شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله
ليست رمزا وطنيا يا حكومة السعودية!!
الخبر:
نشرت صحيفة فيلت الألمانية صوراً لزجاجات مشروبات كحولية ظهرت في الأسواق الألمانية وقد وضع عليها علم السعودية الذي يحمل شهادة التوحيد. ووفقاً للصحيفة الألمانية فإن شركة أشبوم قامت بوضع أعلام 32 دولة مشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة في روسيا في حزيران/يونيو المقبل على أغطية زجاجات البيرة التي تصنعها، فيما عبرت الخارجية السعودية عن احتجاجها ورفضها لوضع إحدى شركات الكحول علم السعودية على منتجاتها.
التعليق:
يبدو أن التنازلات الصارخة التي يقدمها محمد بن سلمان للغرب قد أغرت شركة أشبوم الألمانية على الدعاية لمنتجاتها من الخمور بشكل مستفز للمسلمين كافة وليس مثلما تصوره الحكومة السعودية بأنه استفزاز “للمملكة” حتى تعطيه طابعا وطنيا وتقصي أي ردة فعل جانبية باعتبار أن المسألة شأنا وطنيا! وهذا ما يؤكده موقف الخارجية السعودية التي عبّرت عن رفضها لوضع “علم السعودية” على منتجات الشركة..
ويظهر جليّا أن الحملة التي يقودها ابن سلمان على الإسلام والأحكام الشرعية في إطار رؤيته للسعودية 2030 قد جعلته يتجاهل هذا التطاول الوقح على الرموز الدينية ولا يُقيم اعتبارا حتى لما يعتبره رمزا وطنيا لبلاده، إذ إن القوانين الرسمية للمملكة تحظر تنكيس العلم السعودي أو ملامسته للأرض والماء والدخول به لأماكن غير طاهرة أو الجلوس عليه، وذلك لما يحمله من دلالة دينية، لكن ردّة فعل الحكومة السعودية كانت أضعف بكثير واكتفت بحفظ ما تبقى من ماء وجهها ببيان أصدرته السفارة السعودية بألمانيا استنكرت فيه هذه الدعاية مطالبة شركة أشبوم بتقديم اعتذار وسحب منتوجها الذي يحمل علم السعودية، فيما أكدت الشركة على أن ما قامت به هو تقليد تجريه في إطار حملتها على المونديال وقد طبعت على منتجاتها أعلام البلدان الاثنين والثلاثين المشاركين في مونديال روسيا، ولم يجرِ أي اعتذار رسمي من الحكومة الألمانية أو من الشركة إلى حدّ الآن!
الجدير بالذكر في هذا الموضوع أن شهادة التوحيد ليست رمزا وطنيا يخصّ السعودية، بل هي عقيدة أمة بأكملها، وما حصل من وضع هذه الشهادة العظيمة على زجاجات الخمر هو استهتار بالمقدسات الإسلامية واستفزاز مشين للمسلمين في العالم كله! وشركة أشبوم وغيرها من الشركات الدعائية الكبرى ليست بهذا الحدّ من الجهل أو “العفويّة” أن تروّج للخمور وتضع شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله وهي لا تدرك معناها ورمزيّتها، أو تربطها فقط بأعلام البلدان المشاركة، فالإعلان والدعاية لمثل هذه الشركات الضخمة يقوم عليها مجموعة من المصممين والمبتكرين وتقع دراسة الاقتراحات الدعائية ووضع الخطط لإنجاح ترويجها وكيفيّة تسويقها حتى صارت الدعاية والإعلان علوما تُدرّس بالجامعات ويشرف عليها أساتذة وخبراء، فالأمر إذا ليس مجرّد غلطة من شركة أشبوم، وإنّما المقصود به هو التطاول على المسلمين واستفزازهم وإهانة مقدساتهم، ومعها تربح الشركة دعاية عالميّة مجانية لاسمها.
إنّها ليست المرة الأولى التي يتمّ التطاول فيها على الإسلام من الغرب حكومات وإعلاماً وشركات وأفراداً، بل هي منذ هدم دولة الإسلام، لكن التطاولات باتت تأخذ في كل مرة شكلا أكثر استفزازا ووقاحة وسخرية من ديننا وعقيدتنا، وكلّما زاد الحكام في ذلّهم وهوانهم زاد الغرب في إذلال الأمة وأبنائها بالتعدّي الصارخ على الإسلام ولسان قوله “ردّوها علينا إن استطعتم”!!
ولأننا كمسلمين ندرك جيّدا أن حفظ الدين والمقدسات لا يكون ببيان صحفي واستنكار رسمي، وإنما بما يرشدنا إليه الدين نفسه، فإنّه توجب علينا أن نحفظه بكيان سياسي يُحصّنه ويحميه ويحفظ بيضة الإسلام والمسلمين ويمنع أي تطاول خارجي بهيبة الدولة وجيوشها، وصرامتها في تطبيق القانون في الداخل والخارج، ولنا في تاريخنا الإسلامي المشرّف “غير البعيد” خير مثال؛ فخلال الحكم العثماني كانت سفن المسلمين تمرّ أمام الموانئ الأوروبية فكانت الكنائس تتوقف عن دق أجراسها خوفا من استفزاز المسلمين فيقوموا بفتح هذه المدن.
بمثل هؤلاء الرجال يُعزّ الدين وليس بمثل محمد بن سلمان وباقي حكام المسلمين العملاء…
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نسرين بوظافري