رجالٌ في جاكارتا
الخبر:
محكمة الدولة الإدارية في جاكارتا تُقِرُّ قرار الرئيس جوكووي بإلغاء ترخيص العمل لحزب التحرير وحظر نشاطه. (وكالات الأنباء المحلية والدولية ليوم الاثنين السابع من أيار)
التعليق:
بعد المسيرة الكبرى التي شهدتها مدينة جاكارتا، العاصمة الإندونيسية، بتاريخ 2016/12/02، والتي خرج فيها الملايين للتعبير عن ولائهم للإسلام والمطالبة بمحاكمة والي جاكارتا الذي أساء للقرآن والدعوة إلى عدم التصويت له في الانتخابات، مما أدى إلى سقوطه وذهابه إلى السجن، تلك المسيرة بشعاراتها الإسلامية وتظللها الرايات والألوية السوداء والبيضاء توشّحها كلمةُ التوحيد، أثارت الرعب في أوساط الدول الاستعمارية، فأصدرت أوامرها إلى عملائها من الحكام لحظر حزب التحرير، لأن أجواءه وشعاراته كانت الطاغية في تلك المسيرة وما بعدها من مسيرات.
لم يتوانَ الرئيس الإندونيسي فأعلن بتاريخ 2017/05/07 عن قرار رئاسي يتيح له أن يسحب ترخيص أي حزب وحظره دون الرجوع إلى القضاء أو البرلمان، وأعلن في الوقت نفسه عن حظر حزب التحرير ومنع نشاطه وتجريم الدعوة إلى الخلافة، تحت طائلة العقوبة من خمسة إلى عشرين عاماً.
لاقت خطوة الرئيس تلك رفضاً كبيراً من كثير من الجماعات ومن أوساط الرأي العام، مما جعله يطلب من مجلس النوّاب الدعم لقراره ذلك، وفعلا اجتمع مجلس النواب بوصفه سلطةً تشريعية وبأغلبية الأحزاب الحاكمة أخذ الرئيس ما يريد.
إلا أن المعارضة ظلّت مستمرّة ولجأ الكثير من الجماعات إلى القضاء لإبطال ذلك القرار الرئاسي.
وبعد مداولات وجلسات استعانت فيها الحكومة بشهود زورٍ من علماء السلطة والعلمانيين الملتحين لتجريم الدعوة إلى الخلافة بوصفها دولة الأمة، وتجريم الدعوة والعمل لتطبيق الشريعة، فقد تجاهلت المحكمة كل الأدلة الشرعية المجمع عليها وتجاهلت شهود الخير من العلماء والمتخصصين، وأصدرت حكمها الآثم ذاك.
عندما أصدر الرئيس الإندونيسي قراره بحظر حزب التحرير، ذلك الحزب المعروف بشبابه الملتزمين والخيّرين والمحبوبين من الناس والمنتشرين في كل الأوساط وأصحاب السجلّ النظيف طوال سنوات حملهم للدعوة، سُئِلَ وزير الأمن السابق عن سبب حظر الحزب، فأجاب: كان علينا ان نُسقِطَ الجنين قبل أن يكتمل، أي يجب أن نُجهِضَ دعوة الخلافة قبل أن تكتمل!
ليس العجيب أن ينحاز القضاءُ إلى النظام الذي هو جزءٌ منه، كحالِ القضاء في كل بلاد المسلمين، لكن العجيب كلّ العجب موقف أولئك الشباب من حملة الدعوة الذين تحدّوا القرار منذ صدر، واستمرّوا في دعوتهم لا بل وازداد نشاطهم وكسبهم، وعجب العجاب أن يأتوا إلى أبواب المحكمة والتي كانت أشبه بثكنةٍ عسكريةٍ، ليُسمعوا المحكمةَ ومن خلفها في الداخل والخارج عن قرارهم هم وقبل ساعاتٍ من إصدار المحكمة لقرارها.
كان قرارهم قاطعاً صريحاً جريئاً تفوح منه رائحة الإيمان واليقين والصبر والاحتساب والعزم، نحن على عهدنا مع الله باقون، نحمل دعوته ونسعى لتطبيق شرعه وجمع شمل المسلمين في دولة الإسلام التي أسسها رسولُ الله r وداوم عليها خلفاؤه الراشدون من بعده والتي بشرنا بها بعد هذا الحكم الجبري البائس.
في جاكارتا وإندونيسيا كما في غيرها من بلاد المسلمين، رجالٌ لله… وأيّ رجال.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس إسماعيل الوحواح
الناطق الإعلامي لحزب التحرير في أستراليا