محمد بن سلمان هو واحد ضمن قائمة طويلة من حكام آل سعود
الذين يخدمون المصالح الأمريكية
(مترجم)
الخبر:
ثناء أمريكا على ولي العهد محمد بن سلمان ينمو بسرعة كبيرة. فيبدو أن محمد بن سلمان يمكنه أن يتفوق على أسلافه في إرضاء أمريكا، وهو لا يخجل من إخفاء المساعدة السعودية في تأمين المصالح الأمريكية خلال الحرب الباردة.
التعليق:
في مقابلة مباشرة مع الواشنطن بوست، صرح محمد بن سلمان بشكل لا لبس فيه بأن الوهابية انتشرت عمدا بناء على طلب من الغرب لمواجهة التوسع السوفييتي [tribune]. يؤكد القبول الاستثنائي لمحمد بن سلمان كيف استخدمت القوى الغربية الوهابية السعودية لمواجهة أيديولوجية الشيوعية خلال الحرب الباردة. واعترف ولي العهد أن تمويل المساجد والمدارس الدينية في أنحاء العالم الإسلامي كان هائلاً إلى درجة أن الحكومات السعودية المتعاقبة فقدت المسار الصحيح للمبالغ المذكورة.
كما أن اعترافات محمد بن سلمان الصريحة تورط باكستان في خدمة المصالح الغربية لوقف الإمبريالية السوفيتية في أوائل الثمانينات. فمن المعروف جيداً أن المدارس الباكستانية والمساجد كانت قنوات للأموال السعودية والأيديولوجية الوهابية لإعداد جيش من المقاتلين الجهاديين للجهاد الأفغاني ضد الاتحاد السوفييتي. وتصريحات محمد بن سلمان تجعل العلاقة السعودية-الباكستانية مركزية للخطط الغربية لإصلاح النظام الثنائي القطبية للحرب الباردة.
وضع زبينيو بريجنسكي وهو مستشار الأمن القومي للرئيس جيمي كارتر الأسس لهزيمة السوفييت واعترف بأوراسيا باعتبارها النقطة المحورية لهذا النضال الجيوسياسي. لا ينبغي أن يكون مفاجئاً أن تكون السعودية وإيران وأفغانستان وباكستان مسرحاً للمواجهة العسكرية مع السوفييت.
كتب كتابه “The Grand Chessboard Brzezinski” بغية توتير العلاقة بين السنة والشيعة من المسلمين لتقييد نفوذ روسيا على أوراسيا. يقول بريجنسكي: “في الواقع، إن إعادة إحياء الإسلام – التي يحرض ضدها ليس فقط من قبل إيران ولكن أيضًا من قبل السعودية – من المرجح أن تصبح دافعًا للتعبئة لمجموعات قومية جديدة منتشرة بشكل متزايد، مصمّمة لتعارض أي إعادة دمج في ظل روسيا – وبالتالي الكفار – وجعل السيطرة لهم”. [azquotes]
ولتجهيز الاتحاد السوفييتي لضربة قاضية احتاجت أمريكا إلى احتلال الجيش الأحمر في أفغانستان. قرر الأمريكيون التخلص من الشاه، ووضع الخميني مكانه. يقدم المحقق والصحفي الأمريكي دريفوس كتابًا مفصلاً “لعبة الشيطان: كيف ساعدت أمريكا في إطلاق العنان للإسلام الأصولي بالكيفية التي تلاعبت بها أمريكا بالخميني ونسخته الشيعية للإسلام الشيعي لإقناع السوفيت بغزو أفغانستان.
بالنظر إلى اكتمال الحزام السوفييتي في أفغانستان إلى جانب عدم قدرة الكرملين على الحفاظ على سباق التسلح النووي مع باكس أمريكانا – وهي حالة من السلام الدولي تحت رعاية أمريكا؛ كانت مسألة وقت فقط قبل سقوط الستار الحديدي ليكشف إمبراطورية ضعيفة في حالة يرثى لها.
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، برزت أمريكا كقوة عظمى وحيدة في العالم، وكانت ضربة حركة طالبان والقاعدة وغيرها من الجماعات الجهادية أقل أهمية لدى الاستراتيجيين الأمريكيين. وفي معرض حديثه عن التداعيات السلبية للجهاد الأفغاني، قال بريجنسكي: “ما هو الأهم لتاريخ العالم؟ طالبان أو انهيار الإمبراطورية السوفييتية؟ بعض المسلمين المذعورين أو تحرير وسط أوروبا ونهاية الحرب الباردة؟”
وبناء على ما سبق، فإن السؤال الحاسم الذي يطرحه عصر الحرب الباردة هو ما إذا كان زعماء السعودية وإيران وباكستان متواطئين في الخطة الأمريكية الكبرى لهزيمة السوفييت في أوراسيا. تشير تعليقات محمد بن سلمان العلنية إلى أن قيادة هذه البلاد الإسلامية الثلاثة لم تكن فقط في جماعات مع العم سام، ولكن لم يكن لها أي رأي في علاقتها مع أمريكا.
من الواضح تمامًا أنه بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001، حرضت أمريكا على العديد من الإجراءات لعكس سياستها الخاصة بتصدير الوهابية وبدأت الجهود الرامية إلى نزع أسلمة المجتمعات في العديد من البلاد الإسلامية. ومع ذلك، فإن هذه الإجراءات كانت لها ردود فعل متباينة، خاصة في السعودية حيث قام كل من الملك فهد والملك عبد الله بإدلاء الولاء الكلامي الكاذب في محاولة لاسترضاء المؤسسة الوهابية. لقد أدت عواقب الربيع العربي وصعود محمد بن سلمان ليصبح ولي العهد إلى إحياء خطط أمريكا لإخراج الإسلام من صرح المجتمع السعودي.
السرعة المذهلة التي يقوم بها محمد بن سلمان بعلمنة السعودية تثير سؤالاً آخر محرجاً؛ هل هذه حملة للسكان الأصليين أو لهدف آخر من الغرب؟ أفضل إجابة لهذا السؤال يمكن تلخيصها في قول الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المجيد بهاتي