Take a fresh look at your lifestyle.

المشكلة؛ أهي في نقل مَبَانٍ أم في الاحتلال؟

 

 

المشكلة؛ أهي في نقل مَبَانٍ أم في الاحتلال؟

 

الخبر:

 

قامت أمريكا الاثنين 2018/5/14 بتدشين سفارتها الجديدة في مدينة القدس المحتلة في عملية نقل للسفارة من تل أبيب بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة للدولة العبرية العام الماضي 2017. ويجازف آلاف الفلسطينيين من سكان قطاع غزة بحياتهم واحتشدوا مجدداً الاثنين على الحدود مع كيان يهود تعبيرا عن غضبهم لانتقال السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. ومنذ 30 آذار/مارس تاريخ بدء “مسيرة العودة الكبرى”، يتدفق آلاف الفلسطينيين من سكان قطاع غزة على طول الحدود للمطالبة بحقهم في العودة إلى أراضيهم التي طردوا أو هربوا منها عام 1948. (فرانس 24) “بتصرف بسيط”

 

التعليق:

 

أولاً: لا شك أن استهانة أمريكا والغرب بالأمة الإسلامية وإعلانهم الحرب على الإسلام والمقدسات والأرواح، ولا شك أيضاً أن ردة فعل الأمة دليل على حياتها وحيوتها وقوتها، وهي – أي الأمة – كذلك، إلا أن ردة الفعل يجب أن تكون منبثقة عن وجهة النظر الإسلامية وعلى مستوى الأمة بكاملها وليس أفراداً منها، وطالما أن الأمة تفتقد للكيان السياسي الذي يمثلها تمثيلا حقيقيا فلن تكون الحركة بمستوى الجريمة التي ترتكب بحقها، لذا مع تقديرنا بعيداً عن الركوب السياسي والامتطاء لحركة الأمة من أي كان، وبعيداً عن التحريك لأغراض سياسية غربية إجرامية أو التحريك للتنفيس فإن حركة أفراد الأمة لن تقف في وجه المؤامرة ولن تقتلعها بل ستكون في أحسن حالاتها رسالة من الأمة ممثلة ببعضها.

 

ثانيا: إن إثارة المسلمين على نقل مبان في ظل الاحتلال لهو تضليل خطير وحصر للمشكلة بموقع ومكان، وكأن المشكلة في وجود السفارة في بقعة معينة، مع أن أُس البلاء هو الاحتلال، وهو مناط الحكم الشرعي المتعلق بالمسألة، وليس الحكم متعلقا بآثار الاحتلال، لذا كان توجيه حركة الأمة نحو إشكالية نقل السفارة تضليلاً وشَركاً سياسياً خطيراً، فهل لو كانت سفارة أمريكا في أي بقعة غير القدس ستكون مقبولة أو وجودها في ما يسمى القدس العربية؟!

 

إن من يحتل بيتك مثلاً، لا يُعترض عليه بتغيير الصالون أو المطبخ، بل العمل يكون لإزالة الاحتلال لأن أي بحث آخر هو إقرار بالاحتلال وهو محرم شرعاً.

 

ثالثاً: إن مسيرات العودة وإن دلت على دلالة مهمة، وهي أن الأمة لا تعترف بكيان يهود ولا تعترف بالاتفاقيات الباطلة ولا تقر يهود بما اغتصبوا من أرض الإسلام، وهذه دلالة سياسية مطلوبة وتعطي حقيقة موقف الأمة من يهود، لكن هذه الحركة يجب ألا تقتصر عليها لأن كيان يهود لا يُزال إلا بتحريك الجيوش – الجهاد – مصداقا لقوله e من حديث ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e، يَقُولُ: «تُقَاتِلُكُمُ اليَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ يَقُولُ الحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي، فَاقْتُلْهُ»، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللهِ e، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ».

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسن حمدان

2018_05_19_TLK_1_OK.pdf