيضا أدّى النظام الرأسمالي إلى الكوارث الكبرى. ومثلا حسب معلومات منظمة compassion international يعيش حوالي نصف أهل الأرض الآن بـ2،5 دولاراً فقط أو أقل منه. وحسب تقرير منظمة Credit Suisse عن الثروات في العالم فإن 45،6% من ثروات العالم تتركّز في يد 0،7% من أهل الأرض فقط. وهؤلاء الـ0،7% من الناس يملكون 116 تريليون دولار من أصول الثروات. وفي الوقت نفسه يعيش الملايين من الناس في الفقر ويعانون أشد العذاب من أنواع الأمراض ويموتون من الجوع. فحسب معلومات الأمم المتحدة شُوهد في عام 2016م لدى 155 مليوناً من الأطفال التوقف عن النموّ. وقبل هذا بسنة مات 5،9 مليونا من الأطفال في اليوم الثالث أو الرابع من ولادتهم. ويجيئون بهذه الوقائع أيضًا:
1. حوالي نصف أهل العالم، أي أكثر من 3 مليار إنسان يعيش يوميا بأقل من 2،5 دولارا، وأكثر من 1،3 مليار إنسان يعيش بأقل من 1،25 دولارا، أي يعيش في الفقر المدقع.
2. الآن في العالم يعيش 1 مليار طفل في الفقر المدقع. وحسب معلومات يونيسيف يموت يوميا 22 ألف طفل بسبب الفقر المدقع.
3. في العالم 805 مليون إنسان ليس عندهم الطعام الذي يكفي لحاجاتهم.
4. أكثر من 750 مليون إنسان ليس عندهم إمكانية شرب الماء الصافي.
5. شوهد في عام 2011م عند 165 مليون من الأطفال عدم النموّ وعدم التطور نتيجة الجوع المزمن.
6. يموت 2 مليون طفل سنويا بمرض الالتهاب الرئوي والإسهال. وهم الأطفال الذين يعيشون في الفقر المدقع ولا يملكون إمكانية العلاج.
7. يعيش ربع أهل الأرض أي حوالي 1،6 مليار إنسان بلا كهرباء.
8. حسب تقدير أوكسفام تقتضي مكافحة الفقر المدقع 60 مليار دولار وهو أقل من رُبع دخل 100 ملياردير.
علاوة على ذلك زاد عدد العاطلين عن العمل، وحسب تقرير منظمة العمل الدولية وصل عدد العاطلين في العالم عام 2017م إلى مستوى قياسي أي إلى 192،7مليون شخص.
ولا شك هذه بعض الثمرات النتنة المُرّة لتطبيق النظام الرأسمالي. في الحقيقة إن النظام الرأسمالي شرير، ودول الغرب الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا شريرة، ويشهد على شرها أهلها أنفسهم. فالمخرج المعروف الأمريكي مايكل مور يقول إن الرأسمالية شريرة، لا يمكن إصلاحها إنما يجب إزالتها.
إن النظام الرأسمالي كفر وجرائم رأس الكفر أمريكا لا تحصى. وضحايا فرعون هذا العصر أي ضحايا أمريكا: هيروشيما وناغاساكي والشرق الأوسط والعراق وأفغانستان وسوريا وليبيا والصومال وغيرها من البلاد… ويمكن مواصلة قائمة جرائمها طويلا. ففرعون هذا العصر أمريكا أشرّ من فرعون في عهد موسى عليه السلام لأن فرعون في عهد موسى عليه السلام ظلم بني إسرائيل وقتل أولادهم، بينما أمريكا ظلمت ولا تزال تظلم البشرية كلها وقتلت ولا تزال تقتل الناس وأولادهم. فمثلا حسب تقرير منظمة أطباء من أجل المسؤولية الاجتماعية (وهي منظمة الأطباء التي تكافح لمنع الحرب النووية) قُتل في حرب أمريكا على العراق وأفغانستان وباكستان فقط والتي استمرت 12 سنة 1.2 مليون إنسان. وحسب تقرير ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان يوجارّيك قتل في عام 2016 فقط 8 آلاف طفل. ولا شك في أنها معلومات إحصائية رسمية وفي الحقيقة عدد الضحايا أكثر من ذلك أضعافا مضاعفة. ولا شك في أن هذه الجرائم هي قطرة من بحر جرائم رأس الكفر أمريكا. وكما قيل بأن لكل فرعون موسى فستكون الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بإذن الله بمثابة موسى عليه السلام وستزيل هذا النظام الشرير وتضع حدا لظلم دول الغرب وعلى رأسها أمريكا التي تطبق النظام الرأسمالي.
﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود الأوزبيكي