﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾
﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾
الخبر:
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس… (2018/05/14م)
التعليق:
قام الرئيس الأمريكي ترامب بتحدي المسلمين جميعا بنقل وكر دولته إلى القدس، مسرى الرسول r، غير عابئ بحكام المسلمين ولا بردة فعل المسلمين أنفسهم التي عرف مسبقا أنها ستمر مرور الكرام في ظل وجود الحكام الأنذال المستعدين لقمع حركة الأمة الساعية للتخلص من الهيمنة الغربية، مسخرين لذلك كل أجهزتهم الأمنية والمخابراتية الموغلة في الحفاظ على عروشهم.
أما مملكة آل سعود فقد دانت (بشدة) استهداف يهود للمدنيين الفلسطينيين العزل، الذي أسفر عن سقوط عشرات الشهداء وآلاف الجرحى. وشدد مسؤول في وزارة خارجيتهم على “ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه وقف العنف وحماية الشعب الفلسطيني الشقيق”. وهكذا ظنت مملكة آل سعود أنها قد أبرأت ذمتها، وتنصلت بالتالي من الواجب الشرعي الذي يفرض عليها الجهاد لتطهير فلسطين كلها بما فيها القدس، والأقصى أولى قبلتي المسلمين، واكتفت بتعليق المسؤولية على شماعة المجتمع الدولي! هذا (المجتمع) الذي غرز جرثومة كيان يهود في قلب الأمة، والذي يحمي إجرام يهود ويمدهم بأسباب الحياة منذ نشأة كيانهم المسخ! إذ لم يستح ترامب من تحميل حركة حماس المسؤولية عن المجزرة التي ارتكبها جيش يهود بحق أهل غزة يوم الاثنين وقال إن كيان يهود لديه الحق في الدفاع عن نفسه. فقد قال مسؤول في البيت الأبيض، طلب عدم نشر اسمه، في بيان “لا يوجد تبرير للتهور واللامبالاة اللتين أبدتهما حماس بدعوتها الناس إلى الانخراط في العنف الذي يعرضهم لمخاطر مروعة. وكما قال وزير الخارجية فإن (لإسرائيل) الحق في الدفاع عن نفسها”.
وبينما يعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعاً طارئاً في شأن القدس للبحث في “سبل مواجهة قرار أمريكا غير القانوني” بنقل سفارتها إلى القدس، يتوقع أن يدعو السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور والسفير الكويتي في مجلس الأمن منصور عياد العتيبي المجلس إلى جلسة عاجلة.
كل هذا للتنصل من الحكم الشرعي الذي يوجب الجهاد: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ﴾. فالأمر لا يحتاج إلى كثير فتيا ولا إلى اجتماعات صاخبة لا تسمن ولا تغني من جوع!
أما ما صرح به عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية خلال مؤتمر صحفي في غزة بأن “القدس خط أحمر… ومسيرة العودة مستمرة ونحن ندعمها… وشعبنا لن يتراجع”. ودان مجزرة يهود، وأن الرد على المجزرة “يجب أن يكون بانتفاضة عربية وإسلامية”. متعهداً أن “يدفع العدو ثمن هذا القتل”، فنقول له لماذا تميّع القضية وقد مضى على الانتفاضة الأولى ثلاثون عامأ وتبعتها انتفاضات وحروب شتى لم تطهر فلسطين من رجس يهود؟! ولماذا لا تصدح بالحق بأنه لا يفل الحديد إلا الحديد؟! وأن واجب جيوش المسلمين هو تحرير فلسطين كلها، والذي لن يتم بانتفاضات جديدة ولا بتنديدات فارغة هنا وهناك، ولا بمسيرات يوم القدس المزعوم الذي لا يستحي حكام طهران من تكراره في كل رمضان!
فها هو زعيم حزب إيران في لبنان، في كلمته التي ألقاها الاثنين 2018/5/14 يقول: “فإذا كان (الإسرائيلي) يتوقع أنّ بمقدوره التصرّف من دون أن يلقى ردّ فعل، فهو خاطئ”، وأعلن أنّه “جرى إبلاغ العدّو، عبر جهة دولية، أنّه إذا تجاوز الردّ (الإسرائيلي) الخطوط الحمراء السورية، فالقصف التالي سيكون في قلب فلسطين المحتلّة”. ففي سوريا هناك خطوط (حمراء) كما يزعم! ولا ندري ما هي هذه الخطوط الحمراء بعد أن طال عدوان يهود كل بقعة في سوريا؟! ولكن الأهم هو طمأنة يهود بأنهم آمنون في احتلالهم لفلسطين طالما لم يتجاوزوا الخطوط الحمراء في سوريا، أما القدس، التي ستسير المسيرات لها لاحقا في رمضان، فليست ضمن الخطوط الحمراء، وطبعا ليست حيفا ويافا كذلك، وبالتالي فليهود أن يأمنوا شر صواريخ “ما بعد بعد حيفا” التي لم تأمن منها مدن حمص والقصير وحلب ودرعا!
ألا فليعلم القاصي والداني أن كيان يهود هو كيان غاصب ومصيره إلى زوال بإذن الله عاجلا أم آجلا، ولن ينفع يهود لا حماية أمريكا ودول الغرب لهم، ولا خيانة حكام المسلمين، وعلى الأمة أن تنبذ هؤلاء الحكام العملاء وأن تأخذ على أيدي الحركات التي ترفع راية الإسلام فتحملها على الصدع بكلمة الحق واتخاذ الموقف الصحيح وعدم تمييع الصراع العقدي الذي تخوضه الأمة ضد الاستعمار الغربي وجرثومته التي غرسها في قلب فلسطين، ومن كان غير قادر على اتخاذ الموقف الصحيح فليقعد في بيته ويكف عن تحريف بوصلة الصراع وحقيقته. ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾.
اللهم قيض لهذه الأمة رجالا أتقياء أنقياء ينصرون دينك فيبايعون الإمام الراشد الذي يعلي راية الجهاد فيقود جيوش المسلمين لتطهير فلسطين، وسائر بلاد المسلمين المحتلة، واجعلنا من جنده والداعين إلى طاعته.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير