Take a fresh look at your lifestyle.

لو كان حكام إيران مخلصين لأجبروا أمريكا على الجثيّ على ركبتيها صاغرة

 

 

لو كان حكام إيران مخلصين لأجبروا أمريكا على الجثيّ على ركبتيها صاغرة

 

الخبر:

 

قال مسؤول عسكري إيراني رفيع المستوى (باقري) في خطابه أمام البرلمان في طهران إن بلاده لن تنحني لضغوط واشنطن عليها للحد من أنشطتها العسكرية، ولن تنتظر الإذن بالموافقة من واشنطن على تطوير قدراتها الدفاعية، ووصف باقري قادة أمريكا “بالخونة، القساة، المجرمين، المعزولين، الغاضبين، الفاسدين”. وجاءت تصريحات باقري بعد يومين من قول وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن واشنطن ستفرض على إيران “أشد العقوبات صرامة في التاريخ” إن لم تقلص من نفوذها الإقليمي وتحد من برنامجها الصاروخي. (بي بي سي)

 

التعليق:

 

لو كان حكام إيران مخلصين لله ولرسوله وللمسلمين لأجبروا أمريكا على الجثيّ على ركبتيها صاغرة تطلب العفو والصفح منهم، فإيران دولة عسكرية نفطية، تستطيع بهاتين الورقتين إجبار أمريكا على التفكير ألف مرة قبل أن يزبد وزير خارجيتها ويرعد، ويأمر وينهى كأنه سيد الكون، حيث إن إيران تقع في منطقة الخليج المصدر الرئيسي للنفط في العالم، عصب الحياة والصناعة الغربية والشرقية، وأي تهديد للطرق البحرية التي يتم تصدير النفط من خلالها يهز الاقتصاد العالمي المترنح أصلًا للسقوط، ما يجبر دول العالم – على أقل تقدير – على الانفضاض عن قيادة أمريكا الرعناء للموقف الدولي، وبإمكان إيران – ما دامت مصنفة أمريكيا كدولة خارجة عن القانون الدولي – عرقلة تصدير هذا النفط من الخليج – الذي تسميه الخليج الفارسي – وعبره، خصوصًا وأنها تسيطر على منابع نفطها ونفط العراق على أقل تقدير. لكن لأن حكام إيران كحكام تركيا، فإننا نسمع منهم جعجعة ولا نرى طحنا، يصدرون التصريحات العنترية للاستهلاك المحلي فقط!!

 

كما أن إيران تتوسط عددًا كبيرًا جدًا من القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط تزيد عن المائة قاعدة (في العراق وحدها 75 قاعدة)، ويسهل استهدافها عسكريًا، حتى بالسلاح التقليدي المخزن في مخازنها، خصوصًا أن أمريكا في ظرف عسكري واقتصادي لا يمكنها من خوض حرب مع أية دولة في العالم حتى لو كانت دولة من دول العالم الثالث، أضف إلى ذلك ضعف الإدارة الأمريكية الحالية الرعناء والمنقسمة على نفسها، لذلك تعتمد أمريكا في حروبها الخارجية على عملائها الذين يقومون بالأعمال العسكرية لصالحها بالوكالة، ومنهم إيران نفسها! لذلك فإن استهداف هذه القواعد العسكرية صيد سهل وموجع ومدمر. التجرؤ على أمريكا بهذا الشكل يجبرها على التعامل بحجمها الحقيقي العاجز، لكنها ضمنت من أشباه الحكام عدم الرد سوى بالعنتريات، بل ومتفقة معهم سلفا على تلك العنتريات قبل إطلاقها من كلا الطرفين!

 

لو كان حكام إيران يعقلون لعلموا أنهم حصان طروادة في المنطقة، تستخدمهم أمريكا لبعض الوقت ثم تطلق عليهم رصاصة الرحمة، فها هو مايك بومبيو يضع شرط انسحاب إيران من سوريا كأول شرط عليها، بعد أن قامت إيران بالعمل القذر للحفاظ على عميل أمريكا نيابة عن أمريكا التي لم تقبل القيام بهذا الدور؛ حتى تظل صورتها نظيفة الدماء أمام العالم، وتلعب لاحقًا دور الوسيط النزيه بين أهل سوريا الثائرين وعميلها بشار! فتسربل حكام إيران بالخزي والعار إلى يوم القيامة. ﴿أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال المهاجر – باكستان

 

2018_05_26_TLK_2_OK.pdf