أنّى للمجرمين وحاميتهم أن يوفّروا الحماية لمسلمي الروهينغا!!
الخبر:
انتقد وزير خارجية ماليزيا الأسبق، سيد حامد البار، موقف القوى الدولية المتخاذل تجاه حماية الروهينغا قائلًا “ميانمار تعرف أن القوى الرئيسية توفر لها الحماية بينها روسيا والصين”.
وبينما أعرب “البار” عن أسفه جراء “عدم قدرتهم (الماليزيين) على فعل أي شيء” حيال الروهينغا، دعا إلى فرض مزيد من الضغوطات الدولية ضد نظام ميانمار وتابع “علينا المحاولة من أجل التأثير وضمان أن تكون (قضية الروهينغا) على جدول الأجندة الدولية والإقليمية والمحلية”.
وفيما رحب “البار” بزيارة وفد مجلس الأمن الدولي إلى ميانمار، أعرب عن شعوره بخيبة الأمل إزاء نتائج المباحثات التي جمعت بين الوفد الأممي والسلطات الميانمارية. وتابع “قالوا (أعضاء الوفد الأممي) إنهم سيساعدون ميانمارعلى التحقيق (…) ميانمار هي مرتكب الجريمة، كيف تريد أن تحقق ميانمار؟ (…) يجب أن تكون الأمور في يد سلطة مستقلة”.
وفي الشأن ذاته، اقترح “البار” نشر قوات تابعة للأمم المتحدة في إقليم أراكان (راخين) لضمان “أن يعيش شعب الروهينغا في منطقة آمنة، دون أي خوف أو أعمال وحشية جديدة”. (الأناضول)
التعليق:
بين الفينة والأخرى يخرج علينا زعماء وأتباع الحكومات المتخاذلة في البلاد الإسلامية ليدلوا بتصريحات رنانة متناقضة تندد بالخذلان المخزي الذي تمارسه القوى الدولية تجاه قضايا المسلمين لا لشحذ همم المسلمين للدفاع عن إخوانهم وحل قضاياهم الحل الصحيح الذي أوجبه الإسلام بل لرمي قضاياهم للأمم المتحدة وشرعيتها الظالمة.
هذه المرة خرج علينا الوزير الماليزي الأسبق ليدلي بتصريحات وقحة تبرر موقف بلاده المخزي إزاء الأعمال الوحشية التي يتعرض لها مسلمو الروهينغا على أيدي المجرمين البوذيين وتخليها عن الدفاع عنهم بحجة كاذبة هي “عدم قدرتهم على فعل أي شيء”. كيف تعجز ماليزيا عن إنقاذ وإيواء ورعاية هؤلاء المسلمين اليائسين المستضعفين وهي التي تعد بلادًا ثرية وفقًا للمعايير الإقليمية، بل وكيف تتصدى لقوارب المهاجرين وتعيدهم إلى البحر لأنهم اخترقوا حدودها؟! كيف لا تقدر ماليزيا على تحريك جيشها للدفاع عن جيرانها المسلمين ورفع الظلم عنهم ونصرتهم كما أوجب الإسلام وهي التي أرسلت قواتها إلى اليمن للانضمام للتحالف الخياني الذي تقوده السعودية لقتل المسلمين هناك خدمة لمصالح الصليبيين؟!
تصريحات الوزير الماليزي الأسبق الوقحة تردد ببغائية ما يروجه الغرب وعملاؤه من أن الحل لقضية الروهينغا هو تسليمها للمنظمة المجرمة الأمم المتحدة التي أسستها وتتحكم فيها الدول الاستعمارية ولقراراتها الظالمة التي لم تكن في يوم من الأيام لصالح المسلمين بل تكيد عليهم وتشرع تدمير بلادهم ونهب ثرواتهم وتتآمر ضدهم جهارا نهارا.
فإن كانت ميانمار هي مرتكب الجريمة فإن الثابت أن الأمم المتحدة هي من توفر الحماية وتعطي الشرعية لحكومة ميانمار لممارسة أعمالها الإجرامية، فكيف لهذه المنظمة أن تحمي المسلمين، وكيف تستجدى قواتها لتأمين الاستقرار والأمن للمسلمين وهي سبب البلايا والحرب والدمار في بلادهم من أفغانستان إلى الصومال وسوريا والعراق وليبيا ومالي وغيرها.
إن ذرف دموع التماسيح لن يجدي مسلمي الروهينغا شيئا كما لن تجديهم زيارة وفود دولية ولن يزيدهم نشر قوات الأمم المتحدة إلا وبالا وبؤسا، بل إن الخلافة على منهاج النبوة وحدها هي التي ستضمن عيش شعب الروهينغا في بلادهم دون أي خوف أو أعمال وحشية جديدة، لأن الخلافة هي التي ستجيش الجيوش لتحرير بلادهم وبلاد المسلمين من قبضة البوذيين والمستعمرين وتقوم بنصرة جميع المستضعفين في كل مكان استجابة لأمر الله لا لقرارات دول الكفر ومنظماتها، وعندها فقط يعود الأمن والاستقرار لبلاد المسلمين.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فاطمة بنت محمد