في أوزبيكستان تعذيب حملة الدعوة مستمر بلا هوادة
تحولت المحكمة في طشقند إلى مسرح لوقفة احتجاجية كبيرة ضد التعذيب بتاريخ 26 نيسان/أبريل 2018. أورد هذا الخبر راديو “بي بي سي” وتمّ نشر فيديو حول هذا الحادث إبّان يوم الخميس الذي تمت فيه محاكمة خمسة أشخاص بتهمة “الانتماء لحزب التحرير”. وهم: زوجان، والأم، وابنها، وابنتها، وهم متهمون وفق المادة 244-2 من القانون الجنائي الأوزبيكي (تشكيل، وتوجيه، والمشاركة في منظمات دينية متطرفة، انفصالية، أصولية محظورة). وقد طالب أقارب المتهمين ونشطاء حقوق الإنسان الذين تجمعوا أمام المحكمة، بمعاقبة الأشخاص الذين قاموا بتعذيب المتهمين.
جلبت التطورات الأخيرة في أوزبيكستان آمالا جيدة للناس. لكن هل يمكن أن يأمل من تلك التغيرات؟ قال نبينا محمد e: «اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللهِ» رواه الترمذي في جامعه.
إنّ الناظر للأحداث التي تقع حاليا في أوزبيكستان بنظر المؤمن يدرك أنّ تعرض المسلمين في أوزبيكستان لاختبارات قاسية منذ 25 سنة تحت حكم الطاغية كريموف ممّا نتج عنه قافلة من الشهداء قضوا تحت التعذيب، لا يزال مستمراً حتى الآن وسيستمر طالما النظام الأوزبيكي الحاكم موجودا ولو تغيرت الوجوه.
إنّ التغيرات التي تحدث اليوم في أوزبيكستان مثل الإفراج عن بعض السجناء وتنظيم مسابقات تجويد القرآن وعلم الحديث، وغيرها لا يمكنها أن تخدَع نظر المؤمن أبدا. فبينما يتم إطلاق سراح سجناء الحق العام، تجري من جهة أخرى عمليات اعتقال حملة الدعوة والمتدينين وينكل بهم ويعذبون أشد العذاب، ويزيّن النظام نفسه ببعض المساحيق ليخفي قبحه ودكتاتوريته.
رغم مرور سنة على رئاسة شوكت ميرزياييف للدولة، لا يزال كثير من المظلومين يقبعون في السجون ومن بينهم النساء!
لطالما صورت وسائل الإعلام الأوزبيكية خصوصا في برامج التلفزيون أعضاء حزب التحرير كأشخاص ضالين عن طريق الهداية، بعيدين عن الحق، ورغم ثبات شباب الحزب وشاباته وتحملهم التعذيب وسنوات السجن الطويلة وتعرضهم لضيم كبير، رغم ذلك يصر الإعلام على تلك الافتراءات ويتغاضى عن التعذيب القاسي وتمديد فترة السجن ظلما وعدوانا!
نحن نكره سياسة شوكت ميرزياييف كما كرهنا سياسة كريموف من قبل لأنها من مشكاة واحدة! ونريد خلافة على منهاج النبوة تحكم كل أنحاء الأرض بما أنزل الله سبحانه وتعالى لأنه سبحانه وتعالى خالق كل شيء وهو وحده الذي يملك الحق في وضع قوانين للحياة. قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاه﴾، فكما لا تجوز عبادة غير الله فكذلك لا يكون الحكم إلا لله وحده. والحكام الحاليون كلهم يتجاوزون حدود الله ويضعون القوانين البشرية التي تسوق الإنسانية إلى البأساء والضراء.
إنّ الدولة الإسلامية التي ستقوم على منهاج النبوة بإذن الله سوف تحكم بالعدل ولن يبقى أحد في ظلها إلا وسينعم بالعدل، حتى المجرمون سوف يعاملون معاملة تحترم إنسانيتهم ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ ألاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مخلصة الأوزبيكية
2018_05_11_Art_In_Uzbekistan_the_torture_of_the_Dawah_carriers_continues_AR_OK.pdf