غزة… لماذا الأمة والجيوش خارج المعادلة؟!
الخبر:
ارتكب كيان يهود في غزة مجزرة أوقعت عشرات الشهداء وآلاف الجرحى، حيث استشهد ما لا يقل عن ستين بينهم سبعة أطفال، وأصيب أكثر من 2700 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم مائة جراحهم خطيرة. 15 آيار 2018
التعليق:
إن جرائم كيان يهود ضد أهل فلسطين لا يمكن حصرها، ولكن بالتأكيد يمكن حصر ردات الأفعال الموازية؛ شجب وتنديد واستنكار وتبرعات ومهرجانات، ومناشدات لتدخل مجلس الأمن ودعوات لعقد اجتماعات في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وهلم جراً.
فهل يا ترى، هذه الدماء الطاهرة المهراقة على مذبح غزة – وغيرها – يوازيها طلب لانعقاد اجتماع لرؤساء العرب مكرر ومملول؟! أم هل توازي أطنان الأدوية والأغذية أطنان المتفجرات التي تلقى على رؤوس المسلمين في غزة؟ وماذا عسى تنكيس الأعلام سيفعل لطفل سقط بين يدي أمه وأبيه؟
إن أول خطوة لكسر هذه الحلقة الدموية القاتلة هو الخروج عن قواعد الواقع السياسي الحالي المفروض على المسلمين، وقواعد اللعبة التي تحكم حركة المسلمين العملية، والتحرر، اليوم وليس غداً، من القيد الفكري والسياسي المفروض على المسلمين، والذي يجبرهم على رؤية علاج قضية فلسطين – وغيرها من قضايا الأمة – بمنظار الواقع الدولي والإقليمي، وما هو ممكن ومتاح، بدلاً من التفكير بما يجب أن يكون.
لقد تبين بما لا يدع مجالاً للشك، أن أقصى قدرة لأهلنا في فلسطين هي في إيلام العدو الغاصب ومقاومته والصبر على ذلك. وأي عاقل يعلم علم اليقين أنّ غزّة لا ينقذها إلا جيش أو جيوش، وأن الأسير بحاجة إلى التحرير، والتحرير الكامل لا تقوم به إلا الجيوش.
إن قضية فلسطين ببساطة هي قضية أرض إسلامية اغتصبها يهود بمؤازرة من دول الغرب، وعلى رأسها بريطانيا وأمريكا، وبإعلان وشرعنة من هيئة الأمم، وبتواطؤ من الأنظمة الإقليمية التابعة… هذه هي الحقيقة الشرعية والتاريخية.
لذا كان واجباً تجاوز جميع تشكيلات المجتمع الدولي و”شرعيته”، فهي الشرعية ذاتها التي أوجدت كيان يهود، وهو المجتمع الدولي ذاته الذي يرعى الكيان المغتصب. ويجب كذلك تجاوز التشكيلات الإقليمية بمختلف عناوينها وأسمائها، فالواقع يشهد على عجزها.
إن العمل الجاد والحقيقي لتحرير فلسطين يكمن في رد القضية إلى الأمة الإسلامية وليس إلى المجتمع الدولي. فلسطين وأهلها بحاجة إلى جيوش الأمة لتتحرك من فورها لتحرير فلسطين ولوقف مجازر يهود في الأرض المباركة فلسطين ولخلع كيانهم من جذوره. فحريٌ بأهل فلسطين وكل المسلمين أن يرفعوا نداءهم لجيوش الأمة لتتحرك لأداء واجبها تجاه فلسطين، وإن كان ثمة ما يحول دون تحريك الجيوش فلتنتشر الدعوة وتدوي في جنبات الكرة الأرضية كلها أن هلمّي يا أمة الإسلام لإقامة الخلافة على منهاج النبوة لتحرر الأمة وتحكمها بما أنزل الله، تستثمر ثروات المسلمين بدلاً من نهبها، وتقاتل من أجل المسلمين بدلا من قتلهم، وتتبرأ من أعداء المسلمين لا أن تواليهم!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام / الكويت